تقرير / يمن الغد- عبد الرب الفتاحي
قام مكتب الاوقاف في محافظة تعز خلال الشهر الماضي بعملية تأجير لأراضي تابعة لهيئة البحوث الزراعية في منطقة عصيفرة في مدينة تعز وحاول مكتب الاوقاف بعدها اعتبار ماقام به اجراء يخصه رغم شدة الاعتراضات التي وجهت له والتي مثلت وفق وجهة نظر البعض تجريف أراضي الدولة والاوقاف ومصادرتها.
* عقد ايجار لغرض النهب..
عملية نهب الاراضي في تعز تبدو منسقة ومرتب لها وهي لم تكن عفوية أو أن هناك جهات وشخصيات معينة هي من تقوم بها بل أن كل طرف متنفذ في تعز أصبح لديه أنشطة من نهب الاراضي بعضهم يمارس القوة وهناك من صار يؤجر تلك الاراضي في محاولة للسيطرة عليها عبر مراحل لاحقة من واسعة وذلك بعد توليهم للمناصب التي تتحكم بمصير الآلاف من الوثائق.
مصادر قالت ان مدير الاوقاف في تعز والمقرب من حزب الاصلاح اتخذ قرارا بتأجير تلك الاوقاف وذلك عبر السيطرة على مكتب الأوقاف، وقيام مليشيات تتبع فصائل في المدينة بنهب مكتب مصلحة أراضي وعقارات الدولة بما يحتويه من وثائق تخص أراضي الدولة.
حيث عمد مكتب الاوقاف إلى محاولة الاستحواذ على المحطة التابعة لهيئة البحوث الزراعية في منطقة عصيفرة.
وذكر مصدر مقرب من مكتب الاوقاف لـ”يمن الغد” أن أطراف استولت بالقوة على مساحة واسعة تابعة للمحطة تقدر مساحتها بنحو (700 قصبة) تقع على ثلاثة شوارع أي ما يعادل ( 14 الف متر مربع.
وحاول من سيطر على المحطة الادعاء بوجود عقد إيجار من قبل مكتب الأوقاف بتعز ، وبغرض إقامة مباني لجامعة خاصة.
وأكد مصادر مطلعة أن عملية السطو تمت تحت لانشاء مباني لجامعة الحكمة التابعة للقيادي عبده محمد الكليبي رئيس دائرة التعليم في التجمع اليمني للإصلاح.
لكن عملية التسريب لوثائق عقد ايجار تم بين مكتب الأوقاف وبين أحد المستثمرين بتأجير مساحة من المحطة المذكورة.
حيث أبرم مكتب الاوقاف عقد إيجار مع مستثمر يدعى محمد مهيوب عبده لتأجير مساحة (1500 قصبة) أي ما يعادل (30 الف متر مربع ) ، وبإيجار سنوي قرابة 2 مليون ريال.
العقد تضمن قيام الشخص المستأجر بدفع أعلى مأذونية في تاريخ تعز الي الان تقدر ب 105 مليون ريال الى مكتب الأوقاف كدفع “معجل” بمعرفة السلطة المحلية لنوعية الاستثمار الذي أجر لاجله الارض .
* تورط الاصلاح..
في تعز تكمن خطورة مايجري فيها بمحاولات أطراف متعددة السيطرة على الاراضي بعضها مملوكة لمواطنين وبعضها تابعة للدولة وتتعمد السلطات الحاكمة القريبة من حزب الاصلاح إلى محاولة فرض تلك الانشطة بشكل واسع رغم إدراكها لذلك النهب إلا أنها تلتزم الصمت كون من يمارس هذه الممارسات هم أشخاص وجهات تابعة لها.
مكتب الاوقاف والارشاد رأى أن ماقام به كان حماية أملاك وحقوق الوقف والواقفين ولا تتم اي اجراءات الا بموجب المرجعيات القانونية والقضائية وبالتالي فإن مايتعلق بالاجراءات التي قام بها المكتب هدفها حماية اراضي الاوقاف في مزرعة عصيفرة .
وحاول بيان للإوقاف التغطية على المخالفات التي من وجهة نظره لا تخترق النصوص القانونية او المخالفات الشرعية التي تجرم ما قام به المكتب في حملة ظالمة .
