أول رد لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي على تحركات معسكرات الاخوان في طور الباحة

في حال دخول اللواء الرابع إلى طور الباحة فلن نقف مكتوفي الأيدي

حذرت قوات الحزام الأمني في الصبيحة من فتنة داخلية في حال دخول أي قوات من اللواء الرابع مشاة جبلي إلى مديرية طور الباحة. 

وقالت قوات الحزام الأمني محور الصبيحة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إنها تتابع “الدعوات الموجهة من قبل مدير عام مديرية طور الباحة، عبدالرقيب البكيري، لقائد اللواء الرابع مشاة جبلي، أبوبكر الجبولي، لمطالبته بالتدخل لحماية المديرية تحت مبرر الحماية الأمنية”. 

واعتبر البيان ذلك “دعوة إلى الفتنة والاقتتال وإغراق مناطق الصبيحة بالدماء التي تجنبناها مسبقاً حفاظاً على النسيج الصبيحي”، فيما حمل مدير عام طور الباحة “عبد الرقيب البكيري مسؤولية أي اقتتال وإغراق مناطق الصبيحة بالدماء”. 

ودعا البيان “محافظ محافظة لحج، اللواء أحمد عبدالله تركي، والشيخ العميد حمدي شكري، قائد اللواء الثاني عمالقة، إلى إيقاف” ما أسماه “المسلسل العبثي” المستهدف للنسيج الاجتماعي في الصبيحة. 

وأشار إلى أن الحزام الأمني بالصبيحة لديه “القدرة والإمكانية لحماية المديرية وحفظ الأمن فيها”، قائلا إن “دخول أي قوات تابعة للواء الجبولي إلى مديرية طور الباحة” ستعتبر “قوات فتنة وغازية ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاهها”. 

وبثت القناة الرسمية التابعة للشرعية، الثلاثاء، تقريراً عن تدشين ما يسمى “محور طور الباحة” المرحلة الأولى من العام التدريبي 2021م. 

وشمل التقرير لقطات من الاستعراض العسكري الذي قامت به القوات التابعة لـ “المحور” الذي يقوده القيادي الإخواني أبوبكر الجبولي، على تخوم مناطق الصبيحة بلحج. 

وبأوامر من علي محسن الأحمر، سبق أن نشر موقع الجيش التابع للشرعية “26 سبتمبر” خبراً حول التدشين لذات المحور الذي لم يصدر قرار جمهوري بإنشائه وتعيين قائد له. 

وظهر هذا المسمى منتصف العام الماضي في موقع الجيش، ضمن سياق محاولات إخوانية للتمدد نحو الجنوب عقب فرض سيطرتها الكاملة على ريف تعز. 

حينها أجبرت ضغوط قبلية أبوبكر الجبولي، الذي تم منحه رتبة لواء مؤخراً، على مخاطبة وزير الدفاع بإلغاء المحور، أواخر أكتوبر الماضي، بعد تعهده لشيخ مشائخ الصبيحة بذلك، قبل ظهوره من جديد مؤخراً. 

مصادر مطلعة، أشارت إلى أن الإعلام الرسمي يتعامل مع المحور الإخواني رغم عدم وجود قرار جمهوري بإنشائه، ودون ذكر أسماء الألوية التي تشكل منها المحور أو أسماء قادة هذه الألوية، التي وصفتها المصادر بـ “المجهولة”، وتم إنشاؤه بأوامر من نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر. 

وأضافت المصادر، أن عملية إنشاء المحور تتطابق مع عملية إنشاء “اللواء الرابع مشاة جبلي” بقيادة الجبولي نفسه، والذي تم إنشاؤه عام 2017م، بأوامر من علي محسن الأحمر. 

وقال أحد المصادر، إن اللواء الرابع مشاة جبلي وعلى مدى 5 سنوات من إنشائه لم يسبق أن شارك في القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، ولا توجد جبهات في مسرح عملياته إطلاقاً، مشيراً إلى أنه وبدلاً من أن يخوض منتسبوه معارك ضد المليشيا الانقلابية، قامت قوات هذا اللواء بفرض حصار على مواقع اللواء 35 مدرع، وسيطرت على أجزاء من مسرح عمليات اللواء قبل جريمة اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي، وتم فرضه كأمر واقع قبل ضمه لاحقاً إلى محور عسكري. 

وأضاف المصدر، أن جماعة الإخوان المسلمين وبواسطة علي محسن الأحمر يسعون إلى فرض “محور طور الباحة” كأمر واقع، تمهيداً لضمه ضمن قوات المنطقة العسكرية الرابعة، وزرعه داخل مناطق الصبيحة في لحج، من أجل السيطرة على سواحل باب المندب. 

من جانبها، قالت الدكتورة ألفت الدبعي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة تعز، إن بقاء علي محسن الأحمر نائباً للرئيس هادي، يخدم كل المشاريع الانقلابية على التوافقات الوطنية. 

وأوضحت الدبعي، اليوم الأربعاء، في منشور لها على صفحتها في “فيسبوك”: “يستفيد كل من انقلب على التوافقات الوطنية من بقاء علي محسن نائباً للرئيس في تسويق قوة سلطتهم كأمر واقع لدى الأوساط الغربية عندما يقدمون أنفسهم في مقارنة قيادات الشرعية الفاسدة”. 

وأضافت: “بل أن كثيراً من الدول اللاعبة في المشهد اليمني مستفيدة جداً من بقاء على محسن نائباً للرئيس وليس العكس كما يعتقد الكثير بأنه يقف ضد مصالحهم”. 

وفيما أشارت الكاتبة السياسية ألفت الدبعي، إن “استمرار بقاء النائب الحالي (علي محسن الأحمر) للرئيس هادي هو مزيد من تقوية للحوثيين ومواقفهم لا أكثر”، قالت إنه “من غير الذهاب إلى تغيير علي محسن الأحمر وتعيين نائب جديد يعمل على مساندة الحكومة في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وخاصة ما يخص الجانب الأمني والعسكري، فالشرعية تحكم على نفسها بالفشل وتقترب من نهايتها بشكل أسرع”. 

وتابعت: “تغيير علي محسن الأحمر أصبح ضرورة وطنية لا تقبل التأخير نهائياً لمن أراد أن يحافظ على مشروع وطني يضعف معدل التدخلات الخارجية ويقوي جانب التوافقات الوطنية، أما الإبقاء عليه فهو يعني العمل لصالح مزيد من تقوية مواقف الانقلاب الحوثي على الشرعية، بل أيضاً مزيداً من رفض ومقاومة المجلس الانتقالي للانخراط في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض”. 

واختتمت الدبعي حديثها بالقول: “إن التمسك ببقاء علي محسن الأحمر يعني أن هناك من يعمل لصالح تقوية المشاريع الانقلابية في إدارة مشهد اليمن ويخدمهم بطرق غير مباشرة”. 

Exit mobile version