مره قلت شعمل فيلم ووقع لي فيلم يالطيف والحنبة (3)

بعد شهرين وعشرين يوم من البرطعة في صنعاء انتهى المخرج والمنتج المنفذ الدكتور سمير العفيف اخيرا من التصوير وانزاح من فوقي هم ثقيل طير النوم من عيوني. 

وبالنظر إلى كمية المشاهد التي قد زغجها أثناء تطوير الصراع كان الفيلم الذي يفترض أن تكون مدته ساعة واحدة قدو فيلم هندي طويل يمكن يمتد إلى ساعتين ونص. 

 وقد خسارتي من جيبي الخاص كمنتج تجي حق خمس مليون وشوية قلت سهل شاعوضها من الأرباح واهم شي كملت مرحلة التصوير الصعبة والمنهكة وماعد إلا مرحلة المونتاج التي يفترض أن يقطبها الدكتور وفق الخطة القديمة خلال اسبوعين. 

 وقلت يشل له شهر ياضاك عادي قد سار الهم الثقيل والكبير 

 وماعد فيش برطعة ولا تطوير صراع ولا عد شيخ ولا مواقع ولا اطقم ولا سيارات ولا طاقم كبير ارقد وأقوم وانا مهموم بهم 

 ولن تكون مرحلة المونتاج بأي حال من الأحوال ثقيلة على قلبي لأن الطاقم محدود والعملية مجرد مخرج وفني مونتاج وصرفيات يومية لا تفصع الظهر 

 لكن الصدق وللأمانة قد كنت مرهق ذهنيا ونفسيا وقد بيني اكتئاب والوقت في صنعاء يمشي ثقيل بعيدا عن اهلي وبيتي ومشتيش ارجع تعز اغير جو حتى خايف على مهرتي كمنتج مقعي لاتقرح هي الثانية مثلما قرحت علي مهرة السيناريست وضربتين في الرأس توجع وما معي الا أواصل على الزرة واشتي لي اي شي يبهجني ويطير لي الضجر والديق والإكتئاب الذي ضرب روحي وماهو ما اسوي ما افعل؟ وكيف أنفه على روحي امد ما يكمل الدكتور مرحلة مونتاج الفيلم؟ 

ما لقيت افضل من الحشيش الصدق. 

والفت لي شلة أصحاب حبوبين نسهر سوا كل يوم في جناحي الخاص بالفندق نغني ونضحك ونتحشش ونتجابر على الفيلم. 

وأثناء تلك الجلسات الجميلة والمسلية واحد من الأصحاب الدائمين جاب معه في أحدى الأماسي صديق له من سوريا يدرس في جامعة صنعاء اسمه عبد الرحمن عنده اهتمامات فنية ويبدو من شكله ومن سرعة لفته للسيجارة أنه محترف في غرز التحشيش أصبح زبون يومي عندي في الفندق رفقة الشلة المعتادة. 

وهاذيك الأيام كلامي بين الأصحاب كله كان عن الإنتاج والسينما وبس مافيش هدار ثاني 

لوشفنا فيلم في السمرة اقولهم كخبير إنتاج :  

– أنتوا داريين هذا الفيلم بكم تم إنتاجه؟ 

ولا بوه داخل الفيلم مشاهد في الشارع زحمة وسيارات وناس خيرات اقولهم : 

– أنتوا داريين هذا المشهد بكم يطلع؟ 

عبدالرحمن السوري يسمعني وانا ارطن كل يوم عن الإنتاج السينمائي وتصور له إني أنا ومنتجي افلام هوليود في مرتبة واحدة من القوة والمثابرة. 

وشويه شويه وقدو يكلم أهله في سوريا لما يتصلوا يطمنوا عليه ويقولهم انو مبسوط وان قد معه في اليمن علاقة كبيرة مع منتج يمني كبير احتمال في السنة الجاية ينتج عمل مشترك مع نجدة أنزور 

 وانا افتخر بين اصحابي أن قدنا منتج ضخم جالس في صنعاء يوبه على ضماره ومافيش مانع لو نفه على نفسه بسيجارتين حشيش ؛ موشيقع؟ 

وكم يامنتجين افلام يكافئوا أنفسهم بعد التعب بشوية مباهج وانا قدنا هالك تعب وماعد إلا أصحاب السمر وسيجارة الحشيش يسلوا على قلبي ويصالحوا بيني وبين النوم الذي طيرت به البرطعة من عيوني . 

