مره قلت شعمل فيلم ووقع لي فيلم بالطيف والحنبة(4)

يمكن للمرء في بعض الحنبات عموما أن يصير لئيما 

 غصبا عن أهالي اهله 

وذلك ماكنت عليه أثناء حنبتي مع عبد الرحمن السوري الذي طلع له أخ ميسور في السعودية خارجه من الحبس وخارجني ونسيت أمره  

حدث ذلك بالتزامن مع انتهاء الدكتور سمير من عملية مونتاج الفيلم بعد فترة استغرقت منه قرابة الشهرين  

وسلمني نسخة أولية من الفيلم للإستعراض فقط  

وهي نسخة بروفة بعض المشاهد فيها تحتاج معالجة صوتية قال الدكتور عادوه شيطورها شوية بينما اتحرك انا بالنسخة اللي معي لمخاطبة الجهات والشركات الإعلانية اللي باتشتري الفيلم والتي سيتم عرضه برعايتها زي اي عمل عمل فني. 

وتنفست الصعداء اخيرا 

 بعد خمسة أشهر وبضعة أسابيع من البرطعة في صنعاء ونسيت التعب وراح مني الإكتئاب وتجدد حماسي واصبح الفيلم في يدي منسوخ في هارد خاص سميته هارد الفيلم إنتاج ٣٠١٣ ورقدت يومها مرتاح البال ومعنوياتي في السماء وبدأت مرحلة أحلام العرض وجني الأرباح 

 وماعد صبر لي أزيد ابقى يوم واحد في صنعاء 

 شليت نفسي في اليوم الثاني مباشرة وحمله حمله فيسع إلى المطار  

مستعجل مشتيش اركب سيارة  

وليش اركب سيارة اصلا وقا معي فيلم أرباحه المتوقعه تخليني اركب طيارة في مقاعد الدرجة الأولى. 

وطول ما أنا في الجو أشوف السحب من مقعدي فوق طيارة اليمنية واحلامي طايره معي فوق السماء 

 وشعار” تعز عاصمة الثقافة اليمنية ” حق الأستاذ شوقي أحمد هائل محافظ تعز مجنح بي  

اطير به في مخيلتي واهادر نفسي واطمنها أن ماعباقيش تعب ولا عباقي برطعة  

وإن محافظ تعز الأستاذ شوقي هائل صاحبي بين الناس ؛  

وماقد نبعت للوسط الآبج بعد مسؤول في الدولة إلا حين وقع هو محافظ لتعز  

اكيد شيفرح بالفيلم وماشيطرحني قاع وهو يقول اني مبدع وموهوب وانا متشيع له من كل قلبي باطن وظاهر. 

وصلت تعز وماعد ربخت حتى يوم واحد  

بكرت من صبحي في اليوم الثاني وسرت مقطوب لابس البدلة والكرفته ادور الأستاذ شوقي في مبنى ديوان عام المحافظة  

لقيته وقلت له معي فيلم لتعز عاصمة الثقافة يااستاذ اشتيك تشوفه وبعدين شاقولك أيش المطلوب . 

قال تمام رتب مع الاستاذ فيصل سعيد فارع نستعرض الفيلم بعد بكره الصباح في مؤسسة السعيد  

وعلى هذا سدينا  

روحت البيت يومها فرحان كأي منتج سينمائي قد تبرطع لوما قال بس وماعد إلا يومين ويحسم أمر بيع الفيلم وتسويقه ويبدأ يجني الأرباح. 

خزنت عصر وليل والآلة الحاسبة في يدي طق طق طق اعمل التكلفة المطلوبة لقيمة بيع الفيلم لصالح صندوق دعم الثقافة والموروث  

وعملت اتصالات كثيرة لعدد من الأصحاب ومن الصحفيين والفنانين في تعز اعزمهم يجو يشوفوا استعراض الفيلم في مؤسسة السعيد ومشت اليومين المنتظرين ومعنوياتي عالية في السماء . 

في اليوم الثالث بكرت من صبحي إلى مؤسسة السعيد هارد الفيلم في يدي امشي بزهو ولا عنتر شايل فيلمه  

حضر الأستاذ المحافظ شوقي واستعرضت له الفيلم وسط جمهور فرجة امتلأت بهم القاعة  

شافه واعجبه وتفاعل معه وتأثر بأحداثة وفي نهاية العرض بارك لي ولطاقم العمل على الابداع ومثل تاجر مقطوب ومحافظ عملي مايضيع وقته في الهدار الفاضي قال لي : الفيلم مليح بكم شتبيعه ؟ 

تاجر مقطوب وعملي مايضيع وقت في الهدار  

رديت فيسع بحس منتج اقطب منه وقلت له: 

– بثلاثين مليون ريال 

وناولته الموازنة التصريفية للمبلغ المطلوب في ثلاث ورق شلهن من يدي وقال خلاص بانشتريه ونقدمه في عرض مجاني للجمهور بميدان الشهداء باسم تعز عاصمة الثقافة لمدة أسبوع وزد عزمني للتخزينة معه يومها في استراحة المحافظة منسب نناقش الموضوع وفرحت بالفكرة وبالموافقة السريعة من معاليه وتجملت منه وشعرت أن التعب الطويل بدأ يؤتى ثماره وقلت وقتك تجني الأرباح يافكري. 

في العصر واحنا مخزنين في استراحة المحافظة نتكلم عن الفيلم كان الاخ عبدالسلام الأثوري مخزن جنب الأستاذ شوقي  

سألني “كم كلفك الإنتاج ؟ ” 

وقلبما ارد عليه بحرف واحد غمز لي الأستاذ شوقي بعينه من بقعه في ركن الديوان ورد بسرعة نيابة عني ” مائة وعشرين مليون”. 

