“يمن الغد” يفتح ملف الأخطاء الطبية في اليمن.. القتل دون مساءلة
يمن الغد/ تقرير- عبدالرب الفتاحي
تسببت الأخطاء الطبية في اليمن إلى وفاة الكثير من المرضى واتساع الاعاقات والتشوهات مما جعل الذي وقعوا ضحايا لهذه الاخطاء يذوقون مرارة نتائجها ويظل الطبيب المتسبب الرئيس في تلك المعاناة المستمرة بحيث دائما مايرتبط الخطاءالطبي بالطبيب ذاته وتكون نتائجه على المرضى.
* غياب المسؤلية..
ربما تبرز الاشكالية في الخطاء الطبي بغياب احاطة الطبيب بكل الظروف التي يعانيها المريض وسواء كان الخطاء الطبي في عملية جراحية أو استخدام الطبيب أدواية تتسبب بوجود مضاعفات قد تنعكس على المرضى وتؤدي إلى وفاتهم .
الاطباء يتهربون من المسؤولية.. ومن الاسباب أيضا ضعف المخرجات وعدم التأهيل في الجامعات المختصة
وتعتبر اليمن من أكثر الدول التي تتزايد فيها الاخطاء الطبية وتعود مجمل الاسباب لانعدام المسؤلية الطبية والتهاون الذي تمارسه المستشفيات في تفشي مثل هذا الخطاء.. ولعل هذا ما جعل الاخطاءالطبية
تتكرر في الاعمال الطبية سواء ارتبط هذا النشاط بحالة فردية لطبيب أو حالة أطباء.
انعدام المسؤلية الطبية حسب ماتحدث عنه الدكتور شوقي عبد الحافظ طالب في كلية الطب صنعاء هو الذي وضع الطبيب كما لو أنه بريئ من كل مايمارسه وهذا شجعه لعدم الحرص في تأدية مهمته الطبية .
لكن كثيرا ماتحدث نتائج مباشرة وغير مباشرة تكون في الأساس قاتلة وكارثية في حق المرضى.
ويرى الدكتور شوقي أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن الطبيب ليس منزه من الأخطاء لكن الخطأ الذي قد يقوم به قد يؤدي لحياة أو موت وهذا مايستدعي من الطبيب العمل كل مافي وسعه لتضييق وقوع الخطأ فليست أرواح الناس قابلة لاخطاء قد تكون تكلفتها كبيرة وقد تؤدي لعواقب وخيمة..
ووفق تعبير الدكتور شوقي فإن تغيب المسؤولية الطبية ليس أمر في صالح الطبيب بل قد يؤدي لاعتباره مستهين في عمله لما فيه من نتائج تصب في زيادة مثل تلك الاخطاء والتي تتراكم وتتزايد في حال غياب الحلول.
* ضعف المخرجات الطبية..
يرى محمد عثمان عبد الله وهو خريج جامعي من كلية الحقوق جامعة تعز أن واقع الطب في دول العالم المتقدم في حالة تطور دائم نتيجة وجود طفرة نوعية من الاكتشافات والصناعات.
وأرجع محمد المشكلة إلى البنية التعليمية في الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة التي مازالت تكرس منهجها في أطر قديمة ومتخلفة ولم تستوعب كل ما يحدث من تطوير في واقع المناهج والادوات الطبية.
ويعتبر محمد أن الخطأ الطبي ناتجا عن مشكلة كبيرة يعانيها الطبيب أو المستشفى في عدم خضوعهم للمسألة واعفائهم من المسؤولية.
وقال محمد لـ”يمن الغد” لابد من ايجاد تشريعات قانونية تعمل على ملاحقة الاطباء الذين يقعون في الخطأ الطبي القاتل أو الذي له مضاعفات كبيرة على المرضى أو الذين لا يكون محسوبا وناتجا عن حالة من الاستخفاف بأرواح الناس..
* كارثة مستمرة. .
تحولت الاخطاء الطبية لتكون أحد أهم المسببات في تخوف الناس من الاطباء كونهم لا يقومون بأخذ بعض الاجراءات التي تضمن السلامة سواء عندما استخدام الادوية أو صرفها.
ويعتقد عبد السلام العامري مدرس أن بعض الاطباء عندما يمارسون مهنة الطب يعملون فوق درجة ماهو مخصص لهم اذ ان هناك تخصصات حسب تعبيره..
ويضيف العامري لـ”يمن الغد”: أحيانا يأتي المريض والاطباء ومساعدين الاطباء لايقومون بإجراء بعض الفحوصات الاحتياطية سواء إن كان مصاب يالضغط وبالتحسس ويقومون بإستخدام بعض الحقن التي تسبب الموت وهذا مايحدث .
ورأى عبد السلام أن تحول العمل الطبي من نشاط إنساني لنشاط مالي جعل مهنة الطب تفقد من اخلاقياتها فبدلا من خدمة الناس صار عمل الطبيب في مستوى استثمار وجوده لصالح بقاء المرض واطالته.
* تزايد الحالات..
وكانت أقرت مجلة اليمن الطبية بوجود 30 قرار فيما يتعلق بالاخطاء الطبية تم إحالتها للنيابة العامة.
وأن هناك 15 حالة قصرت في بذل العناية اللازمة للمريض وإهمال، واحيلت ايضا للنيابة العامة.
و25 حالة لا يوجد خطأ طبي وفق ما أشرت أليه المجلة و10 حالات انتهت بتنازل بعد الدراسة وهذه كلها اخطاء طبية معترف بها.
كما يوجد العديد من الحالات تحت الدراسة وغير مكتملة الوثائق ويتم توثيقها قضائيا.
وبلغ عدد الشكاوي 35 تم استقبالها خلال الشهرين الآولى من العام 2019م لازالت تحت الدراسة واستكمال.
* أنواع الاخطاء الطبية..
تتخذ طرق الخطاء الطبي أنواع متعددة وهي في ذاتها كارثية كما أن السبب الأول للخطاء الطبي هو محاولة الطبيب القيام بدور طبي يجهله أو وجود اهمال في نشاطه فالعمليات الجراحية هي من أدق وأخطر مايهدد المرضى ووجود خطاء طبي من البداية قد يؤدي لظروف مميتة للمرضى قد تفقدهم حياتهم.
ويرى الدكتور الصيدلاني محمد أحمد الجرباني أن الخطأ الطبي أيضا يرتبط بسوء توصيف الطبيب والقيام بوضع أدواية ليست مضبوطة ودقيقة في بعض الحالات المرضية .
وقال الجرباني لـ”يمن الغد” الطبيب الذي يضع أدوية قوية للمرضى دون دراسة تأثيرها وخطورتها يعمل على تفاقم الحالات المرضية دون معالجتها “.
وأضاف أن الخطاء الطبي يأخذ توصيف واسع وليس قائما على نشاط طبي معين.
وأرجع الجرباني سبب الاخطاء إلى الظروف التي تحيط بالمجال الطبي ككل والذي يعاني من تراجع في الكادر المؤهل وتغيب التطورات الحاصلة في واقع المجال الطبي وضعف مخرجات المجال الطبي وعدم التأهيل في الجامعات المختصة بالطب.