ترسل مأرب رسالتها لمطابخ دعايات الكهنة…
ترسل صوتها للقلقين عليها…
تقول مأرب إنها بخير…
وتقول للكل: إن ذرة رمل واحدة من أراضيها ومن تراب اليمن أغلى من ميراث الكهنة على مرّ العصور…
وتقول لبعض أدعياء السلام الذين يطالبونها بوقف المعركة: إن من يدافع عن أرضه لا يحتاج إلى إذن أحد، وإن دعوات السلام يجب أن توجه لمن يرفضها ويعتدي على اليمنيين، أما توجيه دعوات السلام للمدافعين عن مدنهم، فهو يدل على محاولات للتملص من قول الحقيقة…
أما مأرب فإنها تقاوم اليوم الكهنوت الجديد بكل ما لديها من مخزونات الإيمان والشرف العربي ونخوة اليمنيين…
بالكلمة تقاوم…
بالسياسة تقاوم
بالسلاح تقاوم…
بصخور جبالها…
برمال صحاريها…
في الخارج…
وفي الداخل…
ووالله “لو لم تجد مأرب إلا الذر” لقاتلت به…
مأرب ليست إرهابية…
ليست معتدية…
وأهلها يدافعون عن أرضها وعرضهم…
وإن أراد الحوثي سلماً سالمته مأرب وإن أراد حرباً قتلته بسيفه…
ترك هذا المختبئ في المغارات مأرب بلا خيار …
إلا الخيار الذي تمليه عليها شيم الرجال في مثل هذه اللحظات التاريخية…
هناك مقولة مأربية تقول: “لو جاك الشر وانت واقف اجلس ، ولو جاك وانت جالس انقعر، ولو جاك وانت منقعر قم واستعن عليه بالله”…
وعلم الله أن مأرب لا تريد الشر…
لا تريد الحرب…
ولكنها وق فرضت عليها الحرب فإنها تعرف كيف تواجه مستلهمة قيم موروثها العظيم…
إن مأرب اليوم لا تخوض معركتها دفاعاً عن نفسها وحسب…
إنها تدافع عن شبوة وحضرموت وعن الجنوب واليمن كله…
إنها معركة اليمن في مواجهة الذين قالوا بالأمس إن الحل في طهران…
ولأن هذه هي طبيعة المعركة، فإن مأرب في كل هجمة تخرج رافعة رأسها، حيث تتساقط كل دعايات الكهنة تحت أقدام السبئيين…
هذا هو صوت مأرب العزة والنخوة والإباء..
صوت اليمنيين جميعاً إلا من لا يزال مغرراً به من قبل عصابات نظرية “الحق الإلهي” وخرافة “الحصر في البطنين”.
* نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك