عاصفة الحزم بين استعادة الدولة والتصدي لثلاثي الشر في اليمن
ست سنوات من الحرب منذ العاصفة: سياسيون يستعرضون محطات الانجازات واسباب الإخفاق..
يمن الغد / تقرير – خاص
تختلف وجهات نظر اليمنيين منذ تدخل دول التحالف الخليجي على رأسها الإمارات والسعودية في واقع اليمن وذلك بعد أن تمكن الحوثيين في بسط نفوذهم على الدولة اليمنية في سبمتبر 2014 وتحويلهم لليمن لكيان سلالي وفق شكل ديني الولاء الذي أظهروه لإيران الدولة التي ساهمت في دعمهم وتقوية وجودهم.
* التماهي الغربي..
وتقول الناشطة جميلة الخيلي لـ”يمن الغد” ان التحالف العربي بذل جهودا لدعم الشرعية في محاربة التمرد الحوثي والإرهاب لولا أن التماهي الغربي مع جماعة الحوثي اعاق حسم المعركة مع الحوثيين واستعادة الشرعية..
وعملت السعودية والامارات على محاربة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابعها والحد من نشاطها، حيث سارعت الى إنشاء قوات يمنية مدربة ومؤهلة في مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وتعزيزها ودعمها للقيام بمهامها في تحرير المدن اليمنية وتأمينها، الأمر الذي انعكس إيجاباً، وظهرت ثماره في استتباب الأمن في المناطق المحررة، وانتعاش الحياة فيها من جديد، وعودة الخدمات الأساسية التي كانت الميليشيا قد أوقفتها.
* ثلاثي الشر..
يقول المحلل السياسي محمد قويدر لـ”يمن الغد” انه منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن واسقاط المناطق اليمنية بالاجتياح المسلح حدث فراغا امنيا في اليمن اذ ان اجتياح الحوثيين لعدد من المدن، منح كلاً من «القاعدة» و«داعش» مساحة أكبر للعمل والتحرك داخل البلاد اذ اعلنت التنظيمات الارهابية سيطرتها على المدن اليمنية، واصبحت اليمن منطلقا لثلاثي الشر (الحوثي – القاعدة – داعش) لولا أن تدخل التحالف العربي لعب دوراً محورياً وبارزاً في الحرب على الإرهاب في اليمن، وساهمت عملياته في تقييد حركة عناصر الارهاب..
* طموح محدود..
وضعت دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات من أهم أهدافها استعادة الشرعية واستعادة معظم المناطق التي سيطر عليها الحوثيين ومنها العاصمة صنعاء.
خلال سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 كانت الكثير من الأطراف والقوى المحلية والإقليمية والدولية ترى أن طموح الحوثيين سيكون محدود وأن هناك ربما اتفاق على عملية سياسية ستنهي الصراع.
وعلى الرغم من اتفاق السلم والشراكة فإن الحوثيين كان لديهم سياسة التوسع والسيطرة بالقوة على المناطق اليمنية ولذلك أدركت القوى اليمنية استحالة انتهاء الحرب وأن هذه الحرب ستنعطف لواقع أكثر دموية وتدمير للدولة اليمنية وتدخل اطراف اقليمية وذلك بعد أن وصلت لمطار صنعاء العديد من الطائرات الإيرانية التي كانت تحمل السلاح والخبراء.
* انهاك لليمنيين..
مع بداية الحرب كانت عاصفة الحزام والتي بدأت في 26 مارس2015 قد استهدفت معظم المواقع العسكرية والدفاعات الجوية واستمرت الغارات بعد أن دخل الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح عدن حيث أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف لمواجهة الحوثيين.
قبل الاتجاه الى مدينة عدن كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد أرسل نجله أحمد الى الرياض والتقى مع محمد بن سلمان.
تقول بعض المصادر أن صالح أرسل عدة رسائل للسعودية حول قدرته في القضاء على الحوثيين بشروط منها السماح لنجله بالبروز في العمل السياسي واتاحة المجال له بشكل أوسع ورفع الحظر عليه وعلى نجله واتاحة الاموال الخاصة به والتي تعرضت للتجميد وهذا مارفضته السعودية وقتها لان في حسبانها حسم الحرب خلال اشهر..
* تفكك صف التحالف..
يصف الإعلامي صلاح عبد صالح أن عاصفة الحزم ومنذ اعلانها كانت بمثابة بادرة امل وطوق نجاة بالنسبة لكل اليمنيين الذين عانوا من بطش وتنكيل المليشيات الحوثية التي اذاقت المجتمع اليمني مرارة العيش بسبب جبروتها وظلمها وطغيانها.
يعتقد صلاح أن الكثير من اليمنيين كانوا يرون مثل هذا التدخل على أنه سيجبر الحوثيين على الخنوع والإستسلام وستكسر شوكتهم، فعاصفة الحزم حققت الكثير من النتائج ولا احد ينكر ذلك واضعفت دور المليشيات في كثير من المناطق .
