اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالإقتصاد والمالالرئيسيةتعزتقاريرثقافة وفنحضرموتشبوةمحلياتملفات خاصة

“يمن الغد” يفتح ملف الاصطياد الجائر للحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض في اليمن

مثقفون: الاحتفال باصطياد الوعول والظباء تخلفا ثقافيا واغتيالا للحضارة اليمنية..

يمن الغد/ تقرير – عبد الرب الفتاحي  

يحتفل مواطنون بمحافظة حضرموت في يوم خصص لاصطياد الوعول تلك الحيوانات التي احتفت بها الحضارة اليمنية القديمة واصدرت مراسيم تحرم اصطيادها ولا زالت تلك المراسيم منقوشة الى اليوم.. وتزينت جدران المعابد برسوم الوعول والظباء وعدد من الحيوانات ما يعكس اهتمام أجدادنا بهذه الثروة. 

اسراف بالقتل.. 

حيوانات برية في اليمن تتعرض لعملية قتل متكررة حيث أصبحت قليلة ربما بشكل يجعلها محدودة وربما غير قابلة للتناسل والتكاثر بسبب الاصطياد العشوائي لها. 

خلال السنوات الأخيرة قتل الكثير من الحيوانات ومنها النمور العربية والضباع والغزال والوعل الذي يتم الاحتفال بإصطياده في حضرموت والذي يجرى كل عام . 

عبث.. 

تكاد أن تكون بعض الحيوانات المفترسة أو تلك الحيوانات التي لا ينطبق عليها صفة الافتراس كالظباء والوعل مهددة بالقتل في ظل ثقافة تقليدية بحتة . 

حيث تقتل مئات الحيوانات من الظباء في محافظة شبوة بشكل واسع و في حضرموت تقتل الوعول والتي يحتفل سكانها كل عام وفق طقوس دخيلة بقتل مثل هذا الحيوانات التي صارت تتعرض لواقع يكرس انهاء وجودها . 

يعتبر الوعل أحد الحيوانات التي أحتفظ بأهميته حتى في النقوس التراثية اليمنية القديمة لكن صار هذا الحيوان عرضة للصيد الجائز بشكل قد يؤدي للقضاء عليه. 

خلال العقود الماضية لم يكن هناك استهداف للحيوانات المفترسة لكن الضباع والنمور العربية صارت الآن تتعرض للقتل من قبل جنود ينتشرون بمعسكراتهم في بعض المناطق . 

وهناك مواطنين في مناطق أبين ويافع ومأرب وتعز تعرضوا للنمور العربية والضبع إما بقتلها أو الأمساك بها سواء في الاعوام الماضية وحتى الفترات القريبة. 

لكن أشد عملية القتل وحشية في حق الحيوانات كالنمور والضبع تم من قبل جنود يتبعون قوات الشرعية خلال السنوات السابقة  وظهرت الصور وقتها النمور العربية وقد تم اطلاق الرصاص عليها وقتلها بينما كان هناك شباب يلبسون الثياب العسكرية يلتقطون الصور مع النمور التي وضعوها على رقابهم. 

القضاء على الحيوانات الفريدة.. 

يرى مهدي عبد الله فارع “طالب جامعي” أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن طريقة القتل التي تحدث للحيوانات القليلة والمعرضة للإنقراض هو سلوك وحشي خطير ويعبر عن دوافع مريضة لا تدرك حجم الضرر الذي ينتج عن الاذى الذي تقوم به ضد النمور والضباع التي لاتشكل خطر على الانسان. 

وأوضح مهدي أن ماتتعرض له هذه الحيوانات من استهداف يقوم وفق سلوكيات قروية ترى أن القضاء على هذه الحيوانات من الأمور البسبطة بينما هذه الحيوانات تمثل ثقافة وتراث لليمن ومرتبطة بها وبطبيعتها. 

وقال مهدي لـ”يمن الغد” أن الامساك بالنمر العربي في أبين والاعلان عن بيعه ناتج عن رأس مال خارجي  هو من يدفع مثل هؤلاء للإمساك به دون قتله وربما ستزيد في الفترات القادمة عملية المطاردة ضد النمور اليمنية حسب رأيه. 

الشعور بالقوة..  

يجد عصام عبد الكريم “مهندس” أن السبب وراء القتل للنمور والضباع من قبل بعض الناس في اليمن هو محاولة الظهور بالتفرد بالقوة لان من يقتل نمرا أو يمسك بالضبع فهو على درجة عالية من الرجولة. 

وأرجع استمرار مثل هذه الثقافة على دليل على ضعف المجتمع في الحفاظ على هذه الحيوانات التي لاتشكل خطرا على الناس وهي تتحرك في الليل وتبحث عن الحيوانات النافقة. 

وقال عصام لـ”يمن الغد” استمرار مثل هذا السلوك يعني تشجيع للكثير من الناس في اصطياد أو قتل النمور والضباع اليمنية التي هي مهددة بالانقراض وإذا ما كان هناك من طرف يعطي المال للإمساك بهذه الحيوانات من قبل دول فسوف يزيد استهدافها”. 

تحذيرات.. 

فاروق سالم الكريدي يحذر من استمرار اصطياد الظباء في شبوة وكذلك القتل الواسع للوعل في حضرموت. 

ورأى فاروق أثناء حديثه لـ”يمن الغد” أن الثقافة والعادات والقيم التي تمجد القضاء على حيوانات مهددة بالانقراض في شبوة وحضرموت يدل على نوع من التخلف في واقع المجتمع الذي مازال يمارس طقوس لسد الفراغ والتعبير بها عن قيم حد وصفة بالوحشية . 

وأعتبر فاروق أن مايجري في حضرموت وشبوة من قتل لحيوانات أصبح جريمة . 

وقال فاروق لـ”يمن الغد” ليس من الوعي أن يذهب البعض لقتل الظباء والوعل مع أنهم قادرين على شراء الماعز والخروف وهذا يدل على بخل وتدمير للثروة الحيوانية والتراثية التي تنجه للانهيار والانحسار لبعض الحيوانات اليمنية. 

وأضاف فاروق أن الاحتفال الذي يجري في حضرموت سنويا احتفاء بقتل الوعل يعتبر مهزلة وليس ثقافة ويجب أن يكون هناك تحرك لمواجهة مثل هذه العادات والقيم. 

زر الذهاب إلى الأعلى