بناء المشهد في ضوء تصريح المبعوث الأممي

في ضوء التصريح الذي صدر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن جريفتس هذا اليوم الاثنين 15 مارس 2021م، والذي ينص على “أن المبعوث الأممي اتصل بوزير الخارجية الأمريكي السيد “بلينكن”، وناقش معه جهود استئناف العملية السياسية في اليمن وفق إطار عمل الأمم المتحدة‬⁩ وسبل المضي قدماً بما يتضمن وقف إطلاق نار شامل في اليمن وفتح ⁧‫مطار_صنعاء،‬⁩ وتخفيف القيود على الموانئ. وشكره على دعم المبعوث الأمريكي إلى اليمن”، يمكن إعادة بناء المشهد في ضوء الرسائل التي أراد البيان ايصالها وهي على النحو التالي: 

1/ أن هناك ضرورة قصوى لتنسيق عمل المبعوث الأمريكي مع عمل المبعوث الأممي على أكثر من صعيد بما في ذلك اللقاءات غير المنسقة مع الأطراف المختلفة: حكومة، مليشيات حوثية، دول التحالف ودول إقليمية، ومنظمات… الخ، وأن الجهد الأممي هو الأساس. وهو ما دفع البيان إلى التأكيد على ” استئناف العملية السياسية في إطار عمل الأمم المتحدة”. 

2/ التذكير بمحاذير تقديم أفكار مختلفة بشأن خطة السلام التي أعدها المبعوث الأممي، وهو ما جعل البيان يذكر بمحتوى خطته “وقف إطلاق نار شامل في اليمن، وفتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود على الموانئ”. 

3/ الخوف من أن يؤدي عدم التنسيق إلى ارباكات عملية تضعف كل الجهود لاحتواء المشكلة وفق خطة أممية منسقة ومتكاملة، ولذلك فهو يرى أن عمل المبعوث الأمريكي يجب أن يكون داعماً وليس بديلا للجهد الأممي، وهو ما عبر عنه بالقول: “وشكره على دعم المبعوث الأمريكي إلى اليمن”. 

يلاحظ أن هذا الاتصال وما قاله المبعوث على النحو الذي جاء في الخبر، دون إشارة إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي في مجرى اتصاله، هو بمثابة توضيح من المبعوث الأممي بشأن الموقف عما أثير عن خطة أمريكية لوقف الحرب مؤخراً في اليمن لم يفصح عن محتواها حتى اليوم. غير أن ما بثه مكتب السيد جريفتس يبدو أنه يصب في خانة التذكير بأن الجهد الأممي هو الأساس، وأن الجهود الأخرى هي مكملة وداعمة وليست بديلة. 

Exit mobile version