المهم هو تجنب الانزلاق نحو مباركة التدخل الإيراني في اليمن

ربما كان على حق أولئك الذين يرون أن زيارة المبعوث الأممي، السيد مارتن غريفيث، لطهران قد كشفت النقاب عن دور النظام الإيراني في اليمن وتدخله المباشر في خلق الأزمة التي قادت إلى الحرب والدمار.  

لكنني أعتقد أن هذا الدور لم يكن في حاجة إلى مثل هذا الكشف، فقد سبقت هذه الزيارة زيارة للمبعوث السابق ولد الشيخ، ورأينا كيف تعامل معها الإيرانيون، يومها، باستخفاف وتجاهل، ناهيك عن أن هذا الدور معروف منذ اليوم الأول، حتى وإن حاولت الدبلوماسية الدولية أن تبقي هذا التدخل في إطار “المحتمل” بناء على معايير تحددها طبيعة العلاقة مع إيران من قبل الدول المختلفة مجتمعة أو منفردة.  

كل ما نخشاه هو أن تتحول أي خطوة نحو إيران، غير محسوبة بعناية، إلى “مباركة” لهذا التدخل والنظر إليه كأمر واقع، تماما مثلما تم تصنيف انقلاب الحوثيين بسلطة الأمر الواقع، بما يرتبه ذلك من تعقيد لشروط الحل.  

ولكي يتجنب المجتمع الدولي الانزلاق بالقضية إلى هذا الطريق، فإنه يصبح من الملائم أن تبحث أي خطوة نحو إيران المسألة من زاوية دعوتها إلى احترام القانون الدولي بعدم التدخل في الشئون الداخلية لليمن، وعدم تدخلها سيكون هو الإسهام الحقيقي من قبلها في إحلال السلام.  

إن التصريح الذي أدلى به كبير المستشارين الإيرانيين عقب لقائه بالسيد غريفيث، بوضعه شروط الحل السلمي في اليمن، يدل بوضوح على أن ما يطلقة الحوثيون من شروط للحل إنما تطبخ في إيران، وأن إيران لا يهمها السلام في اليمن بقدر ما يهمها الاعتراف بدورها في أي حل قادم، والذي، فيما لو تم، فإنه سيجر القضية رسمياً إلى مسارات تشبكها مع كل قضايا إيران في المنطقة، وما أكثرها!! 

Exit mobile version