كمل علينا الحشيش في يوم  

وكلنا مستجدين مش داريين أين يبيعوه 

جاء عبدالرحمن بعد المغرب واحنا حانبين وقال انو يعرف بياع يتعامل معه وقلنا الحمد لله . 

اديت له هاذيك الساع زلط يسير يشتري لنا إصبع حشيش لزوم السهرة وسار في وداعة الله واحنا مريعين له عندي 

 في جناحي الخاص بالفندق  

و انا في هاذيك الايام طبعا قد كنت اكره التلفون  

ورناته تسبب لي إزعاج ووجع راس 

ومخلي جوالي طول الوقت صامت 

اشتي رأسي يربخ شوية منسب استظي الإنتاج سوا 

 وماعد ارد إلا على زوجتي وامي وعلى بعض الإتصالات الضرورية المتعلقة بالفيلم  

وهاذاك اليوم ؛ بينما كنت مراعي لعودة السوري عبدالرحمن  

كانت أمي قلقة تتصل بي تسألني بضيق :  

– هيا ماهو يا ابني؟ قد كملت الفيلم ماعد معك ماترجع تعز ؟  

كيف افهمها قدام اصحابي أن الذي كمل هو التصوير بس 

 وان عابوه المونتاج ؟ 

 ومادرى امي اساسا موهو المونتاج ؛ قلت لها في التلفون : 

– يا اما الله يحفظك عاد احنا غير كملنا التصوير بس وباقي التحميض .. هي اسبوعين شهر بالكثير واجي. 

 افتهم لأمي أن قد كل شي جاهز وماعد الا التحميض وبس واقتنعت بالفكرة وتدعت لي في نهاية المجبر أن الله يعجل بتحميض الفيلم في القريب العاجل. 

انهيت المكالمة مع امي وطرحت التلفون من يدي 

 وعملت لي نخسين من سيجارة ملفوفة جالسين نسلك بها انا وثلاثة من الأصحاب امد مايجي الرسول  

وصح أن الحشيش تريح الاعصاب 

 لكنها تدي للواحد الخوف وتخليه أثناء تعاطيها جبان  

وإذا في مشكلة متعلقة بالسمعة تخليه يهوجس معاها بخوف 

المهم وبينما كنت جالس آمن في أمان الله مريع لعبد الرحمن  

وقدنا ضارب سيجارتين حشيش  

 شفت شاشة تلفوني تضوي مدري منو يتصل بي  

مرات كثيرة 

 بعد بعد  

بلا توقف  

ومن رقم مش مسجل عندي وانا مابيني طافة لأي هدار هاذيك الساع جاوبت على مضض: 

– الوه ؟ 

– أنت المنتج حق الفيلم ؟ 

سمعته وضنيت أنه متصل من قناة أو من صحيفة يشتي مني تصريح عن آخر مستجدات الفيلم وحسنت من طريقة ردي عليه وقلت له : 

– اهلا وسهلا منو معي؟  

– انا من طرف صاحبك السوري الذي رسلته يشتري لك الموضوع ..  

– طيب من أنت ؟ 

رد فيسع يسألني  

– أنت المنتج أو ماشي؟ 

من طريقة سؤاله قلت هيا يمكن انو البياع الذي سار له عبدالرحمن يشتي يتعرف علي  

وقلت قدي فرصة اشل رقمه بدل ما اكون اجلس اتلبج ادور من يشتري لي الحاجة رديت عليه  

– ايوه ايوه انا المنتج وأنت من؟  

– انا عسكري في قسم العلفي أدى لي رقمك صاحبك السوري الذي بيشتغل معك في الفيلم هوذا محجوز عندنا في البحث جي خارجه فيسع قبلما يرحلوه النيابة ويحنب  

أمتلطين بطوني هاذيك الساع ونشف ريقي وكنت اشتي اقوله : لأ مش انا المنتج أنا إلا السيناريت بس  

لكن اعتجمت وماعد قدرت أهدر  

وشويه ناول التلفون لعبد الرحمن يكلمني من جنبه وسمعت صوته حق واحد حانب من صدق يقولي من داخل القسم : 

– استاز فكري انا اتمسكت والصباع معايا واخذوني القسم 

 انا في عرضك اهلي لو عرفوا اني اتمسكت بحشيش حيتبرأوا مني وانت منتج كبير لك وجاهتك في البلد ارجوك متبنيش..  

 اتصرف .. 

