مجلات حوثية.. تجهيل الناشئة وامتهان الطفولة
بألوان زاهية وطباعة فاخرة ورسوم كاريكاتورية مؤدلجة شكلاً ومضموناً، تواصل مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تزييف وعي الناشئة وحشو عقولهم بثقافة العنف والكراهية وكافة أشكال التعصب.
ثلاثة إصدارات شهرية لمجلات يفترض أنها خاصة بالطفولة تصدرها مؤسسات تابعة لمليشيا الحوثي في صنعاء، تخاطب فيها الطفولة بمصطلحات فوق مستوى أعمارهم، وتصادر حقهم في الإقبال على الحياة بتمجيد الموت من أجل الظفر بصورة لاصقة على زجاج سيارة مشرف حوثي منتفخ الكرش.
مجلة (جهاد) الصادرة عن مؤسسة الإمام الهادي الحوثية، وفي عددها رقم (33) نشرت سلسلة صور كاريكاتورية تجعل من الموت في جبهات المليشيا الحوثة أمنية لطفل لا يتجاوز التاسعة من العمر.
يعلقّ الطفل المسمى (ضابح) صورة له على جدارية معرض بصور قتلى مليشيا الحوثي، فيأتي أبوه مستنكراً فعل ذلك باعتبار ابنه (ضابح) ليس من (الشهداء) وفقا لخرافات الحوثي، وهنا يرد الطفل: (أريد أن أكون عظيما)، ليتدخل صديقه (فارح)، مؤكدا: (الصورة وحدها لا تكفي يا ضابح..).
ما يعني وفقا لمسار القصة بأن على الطفل هنا السير إلى جبهات مليشيا الحوثي والموت هناك، لكي يكون عظيما، وليس عليه تعليق صورته، فهناك من سيعلقها بعد مقتله.
ومن مجلة (أوسان) الصادرة عن مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح، نقتبس من صفحة نجم المجلة ما دوّن في هذه الصفحة باسم طفل قيل إنه في التاسعة من عمره وانه يرغب في مشاركة القراء والأصدقاء جزءاً من معلوماته.
وباسم الطفل تروي المجلة الحوثية أن هدفه أن يصبح غواصا ليستكشف ما في أعماق البحار ويساعد في استخراج الثروات البحرية، غير أن هدفه الأكبر هو أن (يكون مجاهدا في سبيل الله في كل أعمالي التي سأمارسها مستقبلا).
تتضح الصورة أكثر حينما تروي المجلة بلسان الطفل، أن قدوته هو عبدالملك الحوثي، معبراً عن محبته للحوثي قائلا:(لأنه رجل مجاهد علم قائد يوجه الشعب اليمني وقوده في مواجهة العدوان ويعلمنا الايمان والشجاعة والثقة بالله).
صورة ثالثة لتجهيل الناشئة وامتهان الطفولة في زمن الحوثي، نقتبسها من إصدار شهر شعبان من الموسوعة التاريخية اليمنية المصورة، والتي زعمت في هذا العدد أن اليمن “في ظل دولة الإمام المهدي محمد بن احمد بن الحسين بن الإمام القاسم عاشت اقوى مراحل القوة والازدهار في كل المجالات المختلفة الموجودة في ذلك العصر”.
وبحثاً عن واحد من مجالات القوة التي عاشتها اليمن، ادعت المجلة قيام مولاها الإمام حينها بتأمين المياه وطرد الغزاة والقراصنة، وزعمت أن السفن التجارية باتت تعبر من مضيق باب المندب ترفع أعلامها المختلفة وتدفع الضرائب لحماة البر والبحر من أهل اليمن.
ومن مظاهر قوة اليمن في تلك المرحلة، كما أوردت المجلة الحوثية، أن مولاهم هذا أمر في عام 1113 هجرية، أمر بتزيين المدن التي سوف يمر بها وفد صفوي زائر لليمن (حينها)، كما أمر كل عامل باستضافة الوفد حال مرورهم من ولايته.
وأضافت المجلة مخاطبة الناشئة: (استقبل الإمام الوفد وسط مهرجان كبير كان قد أعده لهذه المناسبة، حضره أعيان الدولة وغيرهم، وأقام الوفد الزائر في حضرة الإمام المهدي 4 شهور، وعند عودتهم أتحفهم الإمام بالهدايا الجزيلة).
وحسب المجلة الحوثية فقد كان من جملة الهدايا التي خص بها ملك إيران نسخة من ديوان أمير شعراء اليمن الحسن بن على بن جابر الهبل.