سياسيون لـ”يمن الغد”: واشنطن لن تخلق سلاما في اليمن والصراع سيستمر مالم يرضخ الحوثي

في ظل توجه أمريكي لإنهاء الحرب في اليمن ودعوات لانسلاخ الحوثي عن التبعية لايران..

تقرير / يمن الغد – عبد الرب الفتاحي   
تسعى إدارة الرئيس جون بيدن إلى انهاء الصراع في اليمن وعينت مبعوثا لها لهذا البلد الذي مزقته الحرب طوال ست سنوات ونصف وتهدف الإدارة الإمريكية من وراء ذلك في فرض أجندة الحوار وتقريب وجهة النظر بين القوى المتصارعة حيث تنتهج الإدارة الجديدة نهجا مختلفا عن الإدارة السابقة والتي رفضت تجميد بيع السلاح للسعودية والامارات واستمرت في محاولاتها عدم وضع حد لهذه الحرب. 

* حرب الخارج..  

تبدو حرب في اليمن ذات أبعاد متشابكة وهي ناتجة عن تدخلات مرتبطة بتوجهات الخارج لإحداث نوع من التصادم وفق استراتجية كل طرف. 

لذلك يؤكد العديد من المحللين السياسيين الذين تحدثوا لـ”يمن الغد” أن استمرار الحرب في اليمن كانت نتاج الاختلافات الواسعة بين الاطراف الاقليمية والقوى السياسية في الداخل اليمني والتي أردت من اليمن أن تكون محور الصراع كونها الأقرب في تحديد مصالح الطرفين الايراني والسعودي.  

اليمن أيضا تعيش منذ فترات طويلة بعلاقات معقد مع السعودية التي ظلت لفترة محل خلاف وتباين خاصة في وجود العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية وهذا ماجعل ايران تقترب من واقع اليمن لفرض شروطها على اعتبار أنها ذات امتداد ديني مختلف مع دول مجاورة ولها رؤية مختلفة عنها وهناك نوع من الصراع الدائر بين دول الخليج واليمن خاصة بعد اجتياح العراق للكويت.  

ايران لديها توجهات في الاقليم لزعزعة شكل المنطقة والتغير من ديمغرافيتها وهي اختارت من يمثل مصالحها حيث وجدت في جماعة الحوثي والتي عملت على الالتصاق بايران بشكل واسع وذلك للخروج من أي استهداف ضدها وذلك على المدى الطويل وعملت ايران على مد جسور العلاقة مع الحوثيين في أكثر من مجال. 

وكذلك وضعت حركة الحوثيين نفسها كأداة للحركة السياسية والعسكرية والدينية والتي تخضع لإيران مباشرة وفق منهجية متشددة بعد أن  تطورات فيها تدخلات ايران طوال صراع الحوثيين مع الدولة والدور القطري الذي كان متسقا مع طموح ايران وتوجهات جماعة الحوثيين. 

كان الدور القطري حينها يقوم بدعم مالي لنشاط الحوثيين المعادي للدولة وبما يتناسب مع مشروعها السلالي وارتباطها مع ايران. 

وأعتمدت قطر على سياسة ثنائية تتفق مع الدور الايراني لجعل اليمن هي ساحة الصراع المقبلة والتي يمكن أن تكون منطقة استنزاف وصراع حتمي وفق الطموح الذي كرسته ايران منذ وقت مبكر لنشر فكرها التشيعي المتشدد وتوسيع تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى لدعم حركات وجماعات ترتبط بإيران وفق أجندة مذهبية. 

* مبعوث أمريكي لليمن.. 

بعد تعينه بإيام أجرى مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ،  نقاشات مع قادة دول الخليج ووزارة الخارجية البريطانية، حول جهود إنهاء الصراع في اليمن.  

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية وقتها، على حسابها على “تويتر”، إن المبعوث ليندركينغ “كان جادا في العمل في أول يوم له”.  

وصرحت أن ليندركينغ  تحدث مع قادة دول الخليج ووزير الخارجية اليمني، وسفراء اليمن والسعودية والإمارات وعمان والكويت والبحرين، ووزارة الخارجية البريطانية. 

ويسعى المبعوث الامريكي وفق رأي العديد من المحللين  لدراسة سبل الاتفاق على انهاء الحرب بشكل دائم والاطلاع عن كثب على الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات وحلفائه لإخراج اليمن من حرب لم تعد مجدية بينما أثارها الانسانية تتزايد لتخلف التي تفاقمت مع التردي الوضع المعيشي وانهيار الواقع الإقتصادي لليمن وانهيار الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية. 

غريفيث في طهران..  

خلال الاسبوع الفائت كان مارتن غريفت في طهران وذلك للتباحث في كيفية الاستفادة من التأثير الذي تمارسه ايران على الحوثيين وعبر المتحدث باسم الأمم المتحدة إن مبعوث المنظمة الدولية لليمن مارتن جريفيث ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ناقشا يوم الاثنين كيفية إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإحياء العملية السياسية في اليمن.  

وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها جريفيث لإيران منذ أصبح مبعوثا للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات. 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن ظريف وجريفيث “تبادلا الآراء بشأن اليمن وكيفية إحراز تقدم نحو استئناف العملية السياسية”. 

