اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالإقتصاد والمالالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتعزمحليات

تعز تستقبل الشهر الفضيل رغم “كورونا” وقذائف الحوثي

يمن الغد – فاروق ثابت 

“دفِّع دفِّع يا علي حمود”.. تتداعى إلى الذهن هذه الكلمات كلما اقتربت أيام الشهر الفضيل. 

في مثل هذه الأيام من كل عام هجري يتجول الأطفال كعادتهم في الأزقة فرحين بقدوم رمضان، فيما يردد كبار السن تواشيح الشهر.  

حتى وقت قريب كان البعض من أبناء قرى تعز يعتقدون أن من زار جامع معاذ بن جبل كتبت له حجة كاملة، ول”القَنْد” حلويات وهدايا زيارة مسجد الجند ذكرى لا تغيب.  

ما يزال الأطفال حتى اليوم في مناطق كثيرة من تعز يتلوون الأزقة وهم يحيون التماسي وتراحيب رمضان. 

بضعة كيلو مترات شمال مدينة تعز وبالتحديد في قرية كلابة أتذكر فرحة الأطفال والشباب والكبار وسباقهم لاستقبال الشهر بإحراق القش وإطارات السيارات. 

مع حلول مغرب كل يوم من رمضان ننتظر بأحر من الشوق مدفع علي حمود ونهلل له “دفع دفع يا علي حمود”. 

تكون حينها المدينة و”حوض الاشراف” والجحملية” وبير باشا” و”المدينة القديم” تعج بالمتسوقين والباعة ومتصدقي الإفطار على الصائمين لتوزيع التمر والسنبوسة يغشاهم سكينة الصائم قبل الإفطار.  

ماذا بوسعي أن أتحدث اليوم عن استقبال الشهر الفضيل في تعز وفي قريتي على وجه الخصوص وقد طحنت منازلها برحى الحرب ومدفعية ونيران الحوثيين، كونها منطقة تماس. 

لقد تحولت الأزقة الجميلة والشوارع الضيقة في تلك القرية إلى أشجار كبيرة لم تجعل للمنازل فيها أثرا، إذ تحولت إلى منطقة أشباح وقد هجرها ساكنوها.. فيما مات معظم الكبار والعجائز بفعل معاناة النزوح وأمراض الكبر والحرمان، فضلاً عن شباب ذهبوا هدراً ضحية القنص والقذائف.  

منذ سنوات تحولت سكينة وسلام تعز وصيامها الوقور إلى لحظات رعب وخوف بسبب ما جلبته الذراع الإيرانية على سكان هذه المدينة البسطاء من جحيم.  

الرعب الذي استبدل “مدفع علي حمود المفرح” ب”قذائف السيد” القاتلة وسلام السكان الطيبين بشر الشياطين الحوثية التي أهلكت الحرث والنسل.  

ورغم كل ذلك ما يزل الناس يتحدون كل المخاطر ويخرجون في مدينة العمل والعمال للدأب والبحث عن الرزق، غير أن رمضان هذا العام اشتد فيه الخطر إذ دخل “كورونا” على خط الحرب ليفاقم من الأسى حيث لا تخلو أي مقبرة في تعز من عشرات الجنائز يومياً ضحايا الفيروس.  

في مدينة “المظفر” و”الاشرف” و”الفضول” و”أيوب” يناضل الناس بما أستطاعوا إليه سبيلا ويسيحون في الأرض مبتهجين بقدوم الشهر أطفالاً وشباباً وكباراً وينزلون الأسواق لاقتناء حاجيات الشهر رغم الأسى وتحدي الحرب والمرض.  

من أحد مساجد تعز يصدح أيوب بالأذان مرسلاً صوته باعثاً على السكينة في مدينة لا يستسلم سكانها للتحديات رغم الموت المحدق.  

من منارات “المظفر” و”الأشرفية” و”معاذ بن جبل” و”يفرس” تنبعث روحانية الشهر الفضيل معجونة بأرواح التعزيين التواقة للسلام والحب، والدين، والتصوف.  

كل رمضان وأنتم بخير… 

زر الذهاب إلى الأعلى