وقال صلاح لـ”يمن الغد”: من أهم ما أوجده تدخل التحالف في اليمن بعد عاصفة الحزم هو التباينات المتعددة والتي كانت سببا في وجود انقسامات داخل المؤسسات العسكرية فالتحالف وفق ماتحدث به صلاح قام بتسليح ودعم كثير من المجاميع المسلحة وهذا ما أضعف وجود جبهة موحدة تجميعها في اطار هدف واحد وهذا الذي كان سببا في خدمة المليشيات الحوثية كون تلك المتغيرات دائما تستفيد منها المليشيات الحوثية.
* تدمير البنية التحتية ..
من ناحيته يرى جمال مروان عبد الله طالب جامعي أن التحالف منذ البدايةلم يركز على إضعاف الحوثيين فهو لم يكن يعتقد أن هناك أسلحة قد تؤدي لقلب موازين القوى واطالة المعركة.
ومن أهم ماجعل التحالف من وجهة نظر اليمنيين بناء على قول جمال – أنه لم يكن جادا في معركته هو استهداف البنية التحتية من طرق وجسور ومنشاءت حكومية ومدارس ومصانع كانت تقوم بدور كبير في دعم الاقتصاد اليمني .
وقال جمال لمحرر “يمن الغد”: التحالف منذ عاصفة الحزم لم يكن يملك أهداف لبناء اليمن وتطوير مجالاتها السياسية والإقتصادية والعسكرية ولذلك ظل هناك فراغ في بنية القوى اليمنية التي دعمت السعودية والامارات في تدخلها”.
وأضاف جمال أن التحالف العربي فشل في تحقيق إين من أهدافه فالصراع أصبح أوسع والسعودية لم تعد قادرة على حماية أراضيها ومنشاءتها كما أن الظروف الاقتصادية لليمن أصبحت منهارة بشكل كبير .
* أوضاع اقتصادية صعبة ..
أكثر ما يتفق عليه اليمنيين ويحكمون به على فشل التحالف من خلال معركة عاصفة الحزم هو غياب الدعم الإقتصادي والتنموي لليمن.
ويرى قاسم عبد المعطي خبير اقتصادي أن التحالف لم يكن له دور في تشكيل مشاريع اقتصادية أو الضغط على الطبقة السياسية والإقتصاديةالفاسدة التابعة للشرعية في تحسين سلوكها وتوريد ايرادات وضرائب المحافظات المحررة للبنك المركزي.
وقال قاسم عبد المعطي لـ”يمن الغد”: حركة الفساد الهائل الذي تمتعت به القوى السياسية والعسكرية في اليمن تم برضاء التحالف كما أن السعودية والامارات مابعد عاصفة الحزم نظرت لواقع الحرب والمساعدات ودعم القوات الخاضعة لها دون أن تكون لها رؤية في تشكيل مؤسسات فعلية وجيش موحد.
وأضاف قاسم أن السعودية والتحالف أخفق لإنه حدد تدخله بمنظور ضيق ولم يكن له أهداف وخطط واسعة ولذلك يؤكد قاسم أن التحالف فشل عندما زاد من معاناة اليمنيين وفرض قيود هائلة في الجوانب الإقتصادية والتجارية.
أكبر أزمة انسانية..
يرى الصحفي فاروق الكمالي أن عاصفة الحزم صنعت أكبر أزمة إنسانية في العالم ومكنت أكبر مجموعة من الحمقى في تاريخ اليمن ودمرت ما بناه الإنسان اليمني على مدى خمسة عقود.
وقال فاروق لـ”يمن الغد”: بعد سنوات من هذا التدخل أستطيع القول بصوت عال أنني لم أجد لهذا التدخل أي هدف منطقي أو هدف على الأقل يجسد المصالح العربية القومية في مضيق باب المندب، حتى على مستوى الدول المشاركة فيه إذا كان هدفها تدمير وتمزيق اليمن فأعتقد أن هذا أغبى هدف تقوم من أجله حرب مستمرة منذ ست سنوات.
ووضح الكمالي أن اليمني لم يتفضل بصياغة أهدف هذا التدخل لهذا يحصي اليمنيين خسائرهم ويحصي التحالف بقيادة السعودية خيباته لا أقل ولا أكثر.
وأعتبر الكمالي أن هناك فشل كامل الدسم وليس نوع من الفشل فقط، كان يمكن للسعودية والإمارات استدعاء الحوثيين والشرعية اليمنية قبل التدخل العسكري الأرعن وفتح المجال أمامهم للحوار في الرياض حتى إنها كافة المشاكل ويمكن للجميع أن يتباهى بالنجاح الذي سيحفظ سيعمق أواصر الإخاء العربي، بل وحتى كان يمكن حل مشكلة التدخل الإيراني في الشئون اليمنية.
ويعتقد الكمالي أن من يتزعمون عاصفة الحازم مجموعة من الصبيان بينهم وبين مرحلة النضج عقود ولو كانوا في مرحلة النضوج أساسا لما ذهبوا إلى عاصفة الحزم بالمطلق.