لا شك بأن استكمال تحرير مناطق محافظة تعز يعد هدفا مصيريا لكل أبناء تعز، لما له من ارتباطات وثيقية بأساسيات الحياة المجتمعية التي تحتم على الجميع الاصطفاف معا لخوض معارك التحرير مهما كانت كلفتها باهظة وفاتورتها عالية.
فهي أولا وأخيرا بحدها الأدنى بعيدا عن الاستراتيجيات السياسية ضرورة مرحلية للخلاص من حصار تجاوز ال6 سنوات وتمزيق ممنهج للنسيج الاجتماعي وتقسيم عسكري مليشاوي لوحدة الجغرافية وأعمال قصف وقنص يومية ضد السكان والأحياء السكنية.
وبالتالي لم يكن أمام أبناء تعز تجاه تلك المخاطر والتهديدات إلا المعاودة مجددا لإطلاق معركة التحرير، كمعركة مصيرية نابعة من صلب الإرادة التعزية وبقرار ذاتي تبلورت ترجمته العملية في الاجماع الشعبي والرسمي المتعهد بحشد الإمكانات المادية والعينية الداعمة والمساندة لمعارك التحرير ورفد جبهاتها بالنفير العام عسكريا وبشريا وفقا للامكانات المحلية المتاحة.
أعتقد بأننا اليوم وبعد مرور نحو شهر تقريبا من بدء استئناف معارك التحرير يتوجب علينا الوقوف عند مجرياتها وآلية دعمها بكثير من التقييم الذاتي وتقديم بعض المقترحات بما يسهم إيجابا في تصحيح مسار وآلية الدعم، ولعل بعضها تتمثل في النقاط التالية:
1- ضرورة الاستعانة عسكريا من قبل القيادات بذوي الاختصاص العملياتي الموثوقة، حتى وإن كانت بعيدة عن التأطير الحالي، للاستفادة من خبراتها والتشاور أيضا مع المحاور العسكرية الأخرى للوصول إلى خطط عسكرية أكثر تحديثا من الخطط المتكرر العمل بها سابقا بما يكفل إحراز التقدم والإبقاء على المواقع المحررة دون فقدانها.
2- يتوجب على القوات العسكرية المجاورة والمتداخلة، جغرافيا وعملياتيا، مع جبهات محور تعز وفي مقدمتها قوات طارق في المخا وقوات هيثم والعمالقة في موزع والوازعية وقوات جبهة الشريجة وكرش الجنوبية أن تتحمل مسؤولياتها في المشاركة المباشرة عسكريا لتحرير مناطق التماس والجوار الجغرافي.
3- أبناء تعز معنيون بالإسهام الضاغط، إعلاميا وسياسيا وحكوميا، لتبني مطلب توفير الدعم العسكري واللوجستي العاجل من قبل قيادة الشرعية والتحالف العربي للمشاركة الفعلية في معارك تعز من خلال السلاح النوعي والغطاء الجوي.
4- يتوجب على فروع لجان الدعم والإسناد في المديريات أن تعمل على تفعيل آلية التوريد المالي إلى حسابات البنك المركزي كآلية أكثر إيجابية من آلية تسخير الدعم لتسيير قوافل مجتمعية لدعم الجبهات…
ختاما.. أؤكد مجددا بأن المتوجب على الجميع الاستمرار في التعاطي الإيجابي مع معارك التحرير، دعما وإسنادا وتحشيدا ونفيرا، كواجب إلزامي مهما كانت الملاحظات أو التحفظات بشأن مسارها ولا يمنع ذلك مطلقا من التقييم بما يسهم بشكل إيجابي في تصحيح المسار.