شاهد بالصور.. كيف احتفل شباب وبنات تعز بعيد الحب؟ “صور وتفاصيل اشعلت الاعلام وصفحات التواصل”
الحب في تعز.. سلاح الأزواج ضد قمع الإخوان والحوثي ..
استغل أزواج يمنيون في مدينة تعز يوم “عيد الحب” وأقاموا احتفالات جماعية لبث رسالة تضامن واسعة النطاق ضد متطرفي الإخوان وآلة مليشيا الحوثي.
وخرج يمنيون لأول مرة عن المألوف اجتماعيا للاحتفال بعيد “الحب” هذا العام، وأثارت الصور التي تم نشرها بشكل واسع على صفحات التواصل الاجتماعي جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، في حين وجهت انتقادات ومعارضة داخل تعز من قبل متطرفي الاخوان الذين دعو إلى اعتقال الأزواج وتقديمهم للمحاكمة.
وعلى مدى الشهور الماضية، تعرض عديد من النشطاء في مدينة تعز (جنوب اليمن) لحملات تطرف شرسة من قبل قيادات إخوانية دينية بزعم ممارستهم “التبرج مع زوجاتهم ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويقود حملات القمع الهجومية هذه القيادي الإخواني عبدالله أحمد علي العديني، أحد كبار قيادات التنظيم الإرهابي في تعز، وذلك عبر مواقع التواصل ومنابر مساجد المدينة، إذ اتهم نشطاء احتفوا بزواجهم على أنقاض دمار حرب الحوثي بـ”الدياثة” كما دعا لمنع الاختلاط وعدم تناول الأزواج للطعام في المطاعم.
ودفع ذلك العديد من الأزواج لرفض سلوكيات الإخوان الدخيلة على مدينة تعز، والتي تعد عاصمة ثقافية للبلاد، والمقاومة بكل قوة لممارسات الحرب التي تحاول أن تفرضها مليشيات الحوثي، على الشعب اليمني، وتلغي كل معاني المحبة والحياة.
وتجسد هذا في احتفال مجموعة من الأزواج بمناسبة عيد الحب، يوم 14 فبراير، بطريقة اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وفجرت هجوما إخوانيا وحوثيا مشتركا على هؤلاء النشطاء المجتمعيين.
وعمد الأزواج على التقاط الصور الجماعية، كلٌ برفقة زوجته، بالإضافة إلى تقديم الورود الحمراء المعبرة عن هذه المناسبة لبعضهم البعض، ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
الطريقة التي اختارها الأزواج اليمنيون لإحياء يوم الحب، أكدت أن اليمن ما زال يقاوم ثقافة الحرب والتطرف، التي زرعها الحوثيون والإخوان، كما تؤكد أن المليشيات الانقلابية وتنظيم الإخوان فشلا في مساعيهم لخنق الحياة ومحاربة قيم المحبة.
محمد الحريبي أحد الأزواج المحتفلين في تعز، قال “إننا كأصدقاء فكرنا أن نبتعد قليلاً عن الحرب والتطرف وأجوائها، والاحتفاء بالحياة”.
وأكد الحريبي، أن “الحرب استهلكت أرواحنا، وقررنا أن نخصص هذا اليوم -يوم الحب- لأخذ زوجاتنا للاحتفاء بالحب والحياة”.
“ترميم ما أحدثته الحرب”.. هذا ما اعتقده الحريبي برفقة زوجته وبقية الأزواج الآخرين المشاركين في الاحتفالية، حين ابتكروا هذه الطريقة للاحتفال بعيد الحب.
وعاد ليؤكد: “وثقنا لحظتنا للذكرى، لعدة أسباب: أولاً رغبة منا في توثيق هذه اللحظات الجميلة والمعبرة، وثانياً لننقل صورة جميلة عن مدينة تعز”.
هذه الطريقة للاحتفال بعيد الحب في تعز، أثارت الكثير من الجدل، والنقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت تفاعلاً لافتًا، كان في مجمله تساند مثل هذه الاحتفالات التي تحمل الكثير من الأبعاد والدلالات.
وهو ما أكدته الأكاديمية في جامعة تعز، الدكتورة ألفت الدبعي، التي رأت أن “المقاومة بالحب أرقى أنواع المقاومة الإيجابية”.
وقالت الدبعي، في تغريدةٍ على “تويتر”: “إن هذه الطريقة للاحتفال بعيد الحب، تليق بمدينة تعز، مدينة الحب والثورة والحرية والعدالة”.
وقدمت الأكاديمية التعزية شكرها لكل شباب تعز وفتياتها، الذين جسدوا معاني وقيم الحب والحرية، وضربوا أروع الأمثلة وهم يقدمون أنماطًا جديدة إيجابية؛ لمقاومة الكراهية وتزييف الوعي والمفاهيم الإنسانية الجميلة.
واعتبرت الدبعي أن احتفال هؤلاء الشباب مع زوجاتهم، وبشكل جماعي، بعيد الحب يأتي ضمن بناء الأوطان، الذي لا يتحقق إلا من خلال “الحب والعدل”، باعتبارهما أساس أي وطن.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأحد، بالعديد من المشاركات لمواطنين يمنيين ورواد هذه المواقع، التي عبرت عن مدى احتفالهم بمناسبة عيد الحب، ونشر كثير منهم صورهم الشخصية مع زوجتاهم.
ويرى متابعون أن في ذلك الكثير من التأكيد، الذي لا يدع مجالاً للشك، بأن اليمنيين توّاقون دوماً للحب، وينبذون باستمرار ثقافة الحرب والتطرف التي يدعو لها الإخوان وتروّج لها مليشيات الحوثي.