اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتقاريرمحليات

من هو “باطرفي” الذي أعلنت الأمم المتحدة اعتقاله في اليمن؟

يمثل القبض على زعيم “القاعدة” باليمن “حيا” بمثابة كنز معلوماتي وضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي الأم، ويجهض بشكل كبير مخططاته الإرهابية. 

ونجحت سلطات المهرة بدعم لوجيستي وعسكري من تحالف دعم الشرعية باليمن من القبض على “خالد باطرفي” في عملية نوعية استمرت لأكثر من 20 ساعة في المركز الإداري لمحافظة المهرة أقصى شرقي البلاد على الحدود اليمنية العمانية، وفقا لمصادر عسكرية وأمنية. 
 

وقالت مصادر مطلعة أن العملية تمت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي وبدأت عقب ضبط شحنتي أسلحة للتنظيم الإرهابي قبل أن تقود التحقيقات الأولية إلى وكرين لقيادات القاعدة في بلدة “حات” وحي “الكلية” الحديث في مدينة الغيضة، حاضرة المهرة على بحر العرب.  

وبحسب المصادر فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدات من الشرطة العسكرية، والمهام الخاصة مع العناصر والقيادات الإرهابية إثر رفض تسليم أنفسهم في بداية الأمر قبيل أن يتم تشديد الخناق على المنزل الذي كان يتوسط الحي السكني ويلقى القبض عليهم. 

ولم تكشف المصادر أعداد هذه العناصر والقيادات، لكن بيان سابق لسلطات المهرة أشار إلى أن عددهم كان 8 أشخاص، اثنين منهم لقوا حتفهم وأصيب آخر بجروح متفاوتة، مبينة أن العملية النوعية أفشلت أخطر هجمات إرهابية كان التنظيم الإرهابي يدبر تنفيذها. 

وأعلنت الأمم المتحدة رسميا القبض على زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن “خالد باطرفي” ووفاة الرجل الثاني “سعد عاطف العولقي”، خلال عملية أمنية في محافظة المهرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.  

واعتقال باطرفي خلالها يمثل شربة للتنظيم لأنه الرجل الأول للتنظيم الأم، وأحد أبرز قيادات القاعدة المدرجين بشكل خاص على لائحة الإرهاب العالمية، وتعرض الإدارة الأمريكية عنه مكافأة بملايين الدولارات. 

من يكون باطرفي؟ 

هو خالد عمر سعيد عمر باطرفي الكندي، يكنى “أبو المقداد”، يمني من محافظة حضرموت، من مواليد 1979 في السعودية، وهو أحد قيادات القاعدة القلة ممن تتلمذوا بشكل مباشر على يد مؤسس التنظيم “أسامة بن لادن”.  

تعود بداية التحاقه بالتنظيم إلى عام 1999 في أعقاب استقطابات “القاعدة” الواسعة للجهادين إلى أفغانستان، وهناك التقى وتتلمذ على يد مؤسس التنظيم “أسامة بن لادن” ورافق قيادات تنظيم ما يعرف بـ”قاعدة جزيرة العرب” وعلى رأسهم “ناصر الوحيشي” و”قاسم الريمي” وقاتلوا جميعا بصفوف “طالبان”. 

عام 2000 غادر باطرفي أفغانستان لكنه عاد عقب هجوم 11 سبتمبر 2001 للقتال مع طالبان ضد القوات الأمريكية ثم فر إلى “إيران” مع قيادات القاعدة بينهم أمير التنظيم باليمن “ناصر الوحيشي” وهناك نفذت طهران مسرحية اعتقال هزلية لاتزال تفاصيلها غامضة حتى اليوم إثر إطلاق سراحهم بعد شهور 2002. 

وانخرط باطرفي رسميا في هيكل التنظيم الإرهابي باليمن عام 2008، وهناك تحول إلى أهم المرجعيات وأحد أبرز رجالات التنظيم المشرفة على العمليات الإرهابية الخارجية للقاعدة. 

عام 2010، عينه التنظيم الإرهابي أميرا لمحافظة أبين ودفع عناصره المتطرفة من اجتياح المحافظة بعد عام من ذلك، خلال مواجهات دامية وسلسلة تفجيرات انتحارية طالت عديد من قيادات وضباط الجيش والأمن اليمني. 

