اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرصنعاءمحليات

التصفية بالسم.. آخر اغتيالات الحوثي لقيادات جناحه السياسي

واصلت مليشيا الحوثي اغتيالات قيادات “حزب الحق” الذراع السياسية لها، عقب تصفية القيادي البارز “حسين زيد” بالسم في صنعاء. 

وأعلنت المليشيا الانقلابية عن وفاة القيادي الحوثي حسين زيد عقيل بن يحيى العلوي، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، فيما أعلن قبل أيام من مصرعه عن تعرضه للتسميم من قبل المتمردين. 

و”حسين زيد” هو أحد أبرز قيادات “حزب الحق”، وشغل منصب نائب وزير “وزارة الشباب والرياضة” ثم عينته المليشيا محافظا لمحافظة أبين في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا. 

وكان العلوي من القيادات التي تعرضت للإقصاء من قبل المقربين من زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي أو ما يسمى “جناح صعدة” أو “جناح الصقور” الأكثر ارتباطا بالحرس الثوري الإيراني. 

وينحدر “حسين زيد بن يحيى” من محافظة أبين، جنوبي اليمن، وأعلن قبل وفاته على لسان أقرب أصدقائه الدكتور مهيوب الحسام أنه “تعرض للتسميم، وطلب منه أن يعلن ذلك على لسانه وأنه سيبقى بيته مفتوحا”، بحسب تدوينة للأخير في 6 أبريل الجاري على موقع “تويتر. 

وقالت مصادر إن المليشيا الحوثية أشاعت بأن “حسين زيد بن يحيى” أصيب بفيروس كورونا وحظرت زيارته في منزله ما دعاه لإبلاغ صديقه الدكتور “مهيوب الحسام” بفضح كذب الانقلابيين وكشف حقيقة تسميمه. 

ووفقا للمصادر، فقد نقلت المليشيا الحوثية القيادي “بن يحيى” إلى أحد المستشفيات وسط إجراءات صحية سيئة للغاية قبل أن تعلن، الجمعة، أنه فارق الحياة متأثرا بفيروس كورونا أو ما تسميه “مرض عضال”. 

وأشارت المصادر إلى أن “حسين زيد بن يحيى” كان من قيادات “حزب الحق” الأكثر ارتباطاً بزعيم الحزب “حسن زيد”، والذي تمت عملية اغتياله أواخر أكتوبر الماضي بالرصاص الحي في أحد شوارع صنعاء ضمن تصفيات الحسابات الحوثية التي تضرب أجنحة المليشيا. 

وكان “حسن زيد” هذا هو وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب، ويعد مؤسس الذراع السياسية للحوثيين وأحد كبار القيادات الناعمة، وقد أطيح به ضمن صراعات الأجنحة الحوثية والتي تمتد إلى مفاصل الجهاز الأمني للأسر السلالية الهاشمية. 

إقامة جبرية وعنصرية 

وتعمل المليشيا الحوثية على إزاحة كل القيادات التي ارتبطت بالعمل السياسي ضمن “حزب الحق”، والذي شكل الجناح السياسي منذ مطلع التسعينيات وكان مؤسس الجماعة “حسين الحوثي” أحد كبار قياداته. 

وبحسب المصادر فإن كثيرا من القيادات الحزبية التي كانت على علاقة بزعيم حزب الحق “حسن زيد”، وكذلك قيادات في حزب “اتحاد القوى الشعبية” وضعت تحت الإقامة الجبرية، وتم إشعارها بعدم ممارسة أي نشاط سياسي أو التواصل مع أطراف محلية أو دولية. 

وخلافا لادعاءات زعيم الحوثيين التي يروجها حول احتوائه لكل القيادات من خارج الجناح المتطرف القادم من صعدة، فقد عمدت المليشيا الانقلابية إلى الإطاحة بكل القيادات المنتمية للمحافظات الجنوبية والوسطى في إطار توجه عنصري ومناطقي فاضح. 

وتمارس المليشيا الحوثية عنصرية مناطقية مركبة إلى جانب عنصريتها العرقية والسلالية نحو أبناء الجنوب وتعز وتهامة، ويتجلى ذلك في التعامل مع أبناء هذه المناطق وإقصائهم من مناصبهم التي حصلوا عليها قبل اجتياح المليشيا للعاصمة المختطفة صنعاء. 

وليس القيادي “حسين زيد” الذي تم تعيينه في منصب هامشي كمحافظ لأبين المحررة أصلا إلا أحدثها، حيث سبق وأطاحت المليشيا الانقلابية بالقيادي “ناصر باقزقوز” من وزارة السياحة بعد أن سلبه القيادي الحوثي النافذ “أحمد حامد” كل صلاحياته. 

وكان “باقزفوز” الذي ينتمي إلى “حضرموت” وشارك كعضو في وفد الحوثيين للتفاوض مع الحكومة الشرعية في جنيف قد رفع قضية خلافه مع مدير مكتب الرئاسة الحوثية المدعو “أحمد حامد” إلى زعيم المليشيا، غير أن الحكم جاء من “عبدالملك الحوثي” بأن “حامد” هو صاحب القرار كرد غير مباشر بإقالته. 

وقبل ذلك، أطاحت المليشيا بالقيادي “عبده الجندي” الذي عينته محافظا للأجزاء غير المحرر من محافظة تعز وعينت بديلا عنه ضابط المخابرات “فيصل البحر”، والذي وجد نفسه مسلوب القرار من قبل مشرف حوثي ليس لديه حتى مؤهل تعليمي متوسط. 

وغادر “البحر” المنصب مستقيلا في حين كان الجندي قد صرح مؤخرا بأنه طيلة عمله محافظا لتعز لم يتخذ أي قرار دون إذن المشرفين من القيادات الحوثية النافذة في كل المؤسسات والوزارات. 

وليس هذا فحسب، إذ صادرت المليشيا الانقلابية صلاحيات رئيس حكومة الانقلاب الدكتور عبدالعزيز بن حبتور بعد أن جاء اختياره لترويج ادعاءات زعيم المليشيا الإرهابية بتمكين القيادات الجنوبية في مناصب كبيرة وبصلاحيات مفتوحة. 

وقالت مصادر خاصة إن عددا كبيرا من القيادات السياسية والاجتماعية التي تنحدر من المحافظات الجنوبية وتعز والحديدة، باتت تعيش في صنعاء رهن الإقامة الجبرية، ولا تملك حرية مغادرة العاصمة ولو إلى محافظات تحت سيطرة المليشيا. 

وأعاد مقتل القيادي الحوثي “حسين زيد” صراعات المليشيا الانقلابية مجددا إلى واجهة المشهد. 

وكتب العميد جميل المعمري “صديقي نائب وزير الشباب والرياضة سابقا والمحافظ حاليا لدى مليشيا الحوثي حسين بن زيد يموت مسموما بعد صراع 10 أيام مع السم”. 

وأضاف القيادي اليمني إلى أن مليشيا الحوثي “تقوم بتصفيات قياداتها غير العقائدية، خصوصا “أبناء المحافظات الجنوبية والسفلى ابتداء من شفيع ناشر وآخرهم حسين بن زيد”. 

وأشار إلى أنه “رغم خلافي السياسي معه إلا أنه كان رجل مواقف”، ويشكل مصرع حسين زيد ضمن مسلسل التصفيات المستمر بين أجنحة المليشيا المتطرفة والناعمة. 

زر الذهاب إلى الأعلى