وأضاف “ناقش السيد ظريف والسيد جريفيث الحاجة الملحة لإحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وفتح مطار صنعاء وتخفيف القيود على موانئ الحديدة”.  

مكتب جريفيث قال إن الزيارة إلى إيران كانت مقررة منذ بعض الوقت، إلا أنها تأتي بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن الأسبوع الماضي أن الحرب في اليمن “يجب أن تنتهي” وقال إن واشنطن ستوقف دعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين.  

  * نظام سياسي يضمن التعليش.. 

يرى الصحفي فاروق الكمالي أن هناك توجهات دولية لانهاء الحرب وأضاف أن  هناك طرف أخر فرضت عليه هذه الحرب طوال ست سنوات كاملة ومازال يواجهها ولديه داعمين إقليمين ولابد ان يكون لهم بعض القول في الشكل النهائي لخاتمة هذه الحرب.  

ويرغب الكمالي في أن يرى انتهاء هذه الحرب في هذه اللحظة القريبة وليس بعد ساعة كما تحدث .  

ويقول الكمالي لـ”يمن الغد”: دوافع الحرب اليمن كانت قائمة بناء على اتساع السياسي والاجتماعي والجغرافي والديني دون التواصل لحلول لقابلية الاندماج والرضاء بنظام حكم يتعايش من خلاله الجميع”. 

وتابع حديثه أن “هذه الحرب كانت ومازالت بناء على دوافع سياسية لكن العقل اليمني والعربي والإيراني الذي استدعى الجانب الديني لهذه الحرب واقحمه بالقوة وبالتالي صارت كما يقولون دفاعا عن الأرض والعرض والدين  وهي شعارات جوفاء غرضها تجنيد المزيد من البشر ليكونوا وقودا لهذه الحرب.  

ويستبعد الكمالي توقف الحروب في ظل استخدام الدين واستطرد أن اليمنيين لن يعرفون السلام طالما ظلوا يستمعون لرجال الدين السياسي.  

ويعتقد الكمالي أن المشكلة تكمن في أن 24 مليون يمني   ينتظرون ويستمعون ومؤمنون بما يقوله ألف سياسي يمني.  

في حين أشار الكمالي الى أن اليمنيين لو تركوا الاستماع لدعاة الحرب وذهبوا للبحث عن مصالحهم الاقتصادية ومنافعهم لما سمع في اليمن طلقة رصاص واحدة. 

واضاف أن الفرقاء اليمنيين سيتفقون على ان يظلوا فرقاء حتى ولو في حكومة واحدة فالبلاد ملغومة من أقصاها إلى أقصائها بقرارات ومواقف وأحكام ومليشيات.  

 
* امريكا لن تخلق سلام عادلا.. 

يقول المحلل والصحفي سامي نعمان لـ”يمن الغد” أن اكبر تحدي يواجه الحل السياسي في اليمن هو طبيعة الحركة الحوثية وارتهانها للنظام الايراني الذي يتعامل بطريقة تصدير الثورة الارهابية.  

وتسأل نعمان كيف سيكون السلام والعالم ينظر كيف تم تعامل الحوثيين مع اتفاق ستوكهولم، ويجدون لذلك مبررا ان اتفاق ستوكهولم بحاجة الى اتفاق سلام اشمل لتنفيذه وهذا هراء؟  

وأضاف أن الاتفاق لم يتحقق منه سوى ما كان لمصلحة الحوثيين بايقاف المعركة بيد ان وقف اطلاق النار لم يتوقف منذ اول لحظة لسريانه وحتى اليوم. 

وتابع حديثه “مئات المدنيين قتلوا وجرحوا بنيرات حوثية وعشرات المعارك اندلعت جراء الخروقات الحوثية وكلها في ظل وقف اطلاق النار”. 

ويرى سامي نعمان أن أمريكا ستحاول العمل والحضور، والضغط على السعودية اكثر من ايران.  

وأرجع ذلك كون امريكا ستعود لسياسة اوباما بحذافيرها وستلغي كل قرارات ترامب نكاية به، ودون مراعاة للحرائق التي ستشعلها ايران في المنطقة جراء رفع العقوبات عنها.. 

وأكد نعمان أن الصراع في اليمن لن ينتهي طالما استمر الحوثي وبيده كل هذه الترسانة من الاسلحة والدعم الايراني.  

وأعتبر أن السلام لن يتحقق في اليمن في ظل جماعة عنصرية ارهابية تكرس أحقيتها بالحكم بناء على تفوق العرق في الوقت الذي كان بايدن يتعهد في خطاب التنصيب انه سيعمل على محاربة خطاب التمييز ودعاوى تفوق البيض، فيما يتعامون عن اصل عنصرية اكثر فحشا في اليمن تتمثل في ادعاء تفوق العرق الحوثي واحقية الحكم بإرادة الهية.  

وكرر سامي في حديثه لأن الصراع في اليمن لن ينتهي الا برضوخ الحوثي لقيم الدولة والمواطنة وانسلاخه من التبعية للنظام الايراني الارهابي الذي يجهد لزعزعة امن واستقرار بلدان المنطقة، وحتى يؤمن  بالدولة والمساواة ويترك العنصرية.. وبدونها لن يستقر البلاد ولن يحل السلام.  

Exit mobile version