قتل الأفارقة.. حلقة مخيفة في مسلسل نهر الدم

يحظى ملايين اليمنيين في كثير من دول العالم بالعديد من الميزات والتعاطف بحسب قوانين البلد وسياساته، خاصة مع تفاقم الأوضاع الأمنية ونزوح الآلاف. 

حتى أولئك الذين وصلوا بطرق غير شرعية وجدوا بيئة حاضنة راعت ظروفهم وقدمت لهم التسهيلات مع أولادهم من كل الأطياف. 

ذلك لأننا أمام أنظمة وسلطات وشعوب تحترم نفسها وتتعامل مع الآخر بإنسانية، وقد شاهدنا أعداد اللاجئين السوريين والعراقيين كيف تدفقوا على بلدان أوروبا، حتى التجاوزات التي كانت تحدث من قبل أشخاص أو السلطات كان يقف الشعب في وجهها. 

من يتابع الفيديوهات المسربة لحادثة حريق المواطنين الأفارقة المعزولين في هنجر تابع للجوازات في صنعاء يدرك مدى بشاعة مليشيا الحوثي ووحشيتها وهمجيتها التي تعجز الكلمات عن الإحاطة بها. 

الحادثة نتيجة لسلوك غير قانوني ولا يعبر عن أي مسؤولية، تم حشر المئات، كأنهم حيوانات في مكان غير مؤهل، أطلقت القنابل الحارقة، رفضوا التسهيل للمنظمات والطواقم الطبية للقيام بعملها. 

المجاميع تم اعتقالها من الشوارع والمحلات التجارية والأسواق دون تفريق، علما أن كثيرا من هؤلاء يجددون إقامتهم سنويا ويدفعون رسوم إقامة محددة منذ سنوات. 

ما حدث، باختصار، في مبنى الجوازات محاولة لرفض الظلم الذي وقع عليهم والتعبير بشجاعة من خلال الإضراب عن الطعام ووقوفهم جميعا في وجه المعتدين عليهم.  

الأمر أشبه بتثبيت الحلقة الأخيرة في مسلسل الدم الذي يسفكه الحوثي؛ وهنا يأتي السؤال البديهي، من يحكم صنعاء؟ سؤال لا يزال بلا إجابة منذ ست سنوات، فقط الحوادث اليومية والفساد الإداري والأخلاقي وقتل الخصوم والأصدقاء معًا معطيات تجيب عليه، من يحكم صنعاء مجموعة لصوص وجهلة لا علاقة لهم بعملية السلام ولا بشعب يتضور فقرًا ويعيش خديعة كبيرة. 

كل شيء لا يمكن تصوره قامت به جماعة الحوثي، حتى السلام مع المجتمع والمكونات المجاورة، تم ركله بالقدمين وتأكد ذلك حين حلق حسن ايرلو متخفيًا بطائرة أممية في أجواء صنعاء قادمًا من طهران ليقود المعارك بنفسه والتي كان آخرها معركة مأرب. 

الغرور وعدم القدرة على التعاطي مع الجغرافيا التي امتلكتها هذه الجماعة والحالة الإنسانية الأسوأ في العالم جعل منها جماعة أكثر وحشية وهمجية.. ومحرقة الأفارقة لن تكون نهاية السِّيفي للمسيرة القرآنية. 

Exit mobile version