بعد فشل تسويق كذبة “الحرب على القاعدة” في مأرب.. الحوثي يلجأ لابتزاز واشنطن بالرئيس صالح “ماذا حدث؟” تسريب جديد
بعد فشل مليشيات الحوثي في الترويج لعدوانها على مأرب بزعم محاربة الإرهاب وشراكتها في الحرب على تنظيم القاعدة لجأت إلى ابتزاز واشنطن.
وعقب أيام من اتهامات زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي للإدارة الأمريكية بدعم تنظيم القاعدة، وضجيج واسع على وسائل إعلامها، خرج الانقلابيون بأكاذيب جديدة تزعم أنها أدلة لعلاقة واشنطن والرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح مع تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب.
وسرب ما يسمى جهاز “الأمن المخابراتي” للمليشيات الحوثية تسجيلات صوتية من مكالمات هاتفية قديمة بين الرئيس اليمني الراحل ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، جورج تينيت، بزعم أنها دليل على ارتباط تنظيم القاعدة بواشنطن وتورط صالح ونظامه في علاقة مشبوهة.
وقالت مصادر متطابقة أن المكالمة الهاتفية التي سربتها المليشيات أخيرا تعود لعام 2001 وهي بالفعل لـ”تينيت” و”صالح”، وأعقبت حادثة هجوم تنظيم القاعدة الإرهابي على المدمرة الأمريكية كول.
وتتضمن التسجيلات طلبا لـ”تينيت” من “صالح” بإطلاق سراح مصدر معلومات زرعته وكالة المخابرات الأمريكية داخل التنظيم ووقع في قبضة المخابرات اليمنية عقب تفجير المدمرة كول قبالة عدن في أكتوبر/تشرين الثاني 2000، وفقا لذات المصادر.
غير أن المدعو نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات للمليشيات، عبدالقادر الشامي، زعم معلقا أن الطلب كان إطلاق سراح الملهم الروحي لتنظيم القاعدة “أنور العولقي” القيادي الإرهابي الأمريكي من أصول يمنية الذي قتل 2011 بغارة جوية لطائرة أمريكية بدون طيار، شرقي البلاد.
ويعتبر الحوثي “الشامي” أهم رجل ظل للمليشيات وكبير مديري استخبارات المليشيات الانقلابية بإشراف ضباط أمنيين إيرانيين ومن حزب الله الإرهابي، وظهوره للتعليق يؤكد فشل مغازلته للمجتمع الدولي كشريك في الحرب ضد الإرهاب.
ولم تتوقف أكاذيب “الشامي” عند ذلك، بل ادعى أن الأمريكيين قتلوا العولقي 2011 بعد انتهاء مهمته، متهما واشنطن بتدريب عناصر القاعدة في أراضي البلاد ومن ثم إرسالهم للخارج لتنفيذ عمليات إرهابية وإلصاقها باليمن.
ويأتي بث التسجيلات المسربة في ظل حملة واسعة النطاق لأذرع طهران الإعلامية في المنطقة لتشويه الرئيس اليمني الراحل الذي ما زالت المليشيات تحتجز جثمانه حتى اليوم بعد أن اغتالته، وضمن سياسة ابتزاز لواشنطن يشارك فيها زعيم المليشيات وكبار قيادات التنظيم الإرهابي.
وشن زعيم المليشيات في آخر خطاباته هجوما إعلاميا على واشنطن، واتهمها ونظام “صالح” باستغلال تنظيم القاعدة الإرهابي لتحقيق مصالحها وسياساتها في المنطقة.
وتتزامن هذه الحملة مع عودة قوية لتنظيم القاعدة الإرهابي جنوبا عبر هجمات دموية ضد الأمن اليمني، في إشارة تفضح العلاقة السرية لأدوات إيران وتنسيق تحركاتهما على الأرض.
مأرب مجددا
ولم تكتف المليشيات باستخدام “القاعدة” ورقة لشرعنة جرائمها في مأرب، لتنفث هذه المرة سموما جديدة نحو المحافظة بزعم وجود علاقة بين التنظيم الإرهابي والمخابرات الأمريكية والجيش اليمني.