تعالا لي الان  

– أجي اينه هذي الساع واتصرف كيف ؟وليش تدي لهم رقم تلفوني .. انت مجنون والا بعقلك؟ 

رديت عليه بصياح وقد بين أعرق من كل شعره وقفلت السماعة وماناش داري ما افعل  

اصحابي الذي جنبي جنبي يسألوا : 

– ماهو ماوقع ؟  

– أنت ومن؟  

– ايش في؟  

شرحت لهم الموضوع وحلقي يابس ملبب مثل طينة يابسة  

اتصل العسكري نفسه من نفس الرقم مره ثانية  

مارضيت اجاوب ولا ارد  

رد عليه أحد الأصحاب يسأله؟  

– ماهو خير يافندم ؟ 

قال: خلوا المنتج يجي يخارج الرجال . 

العيال افتهم لهم أن الموضوع كله ابتزاز يشتوا زلط  

قلت لهم هذي خمسين ألف سيروا خارجوه الان  

ولاعاتدوه لاعندي ولاعد اشتي حشيش ولا عد اشتي فيلم ولاعد اشتب اقع منتج ايري بمه شغله. 

ساروا يخارجوه لكن محقق البحث الجنائي رفض الخمسين الألف ؛ شافها قليل ؛ وضخم لهم الموضوع ومخدرات وما مخدرات وعقوبة سنتين وماقنع بالحاصل وقالهم بالحرف الواحد:  

– مابلا وإلا يجي المنتج نفسه لاهانا يخارجه 

 ويقولنا مابينتج من فيلم؟! 

يايوم الجن 

مفلتين كل شي ومايشتوا إلا المنتج! 

لا يشتوا المخرج ولا يشتوا الممثلين  

ولا يشتوا الشيخ الذي ركض لي الفيلم  

ولا بحسهم على القاتل الهارب ولا هم مؤسفين ببطل الفيلم المحبوس  

وبراسهم الف سيف في القسم مابلا وإلا يشتوا المنتج المقعي ملعون الوالدين لأنه هو اللقمة الدسمة. 

ضاقت بي الدنيا والعيال عادهم في القسم يفاوضوا ضابط البحث وقد بين اطوس مش داري ما افعل  

صاحبي الذي بقي معي في الفندق 

 قدكان خايف ومرعوب على سمعته وقد الهواجس تلعب براسه قال لي وهو مرتاب بشدة:  

– خارج الرجال فيسع احسن لأنهم في البحث كلاب والله.. 

عيلفقوا لك تهمة مخدرات 

 ومش بعيد يقولوا انك بتنتج فيلم سكس  

زاد فجعني أكثر وطيري لي بطوني  

وبدأت اهم واتلبج واطوس مش داري ما افعل! 

 والصدق ساعتها ماعد كنت خايف على السوري المحبوس الذي ورطني هذي الورطة يسير ملح  

خايف على سمعتي كمنتج  

وعلى وجه أمي مو شتقول للنسوان في الحارة : مسكوا أبني والفيلم يتحمض؟ 

وامي عندها حموضة في المعدة والله لاتجنن. 

وخائف على مشاعر أبني الذي أشتيه يشتحط ويقع منتج ساع أبوه لما يكبر؟ كيف شيكون موقفه لما يكبر ويقم واحد من أصحابه يقوله : زعم ابوك مره عمل فيلم سكس؟ يافضيحتاه  

 وخايف أكثر شي على سمعة صناعة السينما في اليمن وفي الوطن العربي كله  

وكيف لما يقولوا علي النقاد اني منتج استفخ من اول فيلم. 

صاحبي المفجوع شافني مازلت مركوض في الغرفة اطوس واهوجس من وادي لوادي مش داري ما افعل ولاكيف اتصرف بسرعة وانقذ المحبوس وانقذ سمعتي وسمعة السينما  

 قال لي كحل اخير : 

– اسمع معي لك فكرة بدل كل هذا الركيض 

– مو هيه؟ اسعفني بها لي منع ابوك 

– اتصل بعبدالقادر هلال هو صاحبك وباتصال منه عيحل الموضوع  

رديت عليه وقد شقرح من شدة الضيق : 

– اتصل به ..مااقوله ؟ وما عيقولي حين يعرف أن المحبوس سار يشتري للمنتج حشيش ؟ 

 وأين اودي وجهي منه حين يسألني : هو هذا الفيلم الذي طلعت صنعاء تنتجه يافكري؟  

يالطييف والحنبه ويامخارج الأخجف إذا ودف 

……….. 

Exit mobile version