رويترز تكشف تفاصيل المحادثات السرية بين السعودية والحوثيين ومسؤولين أميركيين وأين تتم وما مصير مأرب؟
أفادت وكالة رويترز، الأربعاء، نقلا عن “مصدرين مطلعين”، أن مسؤولين أميركيين كبارا عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة الحوثي اليمنية، مع سعي الإدارة الأميركية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.
وأضاف المصدران أن المناقشات التي لم يعلنها أي طرف، جرت في العاصمة العمانية، مسقط، في 26 من فبراير بين المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
وتنوه “الحرة” أنها تواصلت مع وزارة الخارجية الأميركية، للتعليق، ولم يصلنا رد.
وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014، كما يسيطرون على معظم المناطق السكنية.
ويقاتل تحالف بقيادة السعودية الحوثيين بدعم غربي ضمني منذ عام 2015 في حرب قتل فيها عشرات الآلاف، وتسببت فيما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم.
ويتفاوض السعوديون والحوثيون بشكل مباشر وتحت رعاية الأمم المتحدة منذ أكثر من عام بهدف التوصل إلى هدنة.
وقال مصدر إن اجتماع مسقط كان جزءا من سياسة “العصا والجزرة” الجديدة التي يتبناها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأميركي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.
وألغى بايدن أيضا قرارا للرئيس السابق، دونالد ترامب، بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متهمة إياهما بجلب أسلحة من إيران وتنظيم هجمات، بعدما كثفت الحركة الهجمات على السعودية وصعدت هجوما على مأرب باليمن.
والتقى ليندركينغ مع عبد السلام في مسقط، بعد اجتماعه مع مسؤولين من السعودية والأمم المتحدة في الرياض، وفقا لرويترز.
وزار الإمارات والكويت وقطر خلال جولته بالمنطقة. ولعبت الإمارات دورا رئيسيا في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن.
وذكر المصدران أن ليندركينغ طالب الحوثيين بوقف هجوم مأرب وشجع الحركة على الدخول بجدية في محادثات مع الرياض بشأن وقف إطلاق النار.
ولم يرد عبد السلام، وهو أيضا المتحدث باسم حركة الحوثي، على طلبات من رويترز للتعليق، بحسب الوكالة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن ليندركينغ يعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين كبار في المنطقة والتقى خلال جولته مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص، مارتن جريفيث.
وقال المتحدث لرويترز “لن نصدر تعليقات على كل مناقشاته”.
وتسعى السعودية في محادثات وقف إطلاق النار إلى الحصول على ضمانات بشأن أمن الحدود وكبح نفوذ إيران.
وقال المصدران إن مستوى التمثيل السعودي في المحادثات الافتراضية ارتفع في الآونة الأخيرة، إذ إن السفير السعودي لدى اليمن، محمد الجابر، يتحدث حاليا مع عبد السلام.
وتريد الرياض إقامة منطقة عازلة داخل اليمن على طول الحدود. ويريد الحوثيون إنهاء الحصار على ميناء الحديدة اليمني ومطار صنعاء.
وقال مصدر إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيتم إحالته إلى مبعوث الأمم المتحدة، جريفيث للتجهيز لمحادثات سلام أوسع نطاقا تشمل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، التي تدعمها السعودية، والمتمركزة حاليا في عدن.
وتحول تركيز الحرب صوب منطقة مأرب المنتجة للغاز حيث قتل المئات في هجوم للحوثيين، في أشد المعارك فتكا منذ عام 2018.
وتحدثت تقارير، الأربعاء، عن اشتباكات عنيفة حول مأرب ومدينة تعز، التي تدور حولها أيضا معارك شرسة.
رويترز