معارض الكتاب باليمن.. قوة ناعمة لمواجهة مليشيات الحوثي
يمن الغد – بديع سلطان
أساليب مقاومة اليمنيين للإرهاب الحوثي، متعددة ومتنوعة، ولا تقف عند مستوى القوة العسكرية فقط.
هناك قوة ناعمة تُمثّل استراتيجية بعيدة المدى للوقوف في وجه المد الحوثي.
ففي الوقت الذي تستميت فيه مليشيات الحوثي بنشر ثقافة الموت والدمار، على أصقاع اليمن، يجتهد اليمنيون لتأسيس مستقبل قائم على المعرفة، متمسكًا بالهوية ومستندًا لحضارة عريقة.
ورغم الحملات العسكرية التي يشنها الانقلابيون على المديريات الغربية لمحافظة مأرب، والصواريخ الباليستية التي تغزو المدينة المكتظة بالنازحين، فإن أهالي مأرب تصدوا لهجمات الحوثيين بقوة السلاح والعلم معًا.
وتجسد ذلك بافتتاح أول معرض للكتاب في محافظة مأرب (وسط اليمن)، فيما اعتبره مراقبون بأنه يحمل الكثير من الدلالات والمؤشرات، خاصةً بالتزامن مع هجمات حوثية شرسة على تخوم المحافظة.
تنوير يواجه ظلامية الحوثي
كثيرون اعتبروا أن مأرب ترفع شعار الحضارة والمعرفة، كعنوان لأول معرض كتاب، في وجه صواريخ وقذائف وطائرات الحوثيين المفخخة، كأسلوب استراتيجي لمواجهة كهنوت الانقلابيين وظلاميتهم، بالتوازي مع المواجهة العسكرية وردع المليشيات ميدانيًا.
يؤكد المعرض الذي افتتحه فرع الهيئة العامة للكتاب في مأرب، يوم الأربعاء، بمشاركة 20 دار نشر محلية وعربية، أبعادًا تتجاوز مجرد الدعوة للقراءة أو المعرفة في كافة مجالاتها.
فمنظمو المعرض حرصوا على إبراز دلالات تمسك الشعب اليمني بالأمن والسلام والكرامة والحرية، والتي تعززها المعرفة والعدالة والمساواة، في ظل حرب مستمرة بين ظلامية مليشيات الحوثي وسعي اليمنيين نحو التنوير والتثقيف.
رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان فؤاد العلوي أكد لـ “العين الإخبارية” أن المعرض الذي ينظم على مدى عشرة أيام تحت شعار (مأرب.. حضارة معرفة)، يتضمن قرابة مليون كتاب، تنطوي تحت 20 ألف عنوان.
وأضاف: “سيتضمن المعرض مرسمًا مفتوحًا ومعرضًا تشكيليا ومعرضًا للصور، كما ستصاحبه فعاليات فنية وأمسيات ثقافية وحفلات توقيع، وأنشطة ترفيهية”.
وبحسب “العلوي” سيشهد المعرض ما يزيد عن 12 فعالية رئيسية تم إقرارها مسبقًا، إلى جانب مشغلًا للحرف اليدوية، على أن تستمر المعارض التشكيلية والفوتوغرافية حتى انتهاء المعرض.
وكان رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا قال في تصريح لوكالة “سبأ” الرسمية إن “انطلاق معرض مأرب الأول للكتاب إنجازا إضافيا ونوعيا للمحافظة”، مؤكدًا أن المعرض “إيذانًا بمعاودة أنشطة الهيئة في إحداث حراك ثقافي ومعرفي في عموم المحافظات”.
وكشف “الثلايا” عن توجه الهيئة لإقامة وتنظيم معرض عدن الدولي للكتاب، ومعارض محلية في حضرموت وتعز وشبوة وغيرها، كون مهمة تنظيم المعارض المحلية والدولية والمشاركات الخارجية هي المهمة الملقاة على عاتق الهيئة العامة للكتاب، وفقا لقانون إنشاءها.
معرض للحياة في المكلا
وفي ذات السياق، دشن مسؤلون حكوميون وآخرون في القطاع الخاص والوسط الثقافي، قبل نحو أسبوع فعاليات معرض الحياة الدائم للكتاب في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت (شرقي اليمن).
وقال مدير عام دار حضرموت للدراسات والنشر، سالم بن سلمان، إن المعرض سيفتح أبوابه للزوار في المبنى الجديد للمعرض الواقع بحي السلام بمدينة المكلا، طوال أيام الأسبوع.
وأضاف “سلمان”، أنه يمكن لزوار معرض الحياة للكتاب قراءة 5000 كتاب يحتويه المعرض.
يذكر أن تاريخ افتتاح المعرض الدائم للكتاب في مدينة المكلا الساحلية، يرجع إلى عام 1986، واستمر حتى عام 1996، لكن المعرض أقفل أبوابه خلال فترات مختلفة لأسباب أمنية واقتصادية، بحسب القائمين على المعرض.
ويأتي الحراك الثقافي والأدبي والتاريخي في المناطق المحررة من اليمن، في ظل حملات عسكرية وهجمات مستمرة من قبل المليشيات الحوثية على مختلف الجبهات، تؤكد عشق الانقلابيين لثقافة الموت، مقابل إقبال اليمنيين على ثقافة الحياة والعلم والمعرفة.