اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةصنعاءمحلياتمنوعات

شابة يمنية تنافس الرجال في صناعة أصص الزهور

تواصل الشابة اليمنية أروى عبدالوهاب الكفاح باتخاذ حرفة فريدة، تستطيع عن طريقها مواجهة صعوبات الحياة وتوفير دخل مادي دائم في بلادها التي تعاني أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ست سنوات. 

الشابة أروى حازت على بكالوريوس تخصص تقنية معلومات في العام 2017، لكنها لم تحصل على وظيفة جراء انتشار البطالة والفقر في بلادها التي تعد واحدة من أفقر دول العالم. 

تفيد أروى (27 عاما) التي تقيم بالعاصمة صنعاء في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية بأنها قررت خلال الفترة الماضية القيام بصناعة الأصص مع صديقتها سلوى الشيباني، من أجل تكوين دخل مادي يساعد على مواجهة ظروف الحياة الصعبة في البلاد. 

وهذه الأصص عبارة عن أوان بأحجام مختلفة يتم وضع أشجار فيها سواء صناعية أو طبيعية، وتستخدم في تزيين المكاتب أو المنازل والمقاهي، حيث تعمل على إضفاء الجمال والجاذبية على المكان. 

تقول أروى إن “فكرة صناعة الأصص جاءتها بشكل مفاجئ، بعد أن اشترت من السوق أصيصا، ولفت انتباهها واقعه الجمالي، ما جعلها تقرر القيام بصنع الأصص يدويا، والبحث عن طرق ومواد صناعتها”. 

تقول أروى إن ذلك كان تحديا كبيرا لها في البداية، غير أنها نجحت في القيام بصناعة الأصص بمساعدة صديقتها سلوى. وأوضحت أروى أنه تتم صناعة الأصص يدويا عن طريق الإسمنت، حيث تأخذ فترة صناعة الأصيص يدويا من يومين إلى ثلاثة أيام. 

وأردفت “يتم وضع الإسمنت في قوالب، ويتحول بعدها الإسمنت على شكل كتلة إناء، ومن ثم تنظيفه وفركه بشكل ملائم، على أن يتم بعدها وضع الطلاء المناسب والجذاب على الأصيص، قبل أن يتم وضع شجرة عليه سواء طبيعية أو صناعية”. 

وبينت أروى أنها “تقوم بالتسويق والترويج للأصص المصنوعة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، سواء عبر واتساب أو عبر فيسبوك أو حتى إنستغرام”. وتعبر أروى عن سعادتها الكبيرة لتفاعل الزبائن معها والذين أشاروا إلى إعجابهم بصناعة الأصص اليدوية التي تقوم بها، ما شكل دافعا إيجابيا لها ولصديقتها. 

وأردفت “قامت إحدى المنظمات بشراء دفعة واحدة مكونة من 25 أصيصا، وكان ذلك دافعا كبيرا لدينا في مواصلة الصناعة اليدوية”. وأفادت بأن الأصص يتم بيعها بسعر يبدأ من 1800 ريال يمني (حوالي 3 دولارات)، إلى 3800 ريال (حوالي 6 دولارات). 

وتشير إلى أن هذه المهنة مقصورة على بعض الرجال في اليمن، وقد كان الدخول فيها يعد تحديا لها حيث لم تقم بها النساء في البلد سابقا، وتقول إن هذه أول تجربة لفتاة يمنية تقوم بصناعة الأصص. وأكدت أن هناك أيضا دافعا آخر للدخول في هذا المجال، كونه يحمل طابعا فنيا وجماليا، يشعر العامل فيه بمتعة الصناعة اليدوية. 

الأصص عبارة عن أوان بأحجام مختلفة يتم وضع أشجار فيها سواء صناعية أو طبيعية، وتستخدم في تزيين المكاتب أو المنازل والمقاهي 

وحول الصعوبات التي واجهتها أروى في هذه المهنة، تقول “في البداية واجهت تحديات في كيفية إتقان صناعة الأصص، حيث انكسرت بعضها لعدم معرفتنا التامة بطرق وضع الإسمنت وكذلك الطلاء، ما جعلنا نلجأ إلى بعض المتمرسين في المجال من الرجال وساعدونا في ذلك بكل سرور، وقدموا لنا الألوان اللازمة في صناعة الأصيص بشكل مجاني”. 

وتابعت “تجاوزنا هذه المشكلة، وشققنا طريقنا دون كلل، ونحن مستمرون في صناعة الأصص، وهناك تفاعل إيجابي وتقدير كبير من الناس لعملنا”. وحول الظروف التي تعيشها اليمن، قالت أروى “رغم الحرب والصراعات إلا أن العطاء ما زال سائدا، والتعاون ما زال مستمرا، فالكل يتمنى الخير للآخرين”. 

وعبرت لوكالة الأنباء الألمانية عن سعادتها لتقبل المجتمع فكرة دخول المرأة الحرف اليدوية التي كانت مقصورة على الرجال، قائلة “أنا امرأة من حقي أن يكون لدي مشروع خاص، وأن أشق طريقي رغم كل الصعوبات”. 

زر الذهاب إلى الأعلى