بعد نهب المخصصات ورواتب الموظفين.. محور تعز “الاخواني” يتنصل عن علاج الجرحى

 

تقرير/ يمن الغد- عبدالرب الفتاحي 

رغم أن جرحى الحرب في تعز قدموا تضحيات في المعارك التي جرت في المدينة طيلة سنوات مضت إلا أن محور تعز التابع لحزب الاصلاح الاخواني تبنى شكلا أخر لنكران دورهم وتعمد اعاقة مطالبهم بالحصول على المنح لعلاجهم وحاول صناعة اتفاق يخلي التزامه ويحملهم كل التكاليف ويضع الشروط فيما يخص المدة والاقامة للعلاج في الخارج. 

لصوصية وقحة..  

كرس محور تعز وبعض الاحزاب قضية الجرحى في الحصول على الأموال التي منحت من الحكومة وتم خلال السنوات السابقة خصم مبالغ من رواتب الموظفين في المحافظة لتضاف لصالح ما سمي وقتها الإهتمام بجرحى الجيش والمقاومة عندما حاول السيطرة على المدينة. 

وتنصلت اللجنة الطبية العسكرية التابعة للمحور عن نفقات تذاكر السفر للجرحى ونفقات علاجهم في الخارج باستثناء نفقات السكن والتغذية ولمدة محدودة.. 

وتم استخدام الجرحى في تعز كورقة لمواجهة بعض الشخصيات كما حدث مع المحافظ السابق الدكتور أمين محمود حيث حرك حزب الاصلاح وقتها ورقة الجرحى وذلك لإعاقة توجهاته. 

كما تم استخدام قضية الجرحى في تعز إما لإغلاق المؤسسات أو الشوارع أو وضع قضيتهم كبداية لازمة أو تنفيذ لمخطط يسعى فيه الحزب للحصول على المساحة التي تناسبه أو السيطرة على المدينة وتعزيز وجوده وذلك قبل ان تكتمل سيطرته على المدينة ككل. 

 
اذلال للجرحى..  

مثل الاتفاق الذي أبرمه محور تعز مع جرحى تعز خلال الشهر الحالي والذي أثار ضجة كبيرة وخلق واقع كشف عما يتعرض له الجرحى من حالة نهب لمخصصاتهم وبعقود وضعت في اطار الالالتزام وإخلاء مسؤلية المحور وتسربت وثيقة لعقد تم بين اثنين من الجرحى وهم أحد الاطراف في العقد والطرف الأول والذي تم ذكره وهو اللجنة الطبية العسكرية لجرحى تعز. 

وتم العقد مع بعض الجرحى في بداية هذا الشهر وتضمن الشروط تحمل الطرف الثاني وهم الجرحى قيمة التذاكر ذهابا وايابا في دولة مصر.. 

 وتحمل الجرحى قيمة العمليات والعلاجات والمعاينات والفحوصات وغيرها كما تضمنت ان على الجرحى العودة خلال الفترة التي تحددها اللجنة الطبية كما أن اللجنة التزمت بتوفير السكن والتغذية فقط وخلال الفترة التي تحددها والتي تستدعيها حالة الجريح. 

كما يجبر العقد الجرحى على عدم مطالبة لجنة المحور غير ماتم الاتفاق عليه في العقد وكان الدكتور محمد فؤاد سيف رئيس اللجنة الطبية لمحور تعز هو ممثل الطرف الأول. 

معاناة الجرحى..  

ينفرد جرحى تعز بمعاناة الاصابة التي تعرضوا لها في معارك خاضوها ضد مليشيات الحوثي سواء في تحرير المدينة أو في مواجهة هجمات الحوثيين عندما كانوا يحاولون التوسع في بعض مناطق تعز. 

يرى شهاب جميل العامري “ناشط سياسي” أن الكثير من جرحى تعز يتم اهمالهم وبشكل متعمد والمتأجرة بهم مشيرا الى ان هناك من أساء للجرحى عندما استخدموا كورقة سياسية دون أن يكون له اهتمام فعلي بهم. 

