“جامع المظفري” بمدينة حيس.. مَعْلَم تاريخي عريق مهدَّد بالانهيار “صور”

“جامع المظفري” بمدينة حيس، يسمى بالجامع الكبير، يعود تأسيس بنائه منذُ قُرابة (ثمانية قرون) وهو رمز ومعلم تاريخي عريق ينسب لأصالة هذه المدينة التاريخية الواقعة جنوب الحديدة، ومع عوامل الزمن وإهماله وتجاهله من قبل الجهات المعنية، أصبح المبنى مهدداً بالانهيار. 

تعرض الجامع لتشققات وتصدعات كبيرة في كل الأعمدة والزوايا والجدران الداخلية والخارجية، وتسببت تلك الأضرار، سقوط بعض النصوص المزخرفة والكتابات القرآنية الموجودة في جدران الجامع، وباتت بعضها مهددة بالسقوط والاندثار.  

ويوجد في خلفية مصلى الجامع، شرخ كبير ممتد من الأعلى إلى الأسفل، وأصبحت تلك التشققات تتسرب إليها ومنها مياه الأمطار، وهذا ما قد يؤدي إلى انهياره كلياً جراء الأضرار المتواجدة فيه.  

وعن الأضرار الناجمة في هذا الجامع، أوضح مدير مكتب الأوقاف بالمديرية “عبدالكريم عُكيش” أنه في بداية عام 2004م بدأت بعض الترميمات في الجامع بواسطة الصندوق الاجتماعي للتنمية تحت مسمى مشروع إنقاذ. 

وأكد أوقاف حيس، أن المشروع بدأ في ترميم بعض الأماكن داخل الجامع، وتوقف العمل فيه بسبب الظروف السياسية والحربية التي تعيشها اليمن الآن، وباتت كل الأعمال التي لم تستكمل إلى الآن تهدد بالانهيار الكلي للجامع، جراء عوامل الزمن والقصف الحوثي الذي طاله أكثر من مرة ولا يزال.  

وفي سياقٍ متصل، قال الباحث والمؤرخ في حيس عبدالجبار نعمان باجل، إن تأسيس بناء هذا الجامع، انتهى عام 682هـ في عهد الملك المظفر الرسولي (يوسف بن عمر بن علي بن رسول)، معتبراً إياه من أهم الجوامع التاريخية والمتميزة في معمارها على مستوى اليمن بما فيه من فنٍ معماريٍ بطريقةٍ هندسيةٍ متميزةٍ وفريدة. 

ونبه باجل، إذا لم تتدارك الجهات المعنية هذا الأمر، ستأتي الأجيال القادمة وتقول كان هنا جامع اسمه الجامع الكبير، مضيفاً إن هذا الجامع المظفري، كان الوحيد على مستوى المديرية، الذي تقام وتؤدي فيه فريضة صلاة الجمعة، ويأتي إليه المصلون من أهالي المدينة والقرى المجاورة لحيس لأداءِ الصلاة. 

وبين مدير الأوقاف (عُكيش) والباحث والمؤرج (باجل) في تصريحيهما، أن انهيار الجامع، سيسبب في فقدات التاريخ اليمني أهم ملمحٍ من ملامحه الفريدة والمتميزة، كونه يعتبر ملمحاً ومعلماً تاريخياً لهذه المدينة، محملين الجهات المعنية كامل المسؤولية جراء التجاهل الذي حصل سابقاً وسيحصل لاحقاً لهذا الجامع الأثري مع الأحداث الزمنية. 

وناشد عُكيش وباجل، الجهات المعنية وكافة المنظمات الدولية التي تُعنى بالحفاظِ على المواقعِ والمعالمِ التاريخيةِ والأثرية، على ضرورةِ الاهتمامِ بهذا المعلم التاريخي والمحافظة عليه، مطالبين تلك الجهات باعتمادِ مشروعٍ لترميمهِ، خوفاً من الانهيار، كونهُ يمثلُ ملمحاً إنسانياً كبيراً. 

Exit mobile version