عسلها أغلى الأنواع ثمناً.. السدر شجرة “شبوة” المباركة
تشتهر محافظة شبوة، جنوبي اليمن منذ مئات السنين، بزراعة شجرة السدر وسماها أجدادنا بالشجرة المباركة.
والسدر هي عبارة عن شجيرة، قد يصل طولها إلى خمسةٍ وستين قدماً، وتوصف جذوعها بأنها ملتوية، وذات لحاء يتميز باللون الرماديّ الفاتح، كما أنّه مقشر وشديد التصدع، أما أوراقها فهي بيضاوية الشكل، ولا تحتوي في سطحها العلوي على شعيرات، أما سطحها السفلي فعليه شعيرات خفيفة، وزهورها تمتاز بصغر حجمها، وبلونها الأخضر المصفر، ويصل طول قطر فاكهتها بعد النضج حوالي سنتيمتر واحد، وهي حلوة المذاق ولونها بني مائل للإحمرار، ويوجد في منتصف الفاكهة من الداخل بذرة صلبة.
وقد ذكرت هذه الشجرة في العديد من المواضع في القرآن الكريم، لاعتبارها واحدة من النباتات الموجودة في الجنّة، وقد تم استخدام فاكهتها ولحائها وأوراقها وجذورها في الكثير من العلاجات، ويعتبر عسلها المنتج في محافظة شبوة من أغلى أنواع العسل ثمناً، فهي التي يتغذى علية نحل “النوب” ويتغذى على رحيق السدر وينتج أجود العسل “البغية”.
ومن فوائد هذه الشجرة المباركة، أنها تعتبر علاجاً لبعض الأمراض كعلاج المفاصل المتورمة والجروح الطفيفة والأمراض الجلدية المزمنة.
شجرة السدر “العلب”
نبات شجيري شائك ببري وزراعي ينبت بالجبال والأراضي الزراعية، وهو ذو ورق وثمر عظيمين، وتعيش الشجرة حوالي 120 عاماً وتحمي التربة من الانجراف، يصنع من أغصانها أعمال خشبية، وتعد شجرة السدر من أفضل الأشجار المثمرة من الناحية الاقتصادية، وتكيفها مع التغيرات المناخية وتقلبها. ويصل طول شجرة العلب في بعض الأحيان إلى 8 أمتار وساقها كبير جدا، ويسمي أبناء شبوة ساق السدر بـ”الصبِح”.
فاكهة السدر “الدوم”: سماها أجدادنا بفاكهة الربيع لبداية موسمها وانتاجها في فصل الربيع في أودية شبوة، فاكهة الدوم ذات مذاق رائع وطعم حلو يشتهيها الفقير ويشتريها الغني، بلونها الأصفر الممزوج بالأحمر، وتقوم نساء محافظة شبوة عند تساقط الأوراق في فصل الخريف بجمعها وطحنها والاغتسال بها..
ويتغذى النحل على رحيق شجرة السدر المنتشرة في أودية محافظة شبوة وينتج العسل الشبواني الجرداني من رحيق السدر ويسمى بعسل السدر “البغية”، فيما تصنع العصافير بيوتا لها من أوراق الأشجار والحشائش وتقوم بتعليقها في أغصان شجرة السدر بجمال هندسي رائع يشبه كرة صغيرة.
وذكرت شجرة السدر في القرآن أربع مرات، فهي من أشجار الجنة المذكورة في كتابه العزيز: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ (30)، وذكرت في السنة النبوية في كتاب الطب النبوي أن آدم عليه السلام لما هبط إلى الأرض كان أو شيء يأكله هو ثمر شجرة السدر.