عدن تعاني وخدماتها مأزومة في ظل غياب أو وجود الحكومة!

يكاد العنوان كاف لإيضاح ما تعيشه مدينة عدن، العاصمة الجنوبية والعاصمة المؤقتة لليمن، من معاناة وتدهور وانهيار وازمات متتالية، فلا تبرح أزمة بالإنفراج الا وتظهر أزمة اخرى تزيد من معاناة المواطنين وتفاقم أوضاعهم وسوء معيشتهم.

لم يكن عودة الحكومة الجديدة شفيعا لهذه المدينة، او كفيلا لإنفراج أزماتها ومشاكلها التي تزيد تعقيدا يوما بعد يوم، لاسيما ما تبديه الحكومة من عجز معيب أمام تحسين ابسط الخدمات الاساسية التي ظلت الشرعية في الرياض تتحجج دوما بغيابها عن عدن وغياب مؤسسات الدولة، فها هي اليوم تتواجد في عدن منذ 21 يوم، بينما يزيد الوضع سوءا وتعقيدا اكثر من ذي قبل، سواءا على الصعيد الخدماتي او الاقتصادي او الاجتماعي او حتى السياسي.

كهرباء عدن هي المحطة الاولى لاظهار عجز الحكومة ووزاراتها، التي تعيش اليوم تدهورا وانهيارا متسارعا للتوليد بسبب عدم توفر الوقود المشغل لمحطات الطاقة الحكومية والمشتراة، والذي جاء متزامنا ايضا مع ازمة خانقة بالمشتقات النفطية في المدينة وتوقف كافة محطات التزود بالوقود.

( ليس لدى الحكومة عصا سحرية لحل كافة المشاكل )، بهذه العبارة دشن رئيس الحكومة الجديدة معين عبدالملك، دورته الثانية لرئاسة الوزراء قبيل وصوله عدن بأيام مبعدا عن حكومته اي اتهامات او انتقادات يمكن ان توجه لها ، ومع ذلك لم يلمس المواطن اي حلول او تحسن ملموس في اي من الخدمات الاساسية والقطاعات الحيوية في عدن سواءا حلول سحرية او حتى حلول بسيطة وممكنة.

اليوم انهارت منظومة كهرباء عدن وخرجت محطاتها ومولداتها تباعا وبشكل متسارع، وازدادت معها ساعات الانطفاءات في عدن التي لا تشهد عادة هكذا انطفاءات خلال فصل الشتاء، رغم تحذيرات كثيرة نشرت من نفاذ وشيك للوقود، ومع ذلك لم تحرك حكومة المناصفة ووزير الكهرباء اي ساكن، ولم تكلف نفسها بقطع وعود كما عودتنا بتحسن مرتقب.

ازمة المشتقات النفطية الحادة في عدن منذ ايام هي الاخرى شاهدة على عجز الحكومة وفشلها في إدارة ملف مطالبات العمال والنقابات في مؤسسات الدولة، التي تسببت مؤخرا في هذه الازمة جراء اضراب عمال مصافي عدن بسبب مطالبتهم بعلاواتهم ومستحقات متأخرة.

مرتبات شهرية متوقفة منذ أشهر لقطاعات عديدة لم يتم الافراج عنها حتى الان، ومع ذلك تبرر الحكومة دوما، عجزها بعدم وجود سيولة كافية، كونها فشلت منذ سنوات من حماية وتأمين بنكها المركزي ودعمه وتعزيزه واثبات وجوده كبنك للدولة، وتركت ادارته وحيدة تتلاطمها المؤامرات والمخططات والاستهدافات العديدة محليا وخارجيا. لا يبدو ان امال واحلام المواطنين في عدن بهذه الحكومة التي انبثقت عقب مخاض عسير، محفوفا بالنجاح، لاسيما وانهم باتوا يشاهدوا نسخة جديدة من عجز وفشل حكومات يمنية سابقة، لازالت عدن تعاني تركتها المآساوية حتى اليوم.

Exit mobile version