في ذات الفترة 2011، اعتقل باطرفي، في بلدة “الحوبان” بمنفذ مدينة تعز الشرقي والتي لازالت حاليا تقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وذلك أثناء توجهه للمشاركة في “نكبة الإخوان” ضد نظام الرئيس السابق وقد نقله حينها لسجن الأمن السياسي بصنعاء. 

عقب تطور الفوضى في صنعاء وزحف الحوثيين من صعدة، لجأت السلطات الأمنية لنقل “أبو المقداد” إلى السجن المركزي في المكلا بحضرموت(شرق) مع نحو 200 سجين من ذات التنظيم الإرهابي. 

مطلع 2015، استغل تنظيم القاعدة الإرهابي الانقلاب الحوثي وهدم النظام بصنعاء ليشن أعنف هجوم دموي على السجن المركزي في المكلا للإفراج عن أحد أهم قياداته وكافة العناصر الإرهابية قبل أن يخرج “باطرفي” في صورة أشعلت الرأي العام، وهو يدوس العلم اليمني ويجلس على كرسي القصر الرئاسي، وقد شارك في اجتياح كافة مقار الدولة في المكلا. 

ولم يستمر حكم التنظيم الإرهابي طويلا على المكلا، إذ سرعان ما تدخل الجيش الإماراتي العامل ضمن قوات التحالف العربي بدعم وتدريب وحدات محلية ولملمة القوات اليمنية وتحرير حاضرة حضرموت وعروس بحر العرب 2016. 

وبفعل الضربات المتلاحقة للتنظيم جنوبا وشرقا بدعم قوات التحالف بقيادة السعودية 2016-2018 وعدم منحه أي فرصة للانتشار والتوسع في مساحات البلاد، لجأ “باطرفي” عند قيادته للجناح العسكري للتنظيم لتكتيك “الذئاب المنفردة” المتمثل باختفاء عناصر القاعدة في المجتمعات المحلية. 

زعامة باطرفي 

أصبح خالد باطرفي زعيما للقاعدة عام 2020، خلفا لقاسم الريمي الذي لقي مصرعه مطلع ذات العام بغارة جوية أمريكية باليمن. 

وقال مسؤول أمني إن “خالد باطرفي” جاء إلى قيادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باعتباره واحدا من القيادات التي قاتلت مع “أسامة بن لادن” في أفغانستان وكان هو أهم قيادي موجود بعد مصرع “الريمي” زعيم القاعدة وقائدها العسكري الأبرز خلال السنوات الأخيرة. 

وبحسب المسؤول اليمني، فضل عدم الكشف عن هويته، فأن باطرفي لم يحظى بقبول كل قيادات التنظيم رغم قيادته للجناح العسكري أيام زعامة الريمي بالإضافة إلى كونه أحد مشرفي اللجنة الشرعية أيام “ناصر الوحيشي” ومشرف اللجنة الإعلامية للتنظيم الإرهابي. 

وكشف عن أن خالد باطرفي أعدم نحو سبعة من رجالات القاعدة ممن رفضوا الإقرار بزعامته بينهم قياديان وتم اعتبارهم “جواسيس ونمامين” بحسب تهديده لبقية الرافضين لتزعمه التنظيم الإرهابي. 

ويعتقد أن تنظيم القاعدة الأم بعد اعتقال زعيمه دخل حالة من السكون لإعادة بناء هيكلة جديدة لأن ذلك سوف يؤدي إلى كشف كثير من المعلومات المتعلقة ببنية وتفاصيل التكوين الهرمي لمعقل التنظيم الأم. 

وطبقا للمسؤول الأمني فأن اعتقال “باطرفي” هي ضربة قاصمة وغير مسبوقة من شأنها أن تقود لبنك معلومات لاستئصال بنية وتكوين القاعدة الأم، لافتا إلى أن “اعتقال الرأس يعد حدث للمرة الأولى” باليمن، حيث قتل كافة الزعماء السابقين بغارات جوية ابتداء من “الحارثي” إلى “الريمي”. 

زر الذهاب إلى الأعلى