“مخيمات النازحين” الضحية الأولى في التصعيد على مأرب
- قالت "هيومن رايتس ووتش" إن الحوثيين استهدفوا الهاربين من الحرب والمناطق السكنية في المحافظة منذ فبراير الماضي
يمن الغد – هشام الشبيلي
تعرضت ثلاثة مخيمات للنازحين في محافظة مأرب اليمنية للقصف بالمدفعية، ما أسفر عن سقوط جرحى من النازحين بينهم نساء في حالة حرجة واحتراق عدد من الخيام.
وقالت مصادر محلية، إن مخيمات الميل والخير والتواصل الواقعة على المدخل الشمالي للمدينة تعرضت لقصف مدفعي شنه الحوثيون أثناء معارك مع الجيش الوطني، ما أجبر عشرات الأسر على النزوح مجدداً.
وقالت الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في بيان، إنها “رصدت استمرار ميليشيات الحوثي استهداف مخيمات النازحين، وأن القصف الذي طال مخيمات غربي مأرب، تسبب في إصابة 5 نساء بجروح متفاوتة جراء استهدافه من قبل الحوثيين بقذائف مدفعية”.
وأضافت الإدارة المتخصصة في إدارة المخيمات أن “القصف المدفعي أدى لاحتراق وتضرر 27 منزلاً متنقلاً (خيام)، و18 خزان مياه”، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك العاجل وإيقاف الاعتداءات الحوثية وحماية النازحين وإدانة تلك الانتهاكات. ولم يعلق الحوثيون على الحادثة حتى هذه اللحظة.
نزوح جماعي
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ميليشيات الحوثي بارتكاب “انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في مأرب من خلال مهاجمتها للنازحين والمدنيين في مدينة مأرب شمال شرقي اليمن”.
وقالت المنظمة في أحدث تقرير لها عن مأرب، إن “قوات الحوثي تطلق عشوائياً قذائف مدفعية وصواريخ على مناطق مكتظة بالسكان في المحافظة منذ فبراير (شباط) 2021، ما تسبب في نزوح جماعي وفاقم الأزمة الإنسانية”.
ودعت المنظمة الميليشيات إلى وقف الهجمات غير القانونية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وقالت الباحثة اليمنية في “هيومن رايتس”، أفراح ناصر، إن “قوات الحوثيين ارتكبت انتهاكات جسيمة وأظهرت تجاهلاً مروعاً لأمن وسلامة المدنيين طوال النزاع”.
وأضاف عمال إغاثة تابعون للمنظمة أن “نيران القصف المدفعي والأسلحة الثقيلة المباشرة من جانب الحوثيين، أصابت عدة مخيمات للنازحين خلال فبراير (شباط)، منها مخيم الزور، ولفج الملح، وذنة الصوابين، وذنة الهيال في شمال وغرب مأرب”، بحسب التقرير.
ولفتت المنظمة في تقريرها أن المدنيين النازحين الذين يصلون إلى مأرب “سيراً على الأقدام حاملين خيامهم وبطانياتهم على ظهورهم”، رووا لعمال الإغاثة قصصاً مرعبة عن القصف العنيف الذي فروا منه.
وأفادت الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين، أنه منذ بداية 2021، فر 14 ألف مدني من مناطق في شمال محافظة مأرب إلى داخل المدينة والمناطق الجنوبية بالمحافظة. وأضافت “هناك نازحون حالياً في 143 مخيماً تتركز في منطقة الوادي ومدينة مأرب، نزح بعض هؤلاء الأشخاص ثلاث مرات بسبب جولات مختلفة من القتال”.
وقبل اندلاع النزاع في 2014، كان عدد سكان محافظة مأرب 20 ألف نسمة فقط، وفق البنك الدولي، لكن ومع تصاعد وتيرة الاقتتال أصبحت مأرب منذئذ إحدى أكثر محافظات اليمن في الكثافة السكانية، حيث تستضيف ما لا يقل عن مليوني نازح، وفق السلطات المحلية.
وسعت “اندبندنت عربية” للتواصل مع قياديين في الميليشيا الحوثية، للتعليق على التقرير الصادر بحق الجماعة، إلا أنها لم تتلقى رداً حتى الآن، وتلتزم الصحيفة بنشر الرد فور وروده.
الساعات التي تلت المبادرة
وفي سياق متصل، كرر الحوثيون رفضهم المبادرة التي أعلنت من الرياض للحل في اليمن ولاقت قبولاً ودعماً دوليين.
وأكدت الجماعة في ذات الفعالية المقامة في صنعاء، تمسكها بما أوردته المبادرة حول مطار صنعاء وميناء الحديدة، إلا أنه يجب ألا تربط بأي مشروع سياسي، “نؤكد ضرورة فتح المطارات والموانئ، والسماح بدخول المشتقات النفطية والدواء والغذاء، ولا يجوز بأي حال ربطها بالمسار السياسي أو إخضاعها للمقايضات”.
فيما تمسكت العواصم الغربية بالمبادرة السعودية، بعد أن أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أنه التقى نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، وكذلك وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، أمس الثلاثاء، لبحث مبادرات السلام المطروحة من أجل اليمن.
وأضاف راب، “من الضغط من أجل السلام في اليمن، إلى منع إيران من أن تصبح قوة نووية، تقف بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا معاً كقوة للخير”.
وتابع “التقيت شخصياً لأول مرة، اليوم، بلينكن وهايكو ماس (وزير خارجية ألمانيا) وجان إيف لو دريان (وزير خارجية فرنسا) لبحث التحديات والفرص التي تنتظرنا”.