ماذا بعد “مأرب”؟!
لا يخفى على بصير تآمر حزب الإصلاح الإخواني مع الحوثيين ضد الكل.
ففي البداية تآمر مع الحوثي ضد هادي وسلم عمران وصنعاء معقل قيادتهم، وسلم الفرقة الأولى والمنطقة الشمالية دون قتال، وذهبت قيادة الإصلاح إلى كهف مران لمفاوضة الحوثي عندما كان هادي تحت الحصار، ثم وقعوا على ما سمي باتفاق السلم والشراكة.
أُعلنت عاصفة الحزم ولم يؤيدها حزب الإصلاح إلا بعد حوالي شهر، وظل يفاوض ويضغط محافظا على قواته حتى سيطر على القرار في رئاسة الشرعية، وبدأ التآمر الخفي توقفت الجبهات ونقلوا المعركة إلى المناطق المحررة، وأنشأ الإصلاح جيشا قوامه مئات الآلاف في مأرب والجوف، وكانت مهمة هذا الجيش المعارك الوهمية وتسليم السلاح للحوثيين.
صمد الحوثيون صمودا غير طبيعي رغم حصار التحالف له، وكان الكل يتساءل عن سر ذلك الصمود إلا أن مثلث الجوف، مأرب، وادي حضرموت، ظل يستنزف التحالف بالدعم وصار كما مثلث “برمودا” كلما دخل العتاد العسكري إليه اختفى.
وحسب بعض المعلومات أن دعم التحالف لما سمي بجبهات مأرب، الجوف، نهم، تفوق ثلاثة أضعاف دعم التحالف لباقي الجبهات في الجنوب وكل اليمن.
وبعد ست سنوات من الدعم سقطت نهم والجوف بيد الحوثي وفيهما أكثر من 16 لواء جهزها التحالف بأحدث الأسلحة.
الحديث عن تواطؤ حزب الإصلاح الإخواني مع الحوثيين موضوع كبير ويحتاج إلى مجلدات لتدوينه. وما يهمنا هنا هو الحديث عن ماذا بعد سقوط مأرب؟!
من الواضح أن مأرب هي آخر معاقل الشرعية المختطفة التي استحوذ عليها حزب الإصلاح، وسقوط مأرب يعني سقوط الشرعية.
بعد تحويل حزب الإصلاح معارك الشرعية لمواجهة الجنوبيين في المناطق المحررة ضغط التحالف العربي على قوى الشرعية لقبول شراكة الجنوبيين -ولو بالحد الأدنى- ووافق الإصلاح كذبا على اتفاق الرياض.
وبسبب الضغوطات الدولية أراد حزب الإصلاح ابتزاز التحالف بأسلوب لي الذراع، وقام بتسليم نهم والجوف للحوثيين وسلم سلاح 16 لواء بقراطيسها في ليلة مظلمة، وسحب المقاتلين إلى شقرة لغزو الجنوب واحتلال عدن وأعلن معركة الفجر الجديد.
من يعرف ألف با في خرائط المعارك سيدرك أن مأرب سقطت يوم سقوط نهم ولم يتبق إلا التسليم، ولأن المخرج للحوثيين والإخوان واحد تم تأجيل تسليم مأرب حتى يتمكن حزب الإصلاح من احتلال الجنوب وفق تقاسم مناطق الثروات بين أتباع تركيا وأتباع إيران. ولهذا ردد عساكر المنطقة الأولى الصرخة قبل أيام بوادي حضرموت في معادلة سلمونا الوادي نساعدكم في إسقاط الساحل.
الجنوبيون ومعهم شركاؤهم، استشعروا خطر المخطط التركي الإيراني الذي يطبخ من داخل الشرعية على نار هادئة، وبسبب الفوضى وانتشار الإرهاب في شبوة ووادي حضرموت وخطورة المؤامرة التي تحاك واقتراب الحوثي من مدينة مأرب ونزوح آلاف العسكر وهم بلباس مدني، بدأ شعب الجنوب الاستعداد لمعركة الدفاع عن البقاء، وما عودة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وتصريحات قائد جناح الصقور في الانتقالي اللواء أحمد بن بريك إلا حرص على مصير الجنوب، الأرض والإنسان.
سيطرة الحوثي على مأرب يعني أن شرق الجنوب في خطر. ونزوح عناصر القاعدة وداعش من مأرب إلى وادي حضرموت وشبوة سيدخل الجنوب في نفق مظلم، وهذا الأمر سيتخذه الحوثي حجة لغزو وادي حضرموت وشبوة بذريعة مكافحة الإرهاب، وستدخل محافظات شرق الجنوب في سيناريو مظلم أسوأ من سيناريو الموصل وحلب.