ووفقا لمسؤول أمني، فإن ما يروجه الحوثيون من تسريبات وأكاذيب هو محاولة لمنح مليشياتها المنهزمة دفعة معنوية للقتال في مأرب لشرعنة محارق الموت أمام عناصرها، حيث تصور لهم أن المعركة تجري مباشرة مع الأمريكان في المحافظة.
وتحدث المسؤول الأمني، الذي فضل إخفاء هويته، أن اليمن ارتبط مع الجانب الأمريكي باتفاقيات تعاون في مكافحة الإرهاب، ودعمت واشنطن بالتدريب والتسليح وحدة أمنية متخصصة هي قوات مكافحة الإرهاب.
وأكد أن مليشيات الحوثي ذاتها لدى اجتياح صنعاء والانقلاب أواخر 2014، روجت خطابا عن استعداداتها لمواصلة التعاون مع كل الدول في مواجهة الإرهاب بما في واشنطن، واتخذته يافطة للتمدد وإشعال الحرب في كافة المحافظات اليمنية.
وبشأن التسجيلات المسربة، قال المسؤول اليمني إنه “ليس فيها ما يدين لا واشنطن ولا صالح وهي فضيحة.. أن يتحرك كبار قادة المليشيات وتسخير آلة إعلامية وجهاز ما يسمى الاستخبارات لترويج دليل مزعوم ظهر أنه بدون مضمون”.
وكشف المسؤول الأمني أن الشخص الذي طلبه مدير وكالة الاستخبارات CIA من الرئيس اليمني الراحل حينها هو “عنصر زرعته المخابرات الأمريكية بالفعل داخل تنظيم القاعدة الإرهابي وهو ليس يمنيا”، حيث طلب “تينيت” خلال الاتصال من “صالح” تسلمه وإخراجه من اليمن.
تضليل ممنهج
الاتهامات الحوثية مجرد أكاذيب وهي تصدر من رأس هرم جهازها الأمني، بهدف تضليل وكالات العالم المعنية بمكافحة الإرهاب، بحسب رئيس تحرير وكالة “2 ديسمبر اليمنية” لسان “المقاومة الوطنية”، صلاح الحيدري.
وقال الحيدري، إن حشر مليشيات الحوثي اسم “أنور العولقي” يكذبه تاريخ المكالمة الهاتفية الذي كان 2001، فيما عاد “العولقي” لليمن من الخارج عام 2006، وقد اعتقلته السلطات اليمنية بتهمة خطف مواطن، وأفرج عنه عام 2008 بوساطة قبلية.
وأشار إلى أن الرجل ظل فارا في مناطق اليمن الشرقية حتى قتل بغارة أمريكية 2011، وفقا للحيدري.
وأضاف أن “محاولة مليشيات الحوثي تشويه الرئيس اليمني الراحل عقب استشهاده وهو يوجه إرهابها عبر تهم زائفة والتي تتكرر كل فترة، وأخرى الهدف منها ضرب قواعده الشعبية إثر حضوره الطاغي في وعي وأذهان اليمنيين، فيما يفشل زعيم المليشيات الذي يحيط ذاته بالقداسة ورغم الغطرسة وقوة السلاح في بناء ذات القبول الشعبي.
وسخر رئيس وكالة المقاومة اليمنية الرسمية من مضمون التسريبات الحوثية، مشيرا إلى أنها تأكيد على التزام “صالح” بالتعامل مع الأمريكان في ملف مواجهة الإرهاب عبر مؤسسات الدولة وفقا للقانون اليمني، ولم يكن يوما منقادا للعمل وفق إملاءات خارجية كما يحصل اليوم مع المليشيا الحوثية التي يدير قرارها ضابط الحرس الثوري الإيراني بغطاء دبلوماسي مفضوح.
ويرى الحيدري أن التسريبات كانت بغرض تعزيز اتهامات زعيم المليشيات ضد واشنطن والرئيس الراحل “صالح”، غير أن الاستخبارات الحوثية وقعت في فضيحة مدوية وأكدت أن زعيمها عبدالملك الحوثي أشبه بـ”بوق للتهريج” يسوق الكذب ومعلوماته غير صحيحة تاريخا ومضمونا.