مرضى الأيدز في اليمن.. مأساة تتفاقم بسبب كورونا والحرب
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن هناك 11 ألف مصاب بمرض الأيدز في اليمن، يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وفقا لما ذكر موقع “ريليف ويب“.
وقالت المنظمة في تقريرها، إنه “مع ندرة الإمدادات الطبية، يكافح ما يقدر بنحو 11 ألف شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في اليمن من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وأضاف التقرير: “قد يكون من الصعب الحصول على الأدوية والرعاية الصحية في البلدان التي تعاني من أزمات حادة، وهذا هو الحال في اليمن، الذي يدخل عامه السابع من الصراع والأزمة”.
وأشارت المنظمة إلى أن 50 بالمئة فقط من المرافق الصحية بكامل طاقتها في اليمن”.
والقطاع الصحي في اليمن شبه منهار تماما؛ بسبب حرب مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات بين القوات الموالية للحكومة، وجماعة الحوثي المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
وخلفت الحرب المتواصلة في اليمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وبات 80 بالمئة من السكان يعتمدون على مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، بحسبما ماذكرت الأمم المتحدة.
مرض عادي .. ولكن
وفي كثير من أنحاء العالم، لم يعد تشخيص مرض نقض المناعة المكتسبة، المعروف اختصارا بـ”الإيدز” يعد بمثابة حكم بالإعدام على المصابين به، ولكن في حال توفر العلاج والأدوية المناسبين، بما يتيح للمرضى أن يحظوا بحياة شبه طبيعية وبمعدل العمر العادي الذي يتمتع به الأصحاء.
أما في اليمن، فإن مرضى الإيدز يكافحون من أجل البقاء على الحياة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد.
ويقول سامي (اسم مستعار)، والبالغ من العمر 33 عاما إنه مثل العديد من الشبان في اليمن لم يكن يعلم شيئا عن مرضه أو عوارضه قبل أن يصدمه طبيبه بحقيقة ابتلائه به.
وأوضح سامي، الذي كان يعلم أنه سيواجه مستقبلًا من الرفض: “شرح لي الطبيب المزيد عن الفيروس لأنه لم يكن لدي أي فكرة عما سأتعامل معه”.
وأضاف: “أتذكر أنني بكيت في ذلك الوقت وكأن العالم قد انتهى بالنسبة لي”.
وقبل تشخيص حالته، كان سامي، الذي يقطن في محافظة عدن جنوبي البلاد، يحب السباحة وصيد الأسماك مع الأصدقاء، ولكنه الآن لم يكن متأكدًا مما إذا كانت صحته ستسمح بفعل ذلك مرة أخرى.
وتابع : “شعرت أن عالمي ينهار، فقد رأيت ما فعلته سنوات الصراع بالمؤسسات والمرافق العامة في بلدي والتي بالكاد أصبح لديها إمكانيات على تقديم العون والمساعدات للمواطنيين في كافة المجالات، ولم أكن لدي يقين فيما إذا كنت سأحصل على العلاج المناسب”.
كورونا.. زادت الطين بلة
ولكن سامي كما يقول كان من بعض الفئة المحظوظة، كما يقول، إذا تمكن من الحصول على العلاج المناسب عبر مركز لمعالجة الفيروسات القهقرية، إذ بات بإمكانه الحصول على حصة دوائية تكفيه ثلاث أشهر، بالإضافة إلى جلسات من الدعم النفسي والاجتماعي.
ويقول رئيس المركز، الطبيب ناصر قاسم سامي أن المركز كان قد تعرض لأضرار بالغة في بداية الحرب مما أدى إلى إغلاقه، قبل أن يعاد فتح مرة أخرى بدعم من منظمة الهجرة الدولية .
وأوضح الطبيب ناصر أن “تشخيص شخص بفيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن يكون من أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها المصاب، فقد يشعر بالخوف أو الحزن أو حتى الغضب، ولا بأس بذلك. إنه جزء طبيعي تمامًا من التأقلم مع شيء يمكن أن يغير الحياة”.
ومما زاد من معاناة مرضى الأيدز في اليمن، كما يقول الأطباء، تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، باعتبارهم من الفئات الضعيفة التي يستهدفها ذلك الفيروس التاجي وبالتالي فإن ذلك يزيد من مخاطر تعرضهم للوفاة.