خارطة الإعلام اليمني الرسمي.. برامج متواضعة وغياب للدراما

أفرد الإعلام اليمني الرسمي التابع للحكومة الشرعية مساحات واسعة للبرامج الرمضانية المتنوعة التي لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة، وتم إنتاجها بجهود العاملين في القنوات الرسمية في ظل غياب الدعم الحكومي، في حين غابت الدراما عن هذه القنوات واقتصرت على القنوات الخاصة. 

أطلق الإعلام اليمني الرسمي التابع للحكومة الشرعية، قائمة البرامج الرمضانية لهذا العام، رغم صعوبة الإنتاج التلفزيوني وتواضع الإمكانيات في ظل عدم وجود ميزانيات تشغيلية بسبب ظروف الحرب منذ سبع سنوات. 

وتنوعت الأعمال الرمضانية هذا العام، ما بين برامج دينية وأخرى تعنى بالأسرة والمرأة، بالإضافة إلى برامج المسابقات الثقافية والجماهيرية، مع حضور واسع للكوميديا في القنوات اليمنية عموما، لكنها تبقى متواضعة إنتاجيا مقارنة بالبرامج المماثلة في القنوات العربية المحلية. 

وينتظر جمهور القناتين الرسميتين “اليمن” الفضائية، و”عدن” الموسم الرمضاني لمتابعة برامج تقترب من حياته اليومية في هذا الشهر. 

وتستعيد القنوات الفضائيات المحلية في العالم العربي عموما اهتمام الجمهور الذي يهتم بمتابعة محتوى إعلامي يلامس بيئته وعاداته وتقاليده. 

وأفاد العاملون في الفضائيتين اليمنيتين أن إنتاج العشرات من الأعمال التلفزيونية المختلفة والمتنوعة تطلب جهدا مضاعفا منهم ومبادرات ذاتية لتخرج هذه البرامج إلى النور، أبرزها برنامج المسابقات “وطن يجمعنا” الذي سيبث على شاشة اليمن الفضائية، ومسلسل “واعصيد” على قناة عدن. 

وكشف مدير عام البرامج بقناة عدن الفضائية ماجد محمود، عن شحة في الإمكانات المادية واستمرار القناة في العمل للعام السادس على التوالي دون ميزانية تشغيلية في ظل الوضع السياسي والأمني الراهن إضافة إلى الصعوبات التي أضافتها جائحة كورونا. 

وأضاف محمود في تصريحات للصحافة المحلية أن قناة عدن تفردت في رمضان لهذا العام بما يزيد عن ثلاثين عملا رمضانيا منها عشرة أعمال من إنتاج قناة عدن ومسلسل كوميدي اجتماعي حصري بعنوان “واعصيد” والذي تم إنتاجه وتصويره في محافظة عدن. 

وأشار إلى إنتاج برنامج “رمضان والناس من شبوة”، وقد تم بجهود طاقم القناة والإنتاج في محافظة شبوة ويستعرض تاريخ المحافظة وعراقتها، موضحا أن البرنامج يسلط الضوء على المحافظة والتي ظلت مهملة كثيرا من الحكومات المتعاقبة. 

وأضاف أن البرنامج يروي تاريخ وحضارة محافظة شبوة على لسان أبنائها كما أن البرنامج رحلة استكشافية في شبوة ونزل إلى الشارع وتفاعل معه من خلال الأسئلة وتوزيع الجوائز. 

ويقول متابعون إن البرامج الرمضانية تعتبر بالنسبة للجمهور اليمني استراحة من البرامج السياسية ونشرات الأخبار التي تقلص عددها ومدتها مقارنة بالأيام الأخرى، فرغم اهتمام المواطن بمتابعة الأخبار والمستجدات إلا أنه خلال شهر الصوم يفضل البرامج الترفيهية والمسابقات والمسلسلات. 

وتقدم قناة عدن نشرات إخبارية مع تغيير مواعيدها بما يتناسب مع شهر رمضان، وشملت الخارطة البرامجية للقناة العديد من البرامج اليمنية والمسلسلات العربية التاريخية والكوميدية والاجتماعية. 