وقال شهاب لـ”يمن الغد” ان طرفا سياسيا -في اشارة لحزب الاصلاح-  سعى لقطع أي دعم للجرحى لكي يمسك بخيوط الدعم ويصبح ضمن اختصاصه وفرض شروط واجراءات لكي لا أحد يعرف كيف توزع وماهي انجازات السلطات الحاكمة في تعز لواقع الجرحى؟. 

وأضاف شهاب ” كثيرا ماتغنى حزب الاصلاح في تعز على أنه حريص بالجرحى وحاول تشكيل انطباع أنه هو من يمثلهم ولكن في النهاية ظهر أن الجرحى يتعرضون لنهب منظم من هذا الحزب وقياداته وتدمير ما تبقى من حياتهم بناء على أجندته ومصالحه “. 
 

تهديد ايلان.. 

خلال فترة تولي الدكتورة ايلان عبد الحق والتي كانت وقتها وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية عملت العديد من الأطراف العسكرية والمدنية التابعة لحزب الاصلاح في مواجهة نشاطها واتهمتها بالعديد من الاتهامات منها التقصير بحقوق الجرحى وتعرضت الدكتورة للعديد من الإعتداءات التي استهدفتها شخصيا. 

ففي 30/72018 تعرضت ايلان لمحاولة اغتيال في منطقة بير باشا وكان ذلك الحادث في ذروة الخلافات التي وصلت بين الدكتورة وبين اطراف حاولت السيطرة الكلية على ملف الجرحى لما له من أهمية مالية بالنسبة لها حيث قام أشخاص ملثمون بإطلاق الرصاص عليها عند عودتها لمنزلها الواقع غرب المدينة. 

وتولت الدكتورة  إيلان عبدالحق  ملف جرحى الحرب في مدينة تعز، بناء على تكليف من محافظ تعز أمين أحمد محمود. 

وفي 20 يناير 2020 تم الاعتداء على ايلان والتي كانت وقتها وكيلة للمحافظة عن شؤون الصحة وقائم بإعمال مستشفى الثورة العام لإعتداء بالضرب على يد عناصر تتبع حزب الاصلاح. 

وقام مسلحون يتبعون عبد السلام الشريحي وسامح اليوسفي بضربها خلال افتتاح مركز النساء والطوارئ التوليدية. 

وهدفت كل تلك الاعتداءات على الوكيلة ايلان وفق مايرى رشاد شوقي الذبحاني ناشط سياسي إلى تخويفها واخضاعها لقوى الفساد التي كاتت تتعمق في تعز خلال تلك الفترة. 

وأضاف رشاد لـ”يمن الغد” أن حزب الاصلاح سعى إلى وضع كل الملفات بيده خاصة تلك الملفات التي يستطيع من خلال ابتزاز جميع الاطراف وكذلك السيطرة على مخصصات الجرحى ووضعها تحت سيطرته. 
 

اعاقة المحافظ وإزاحته.. 

قام الدكتور أمين أحمد محمود محافظ تعز السابق بكل جهد لاعادة ترتيب الاولويات والاهتمام بملف الجرحى أثناء توليه مسؤولية المحافظة وقتها. 

ففي 12/4/2018 التقى باللجنة الطبية لجرحى الجيش  في العاصمة المصرية وحاول معالجة مشاكهم والتعرف على وضعهم وتنفيذ مراحل العلاج لهم . 

المحافظ السابق تحدث وقتها على أن الاهتمام ورعاية الجرحى هي مسؤلية انسانية ووطنية في المقام الأول وليست قابلة للمزايدة والمماحاكات وربما أراد في التصريح عدم اخضاع هذا الملف لسيطرة حزب الاصلاح لتنفيذ توجهاته ووضع الجرحى كورقة في مواجهة أي سلطة ترغب في احداث توجه حقيقي وبناء في المحافظة. 

ووجه المحافظ اللجنة الطبية برفع تقارير مستمرة عن أوضاع الجرحى ومتطلباتهم والمشكلات التي توجههم ليتم معالجتها وايجاد الحلول لها وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. 

وطلب وقتها من المختصين بصرف خمسمائة مليون ريال والذي تم التوجيه بها من قبل رئاسة الوزراء لجرحى تعز. 

Exit mobile version