وأكد أنه جرى تنازع بين مكتب الاوقاف والارشاد ومكتب الاملاك حول ملكية اجزاء من المزرعة امام القضاء وثبتت ملكية الاوقاف لها بموجب احكام نهائية باته (حكم المحكمة العليا رقم (13لسنة 1427) الصادر بتارخ 13فبراير 2006م )
وأفاد مكتب الاوقاف في تعز أنه وضع يده على الأرض بموجب الاتفاق الذي اقرت وزارة الزراعة بالحكم بموجب المحضر المحرر بين وزيري الاوقاف والارشاد ووزير الزراعة .
ورأت الاوقاف أنها أعتمدت ما بني عليه الاتفاق بين مكتب الاوقاف والارشاد وممثل وزارة الزراعة في محافظة تعز المؤرخ 17 نوفمبر 2008م، والموقع عليه من مدير عام مكتب الاوقاف والارشاد ومدير عام مكتب الزراعة وممثل مؤسسة اكثار البذور ومدير الشؤون القانونية لمكتب الزراعة.
وشدد البيان أن الارض مهددة بالسطو والنهب ولا يرضى عاقل في هذا المجتمع المدينة التي ضحت بالالاف الشهداء والجرحى ان تصبح أراضي الاوقاف عرضه للسطوا والاستباحة.
وقال بيان الاوقاف ” ويعتبر التفريط والخضوع والمداهنة والسكوت عن ذلك جريمة وخيانة لمسئوليتنا تجاه حماية أراضي الاوقاف ولم يكن امامنا إزاء ذلك الا اللجؤ الى أفضل الخيارات لانقاذ الجزء الغربي من آلأرض والبعد كل البعد عن الجزء الذي خصص كمقبرة للشهداء ”
* هوامير النهب..
الصحفي والناشط رضوان فارع قال لـ”يمن الغد” أن وزير الاوقاف والارشاد اصدر امراً بإيقاف صفقات تأجير اراضي الاوقاف وبيع اراضي الدولة التي نفذها مدير مكتب اوقاف تعز الذي يتهم بالتورط بقضايا فساد وتأجير اراضي الاوقاف واراضي الدولة لهوامير متهمين بالتطرف والارهاب.
وقال رضوان “في عهد حكم الاصلاح لتعز انطلقت موجة بسط كبيرة وغزوات على أراضي الدولة والمواطنين، وينفذ عمليات البسط والسرقة قيادات عسكرية في الجيش التابع للشرعية وقادة عصابات ومسؤولين يتقدمهم مدير عام الاوقاف في المحافظة
وأضاف أن الصحافيون والناشطون في تعز يحرقون مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية عندما يتم البسط على أرضية في عدن وتقوم في نفوسهم القيامة فيما يتجاهلون فساد مدير اوقاف تعز وعمليات نهب وبسط على اراضي الدولة والأوقاف بتعز وكأن الامر لا يعنيهم خالد البركاني عمل لهم سحر واعمى أبصارهم.
* مدينة منهوبة..
أما كريم المقطري وهو ناشط وطالب جامعي فقد أعتبر تعز على أنها أصبحت ملكية خاصة بكل مافيها للعصابات المتحكمة في المدينة .
وأضاف المقطري لـ”يمن الغد”: أن نهب مركز البحوث الزراعي ماهو إلا حالة نسبية وصغيرة من اعمال ونشاط من النهب والقتل تتعمد فيه قيادات من الاصلاح على اقتطاع أملاك الدولة والناس بالقوة.
وأشار أن تعز أصبحت مدينة منهوبة ومنزوعة في واقع الحال من كرامتها حيث كرست الاطراف المسيطرة في المدينة كل جهدها على ابقاءها ضمن سيطرتها بالقوة والاكره .
ونوه أن مدير مكتب الاوقاف في تعز هو لم يتخذ مثل القرار بمفرده بل أن خاضع لسلطة القرار الحزبي لكي يسلم أرض الاوقاف لطرف ثاني هو في الأسس عضو في كيان يقوم بنهب كل شيئ لجعل تعز بكل مافيها خاصة بفئات محدودة سيطرت على كل شيئ بالقوة والفساد .