منذ أقل من شهر تحركت جبهة الكدحة وجبل حبشي ومقبنة، بجهد شباب مخلصين من المرابطين هناك أغلبهم من أبناء اللواء 35 مدرع ومن أبناء المنطقة بجهد شبابي وخارج حسابات جماعة الإخوان، فحققوا تقدما ولم يتم مساندتهم لاحقا بعد أن هرع القاعدي رزيق والإخواني سالم إلى المنطقة لسرقة نصرهم عبر قناة الجزيرة والإعلام المضلل وحصل تراجع نسبي لاحقا مع بقاء جبهة الإخوان في الستين وطربال الحوبان كما هي في ذات التكتيك.. فقط هذه المرة أضافوا جمع التبرعات والخصومات باسمها وورطوا نبيل شمسان بإعلان النفير كي يستغلوا هذا الإعلان في محاججة التجار والجمعيات في الخارج بضرورة دفع التبرعات وتم لهم ذلك وتم إعلان النفير ولم نسمع بعده إلا الشخير “وهبر وهبير” للمحال وخصم الرواتب حتى إن حزبي الاشتراكي والناصري أعلنا بيانا لرفض الخصومات من الراتب، لكنهما صمتا على موضوع الجباية على وجه العموم رغم علمهما أنها تجارة إخوانية مكتملة الأركان، والارقام التي نشرها البعض لحجم التبرعات والجبايات كبيرة جدا والجبهات لم تحرك ساكنا في الشرقية ولا تزال الجبايات مستمرة، عن سابق خبرة أعلم يقينا أن ما يجري هو مسلسل مستمر لاستثمارهم الحرب، ومن أول يوم للوليمة التي أعلنوها منذ أقل من شهر عن أن التحرير أصبح على وشك كنت قد كتبت على صفحتي أنهم كاذبون، وكنوع من التحفيز لهم والتحدي أعلنت أنهم إن وصلوا الحوبان سأتوقف عن نقد قيادات الإخوان وربما أتوقف عن الكتابة وحديث التلفزيون أو أصوم سنتين أو أطعم أهل الصين، ثم كتبت يومها حرفياً: إن ما يجري جولة جديدة لن تزيد مدتها عن شهر سبقتها سبعون جولة وسوف تليها تسعون جولة أو تزيد.. لا تحتاج لذكاء أو جهد كي تدرك المشهد العبثي المكرور للجماعة في تعز.. وحدهم الأنقياء والأبرياء من سيدفع الثمن وسوف يصفق القطيع والمقامرون وبعض الحالمين لكل جولة.
أما الإعلام وبعض الأقلام سوف تعلن اقتراب الفتح المبين، ثم يغلق الستار لاستراحة ترتيب الأرصدة وجرد المخازن.. ثم يفتح من جديد كي يواصل تجار الحروب عرض ما تبقى من الدم المتاح وكتبت أن المعركة في الإعلام أكثر منها حقيقة وأن التوقعات الحماسية والفرضيات الخطأ والأساطير الكاذبة ونظرية النهاية القريبة والوصول للذروة، كل ذلك لا يجدي دون واقع حقيقي ولا يمكن صرفه ماديا، ويرتد عكسياً إلى حالة إحباط وفقدان الثقة بجدوى المعركة كليا لا سيما والحاضنة الشعبية ترى بعينها فساد قيادات الجماعة الممسكة بقرار الجيش بتفاصيله وقرار الشرعية الإداري وتراقب بصمت جرائمهم التي تبدأ بالفيد والنهب وتصل غالبا للتورط في التصفيات والقتل وحماية بعض القتلة، وليس أدل على ذلك من قضية الشاب “أمجد” الذي قتل لأجل كلمة حق في الشارع، تم معاقبته بطلقات رصاص أردته شهيدا، والقاتل معروف مشهور من تسجيل فيديو لأحد المحال في مسرح الجريمة وصوره المنشورة خلف الوكيل الإخواني عبد القوي المخلافي كثيرة وليس هناك أي مسؤولية لتسليم القاتل أو تسليم من سبقه من المتورطين في مقتل حبيب الشميري ونجيب حنش وقائمة السبعين قتيلا التي نشرها البعض سابقا، هي غيض من فيض جرائم جماعة إخوان تعز.
ما أكتبه وما كتبته يراه البعض سباحة ضد التيار والبعض يراه تخذيلا والبعض يراه سوء تقدير والبعض يراه نكاية وخصومة مع الجماعة، وكل ذلك غير صحيح، إنما هي شهادة من واقع تجربة لقرابة ثلاث سنوات قضيتها في تعز وبمجهر فاحص تابعت كل تفاصيل سرقات الجماعة للمال والدعم والسلاح وممتلكات الدولة والمواطنين، وكيف يتم قيادة تجارة حرب في المدينة وتكوين مليشيا خاصة بهم، وما يقومون به لا يختلف عن سلوكيات ملشيا الحوثي، ولذلك فإن توقع الانتصار أو قيام دولة بأيدي الملوثين ممتنع حتما. فهم مهزومون أخلاقيا قبل الانهزام العسكري.
النصر الحقيقي يأتي على يد الذين يؤمنون بالإنسان ويصونون دمه وكرامته، وأي معارك أخرى فهي تذهب لصالح تجار السلاح والدم وستبقى حتى تتفوق الأغلبية الصامتة وتطالب وتعمل على خلع النعلين معا الحوثي والإخوان، “فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى”. صدق المولى القدير.