المبادرة السعودية بين الحرص الدولي ورفض الحوثي “مبادرة أم هروب”

يمن الغد/ تقرير- عبدالوب الفتاحي 

أخذت المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن حيزا واسعا من موقف معظم الكتاب والصحفيين اليمنيين والذين اختلفوا في أراءهم وموقفهم حول ظروف الإعلان عنها وفي هذا التوقيت وأهميتها وأبعادها لكن هناك من اعتبر أن المبادرة حالة قد تكون أقرب للحل من أي وقت مضى بعد حالة الإستنزاف التي تعرضت لها السعودية والحوثيين من جراء هذه الحرب. 

مبادرة أم هروب.. 

 حاولت السعودية من خلال مبادرتها الأخيرة الخضوع للضغوط المتزايدة للكثير من القوى الدولية والتي برزت بقوة بعد صعود بيدان لرئاسة الولايات المتحدة. 

محللون سياسيون اكدوا لـ”يمن الغد” أن المبادرة لا تتضمن أي جوانب جديدة لإعادة وضع الحوار اليمني كأولوية لصناعة الحل فالدعوة لفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة كانت قديمة كما أن مثل هذه المطالبات ظلت موجودة في الحوارات التي جرت في الكويت واستكهولم وجنيف.  

ووفقا لحديث الكثير من الخبراء اليمنيين تركز التحدي الذي ينتظر المبادرة وموقف الحوثيين من هذه المبادرة ومدى التزام الأطراف الأقليمية في انهاء الحرب اليمنية التي تعد الأسوأ والتي خلقت واقعا انسانيا متدهورا وضعا أكثر من نصف سكان اليمن لتصبح حياتهم مهددة بالمجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة. 

 نائف حسان رئيس تحرير صحيفة الشارع قال في تعليقه على المبادرة:” السعودية تتحمل الجزء الأكبر من مسؤلية الفشل في اليمن لأن المسؤليين عن الملف اليمني مجموعة من الفاسدين والإنتهازيين”. 

وأعتبر حسان أن اليمن لم يعد لديها ما تخسره لكن السعودية ستخسر الكثير. وقال “قصة غيرك هي الفصل الأول من قصتك دون أن تدري”. 

صلاح السقلدي محلل سياسي أوضح أن وقف الحرب وفقاً للمبادرة السعودية كانت مبادرة سعودية محضة دون اشراك حلفائها المحليين وبالذات السلطة الموالية لها، وقال” هذه السلطة ليست أكثر من ديكور سياسي تستخدمه السعودية -والتحالف كلها- لإكساب عاصفة الحزم مشروعيتها أمام المجتمع الدولي”.. 

 المقايضة بالجانب الإنساني.. 

وركز صدام الكمالي صحفي على كذب ‎الحوثيون عندما يتحدثون إنهم يرفضون ربط الشق الإنساني بالسياسي والعسكري. 

وأعتبر الكمالي أن الحوثيين أكبر طرف يزايد ويقايض بالجانب الإنساني لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية منذ 6 سنوات واليوم يرفضون ‎المبادرة_السعودية ضاربين بالمعاناة الإنسانية عرض الحائط لتحقيق مصالح بعيدة كل البعد عن الإنسان اليمني!. 

 من ناحيته تطرق الصحفي غمدان اليوسفي الى عدم مقدرة الحوثيين تحمل تكاليف أن يكونوا دولة وقال غمدان اليوسفي ” تصوروا أن تنتهي الحرب، ثم يصبح أول مطلب أمام الحوثي أن يصبح دولة، ويدفع رواتب، ويشق طرقات، ويبني مدارس ومستشفيات”. 

وأضاف اليوسفي أن الحوثيين سيصابون بصدمة، هذه ليست من شؤونهم، هم يجيدون الحرب فقط، وبصراحة أقوى إبداع لديهم كان صناعة الألغام بأشكالها التنكرية كصخور وغيرها. 

 ملفات شائكة 

الصحفي خالد سلمان رأى أن المبادرة السعودية تضم شقين عسكري وانساني فهي تنص على فتح مطار صنعاء والسماح بدخول المشتقات النفطية والغذائية.  

 وأضاف سلمان أن المبادرة هي إعادة صياغة لمبادرة المبعوثين الأممي مارتن غرافيث، والإمريكي ليندر كينج، وتحضى بدعم الأمم المتحدة وواشنطن، وتإتي في ذات سياق محاولة تسويقها لإيران. وقال سلمان أن  الهدف هو “مطالبتها بالتجاوب مع الأفكار المطروحة، لتنشيط المسار السياسي ،والإنفتاح على الحلول السياسية، لانهاء الحرب والشروع بالتفاوض المباشر، بين كل الأطراف المعنية بملف الحرب.  

وأوضح سلمان أن المبادرة لم تجد حتى الآن تجاوباً من الطرف الحوثي، وإن كانت تلبي شروطه لإنهاء الحرب، بوقف الحصار والقصف.  

وتابع سلمان حديثه أن عدم التجاوب الحوثي الفوري يأتي في سياق المناورة، وكسب المزيد من الوقت، لفرض شروطه لشكل التسوية،  بإتجاه خدمة طرف احادي دون سائر الأطراف الأُخرى. وأكد سلمان أن حصة الحوثي في مخرجات الحل، وتحديد معالم شكل الدولة، وحصص الفرقاء في كعكة السلطة، تحددها نتائج حرب مأرب، لذا من المتوقع ان تشهد المحافظة تصعيداً حربياً، بهدف دخول مؤتمر التسوية الإقليمي الدولي .  

 انهاء الحرب ليس سعوديا.. 

 الكاتب علي عبدالملك الشيباني عبر عن خشيته ان تمثل مبادرة المملكة السعودية لانهاء الحرب اشارة دولية بقرب نضج الطبخة وتقديمها لسفرة القوى الدولية لتعاطيها وفقا لنتائجها العسكرية والإجتماعية والصراعات المذهبية والسلالية الناتجة عنها. ورأي الشيباني أن ايقاف الحرب عموما لااظنه بأيدي المملكة السعودية والامارات من ناحية وايران من ناحية اخرى , قدر ماهي مضبوطة على ساعة المصالح الدولية وقواها المعروفة.   

ونوه الشيباني أن المبادرة السعودية الجديدة قوبلت بالسخرية الحوثية والتعاطي معها ببرود كامل. ووضح أن مثل هذه المبادرة تقدم السعودية بصورة هزيلة بل وبصورة الباحث عن مخرج من ورطة مثلت نتاجا لفشل ادارتها العسكرية, وقبلها فشل لتعاطي الايجابي مع الجار اليمني. 

Exit mobile version