اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةجبهاتمأربمحليات

لماذا تهاجم مليشيات الحوثي مأرب؟ وما الدوافع وراء هذا الانتحار والاستماتة لاقتحام المحافظة؟

تشنّ ميليشيات الحوثي منذ مطلع الأسبوع الماضي هجوما غير مسبوق على معظم المديريات المحيطة بمدينة مأرب، مركز المحافظة النفطية، التي تعدّ مركز العمليات العسكرية للقوات الحكومية في المناطق الشمالية من البلاد. 

الحوثيين أدى ذلك إلى اندلاع معارك هي الأعنف بين الحوثيين وقوات الجيش اليمني والقبليين المسنودين من التحالف العربي، خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين في غضون أيام فقط .

وتبدو ميليشيات الحوثيين مستميتة في هجماتها المكثفة والمتزامنة على الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية، في مديريات صرواح، مدغل، رغوان، جبل مراد، الجوبة، المحيطة بمدينة مأرب، بغية تحقيق أي اختراق ميداني. 

وتسبب ذلك في تشتيت قوات الجيش اليمني بشكل مؤقت، على الرغم من تصديها العنيف لمحاولات الهجوم، قبل أن تستعيد زمام الأمور خلال يومي الجمعة وأمس السبت، بعد وصول تعزيزات عسكرية من محافظتي شبوة وأبين، جنوبي البلاد، لتبدأ بشن هجماتها المعاكسة وتنجح في استعادة عدد من المواقع التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية، في مديريتي مدغل وصرواح، شمال غرب مدينة مأرب، وسط غطاء جوي من طائرات التحالف العربي. 

وأعلن الموقع الرسمي للقوات المسلحة اليمنية أن أعداد القتلى من ميليشيات الحوثي الذين لقوا مصرعهم خلال المواجهات وغارات مقاتلات التحالف العربي الجوية، على مدى الـ 72 ساعة الأخيرة، بلغت أكثر من 100 قتيل بينهم قادة ميدانيون، وعشرات الجرحى. 

في حين تشير مصادر عسكرية يمنية إلى أن ما لا يقل عن 23 من أفراد الجيش اليمني (بينهم ضباط) ورجال القبائل قتلوا خلال يومي الجمعة والسبت في حصيلة أولية. 

تعزيز الموقف التفاوضي 

ويعتقد منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، جنوب اليمن، أن هذا الهجوم المكثف ”مرتبط بشكل أساسي بقرب انتهاء المعركة، بفعل الضغوط الدولية، خاصة توجهات الإدارة الأمريكية لوقف الحرب، بالإضافة إلى الموقف الدولي وموقف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يصرف نظره عن التجاوزات الحوثية“. 

وقال صالح، في حديث لـ“إرم نيوز“، إنه من خلال هذه الضغوط ”تسعى جماعة الحوثيين لتوسيع وجودها على الأرض وبما يعزز أيضا من موقفها التفاوضي في مفاوضات التسوية النهائية“. 

ولا يستبعد نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي ”وجود تفاهمات برعاية تركية إيرانية، لتمكين الحوثي من الشمال، والسعي لتمكين جماعة الإخوان المسلمين في الشمال كذلك. ويعزز هذا الافتراض، عدم جدية القوات العسكرية التابعة للإخوان في خوض المعركة، وبدلا من حرصها على المواجهة وصدّ الهجوم، نراها تسحب قواتها من مأرب وتدفع بها جهة الجنوب، في أكثر من موقع“. 

وفي ظل عمليات حشد المقاتلين المستمرة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي، للدفع بهم إلى معركة مأرب، تساءل ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأيام الماضية، عن أسباب توقف المعارك ضد الحوثيين في جبهات القتال بالمحافظات الأخرى، للتخفيف من حدة ضغط العمليات العسكرية التي باتت تواجهها مأرب، ولتشتيت جهود الحوثيين المتركزة على آخر معاقل الحكومة الشرعية شمال البلاد. 

ويرى عبدالسلام محمد رئيس ”مركز أبعاد للدراسات والبحوث“، أن ”طوارئ الحرب تقوم به أي دولة تخوض حربا على أطراف حدودها مع أي عدو.. فما بالكم بما يحصل في اليمن من حرب مصيرية على ما تبقى من رمزية الدولة.. يخوض اليمنيون الحرب الأخيرة دفاعا عن آخر جدار تتكئ عليه الجمهورية اليمنية (مأرب)، ولا توجد طوارئ حرب عند قيادتنا.  أي كارثة نحن فيها؟!!“. 

وقال في تغريدات له على ”تويتر“: ”صحيح أن معنويات الأبطال في مأرب لا تحتاج لنصائح أصحاب الفنادق، وصحيح أن الحملات الشعبية لليمنيين ضد الحوثي لا تمنع هجماته الإرهابية التي اتخذ قرارها الحرس الثوري الإيراني، لكن المؤسف أنه لا وجود لأي خطوات عملية من الرئاسة والحكومة اليمنية تعزز الجيش إلى جانب التصريحات والاتصالات“. 

أدوات جريمة لا عقل لها 

من جانبه، يقول المحلل السياسي، فؤاد مسعد، إن من يراقب مسيرة ميليشيات الحوثي ويتابع مسارها الدموي، يدرك أنها عصابات لا تتقن شيئا كما تتقن الحرب والقتل والتصعيد، وأن هذه الميليشيات قدمت نفسها محليا وخارجيا ”على أنها أدوات جريمة لا عقل لها“. 

ويضيف، أن ”النظام الإيراني يحرك مخالبه لتدمير المنطقة العربية كلما أراد أن يحقق مصلحة أو يضمن منفعة في سياق تعاطي حكام طهران مع المجتمع الدولي، لأنهم يدركون جيداً لماذا وكيف تتحرك ميليشيا الحوثي، وهم من يخطط ويستفيد من هذه التحركات، وكل حركة تصعيد حوثية تقف خلفها أصابع إيرانية، خاصة وقد أصبح السفير الإيراني في صنعاء هو الحاكم الفعلي الذي يقود الحوثيين ويشرف على أدائهم“. 

وتواصل ميليشيات الحوثي رفضها الاستجابة للدعوات الدولية المستمرة لإيقاف الهجمات العسكرية على مدينة مأرب، والأعمال العدائية ضد المملكة العربية السعودية، واستغلال حالة الزخم الدولي الداعم لتسوية سياسية في الوقت الحالي.

ودعا متحدث الحوثيين في تغريدات السبت على ”تويتر“ أهالي مأرب إلى ”الاطمئنان“، قائلاً إن عملياتهم العسكرية ”لا تستهدف سوى المنخرطين عسكريا مع العدو الأجنبي، وعليهم أن يعودوا لرشدهم ويدركوا أن تحالف العدوان يقاتل بهم لا لهم“. 

من جهتها، قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في اليمن، في بيان صادر عنها مساء السبت، إن استمرار قصف ميليشيا الحوثيين لمناطق سيطرة القوات الحكومية والمدنيين بالحديدة، غربي البلاد، وتزامنه مع محاولات الهجوم على مدينة مأرب التي تؤوي ملايين النازحين، واستمرار استهداف أراضي المملكة العربية السعودية، تؤكد أن ”هذه الميليشيات لا تأبه بالاتفاقات ولا تؤمن بالسلام“. 

ودعت الوزارة المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتهم في تنفيذ قراراتهم ومعاقبة ميليشيات الحوثي ”التي تنذر ممارساتها اليومية بتصعيد شامل يقوض جهود السلام ويخدم أجندة إيران التدميرية في المنطقة“. 

زر الذهاب إلى الأعلى