ولفت مدير البرامج بالقناة إلى أن الخارطة البرامجية الرمضانية لم تخلو من الثقافة والتاريخ، مشيرا إلى إنتاج برنامجين ثقافيين، أحدهما “مهنتي تاريخ وحضارة”، تستعرض خلاله القناة أهم المهن التي شكلت الحضارة اليمنية على مر العصور ومحاولتها البقاء رغم التطور التكنولوجي. 

والبرامج الآخر “الأثر”، وتتناول فيه قناة عدن شخصيات صنعت ذلك الأثر على المجتمع اليمني في العديد من النواحي. 

وتستمر القناة للعام الخامس في برنامجها “أبواب الخير”، والذي يسلط الضوء على الحالات الإنسانية. 

كما تقدم قناة عدن عددا من الفواصل التعريفية بالمساجد اليمنية التاريخية التي بُنيت قبل مئات السنوات وبعضها من أيام العهد الإسلامي. ومن ضمن برامج القناة لهذا العام مسابقة القرآن الكريم التي تضم عدة متسابقين من مختلف محافظات الجمهورية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم في قالب تنافسي شيق. 

وغابت الأعمال الدرامية المحلية عن القنوات الرسمية رغم أن هذه القنوات هي التي كانت تقدم أعمالاً درامية قبل الحرب. 

وقال العاملون في قناة اليمن الفضائية، أن ذلك يعود إلى عدم وجود موازنة تشغيلية أو دعم من الحكومة. 

وانفردت القنوات الخاصة ببث الدراما اليمنية في رمضان والتي ركزت على المحتوى الكوميدي وعرض القضايا السياسية والاجتماعية بطريقة ساخرة. 

وتحدث خالد عليان نائب رئيس قطاع التلفزيون مدير عام البرامج بقناة “اليمن”، عن الخارطة البرامجية للقناة في رمضان وعن المعوقات التي تواجه الإعلام الرسمي وقطاع الإنتاج بالأخص. 

وقال عليان إن الفضائية اليمنية تعرض برنامج “وريحهم”، الذي يعد أول رحلاتها الكوميدية الهادفة في أجواء جديدة، حيث سيعرض البرنامج يومياً بقوالب فكاهية وغنائية متنوعة ناقدة وساخرة تكشف واقع الانقلاب وتداعياته على الحياة اليومية في اليمن. 

كما خصصت القناة برنامج “أوفياء” ليكون مساحة متنوعة تستعرض آخر الأخبار والأحداث عبر وسائل التواصل الخاصة باليمن، ويقدم باقة تلفزيونية من الفقرات تحوي قصصا اجتماعية حول العالم لمعرفة عادات وطقوس الشعوب الرمضانية من كل دول العالم الإسلامي. 

وتستمر قناة اليمن في بث نشراتها الإخبارية لكنها ستتغير مواعيدها إلى العاشرة مساء والواحدة ليلاً والرابعة عصراً بالإضافة إلى برنامج (اليمن الجمهوري) الذي يغطي المستجدات والتطورات الميدانية والسياسية والاجتماعية وفق رؤية تحريرية واقعية. 

وأكد عليان عدم وجود دعم مالي للقناة من الجهات الرسمية لإنتاج البرامج، موضحاً أن بعض البرامج أنتجت بجهود شخصية من طواقم العمل في مختلف المحافظات. 

وتحدث إعلاميون يمنيون عن انهيار مؤسسات الإعلام الرسمية دون وجود الدعم من الحكومة، وقالوا إن الإعلام الحوثي وقنواته يفوقان إعلام الشرعية من حيث الدعم المادي والفني، وفي الوقت الذي تغلق فيه قنوات داعمة للشرعية يفتتح الحوثيون قنوات جديدة مخصصة للتحريض والانقسام وبث الكراهية. 

وأضافوا أن وزارة الإعلام اليمنية تعيش فوضى حقيقية وتتنازع مؤسساتها القوى المتصارعة في الشرعية وخارجها. 

وأصبح الوكلاء الذين تم تعيينهم حديثا يعملون كأذرع لجهات الصراع تلك. 

فحيث يسيطر إعلاميو الإصلاح على قناة اليمن الرسمية، تنامى تيار مؤيد لجناح المؤتمر الشعبي العام المشارك في الحكومة بالسيطرة على مواقع إعلامية وتوظيف واسع لمنتسبيه. 

Exit mobile version