هيا انا افتهم لي من الغمزة السريعة   

ومن الرقم اللي قال عليه  

أن الأستاذ شوقي طموح وفدائي في سبيل عاصمة الثقافة اليمنية ويشتي يعمل حفل كبير في الميدان لتدشين عرض الفيلم بما يليق بمكانة تعز وبمكانته كمحافظ دشن حضوره السياسي بشعار “تعز عاصمة الثقافة”  

وتناقشنا بفكرة العرض في الميدان وقال اعمل التصور وسلمه لزيد النهاري  

روحت من المقيل يومها إلى البيت حمله حمله  

لا فوق الآلة الحاسبة وطق طق طق اعمل الموازنة الملحقة بفكرة تدشين عرض الفيلم في ميدان الشهداء أمام وزراء وفنانين ومثقفين وبحضور كافة طاقم العمل كأي تدشين معتبر برعاية محافظ من يوم عرفته ماقد شفته يغمز لمخلوق جنبي. 

جلست افحر ثلاث ايام فوق الموازنة التكميلية لعرض الفيلم وهات يا تنسيقات وجداول وبيانات احاول اضيف تسعين مليون ريال فوق مبلغ الثلاثين المليون المطلوبة لتكاليف الفيلم وكله من تحت راس غمزة عين قلبت لي كياني وطلعتني السماء  

في اليوم الرابع سلمت للاخ زيد النهاري مدير مكتب الأستاذ شوقي في ديوان عام المحافظة التصور والخطة لحفل التدشين في الميدان مع ميزانية مرصودة بواقع سبعين مليون ريال فقط لاغير 

 (ثلاثين مليون قيمة الفيلم +أربعين مليون تكاليف تدشين فعالية ميدان الشهداء وعرض الفيلم لمدة أسبوع) 

وقلت له :  

– قل للأستاذ ماقدرتش اطلع الميزانية للرقم الذي غمز لي بوه إلا إذا وزعنا المبلغ الفارق مكافئات للطاقم ممكن تطلع وروحت من عنده ذيك الساع متفائل وفرحان 

 امشي بين الناس وانا المبدع الموهوب الذي غمز له المحافظ . 

وما أجمل أن تحلم وأن يكون هناك محافظ شاب وثري يغمز لك بعينه منسب يطور إمكانية عرض الفيلم عبر شاشة عملاقة تتوسط ميدان الشهداء يشاهدها جمهور فرجة ملان المدرجات 

ومنو ساعك يافكري وسعيدك وسعيد أمك وسعيد تعز كلها بشوقي هائل. 

مشي اسبوع كامل وانا والفيلم والجمهور والميدان والأرباح والشهرة عايشين فوق غمزة عين ركزتني بين النجوم ارقد وأقوم مراعي لتوجيهات الأستاذ شوقي منسب نبدأ فعالية التدشين ولا احد رد. 

في أول يوم من بداية الأسبوع الثاني سرت مبنى ديوان عام المحافظة أسأل اينو الأستاذ شوقي؟ قابو خبر؟  

 قالوا الأستاذ مش موجود سافر وراجع بعد عشر ايام . 

راعيت عشر ايام محسوبات بالساعة وبالغمزة  

وامي كل يوم تسألني: 

– ماهو ماعد فعلت بالفيلم؟  

وتحسبوا اني ارد على سؤالها بشكل طبيعي؟  

لا لا والله .. 

ما بلا أغمز لها واقولها :  

– عاد الأستاذ شوقي مسافر يا اماه 

ترد لي وعينها تغمز :  

– الله يوفقك يا ابني. 

 وكودن جزعت العشر الأيام  

سرت من بعدها مقطوب الى مبنى ديوان عام المحافظة ادور الأستاذ أينوه؟  

قال لي مدير مكتبه الصديق زيد النهاري أنه موجود لكن معه وفد بريطاني يناقشوا مدري ايش ومشغول معاهم هذي اليومتين ونصحني اعمل له خمس ايام وارجع  

يكون قدو فاضي ويسمعني سوا . 

وبعد خمس ايام سرت ثانية إلى مبنى ديوان عام المحافظة وطلعت امشي في الدرجان وعيني ترف وكل من لقيني يسألني: 

– قالوا الفيلم حقك شيعرض في الميدان؟  

أغمز لكل سائل بعيني واقوله :  

– ايواااه تعز عاصمة الثقافة مو نلعب  

دخلت مكتب الأستاذ شوقي أسأل:  

– اينو الاستاذ؟  

قالوا سافر مع الوفد البريطاني منسب مشروع كبير لتعز وراجع اول الشهر . 

كمل الشهر وزدت له من عندي يومين  

وسرت ادوره في مكتبه .. أينو الأستاذ؟ 

 قالوا عادو خرج الآن قبل شوية سار المخاء معه وفد منسب مشروع تحلية مياه تعز  

كل الوفود التي تزور الأستاذ شوقي والتي يلاقيها أمورهم سابره معه من دون غمزة ولا ام الجن 

 وانا بغمزة عين غزول بي ملان ميدان الشهداء ولا خارجني لاطريق ووعليها ماكوده مشغول وماكوده مسافر  

وماكودي انا والفيلم والجمهور والمخرج والطاقم والميدان معنقلين فوق غمزة عين طيرت نوم عيني من جديد وبديت اهم واهترم من ثاني وأقول لنفسي : مله الله لاكان بوه فيلم ولا كان به غمزة عين تخلي الواحد مقعي مش داري رأسه من أرجله فين. 

انا داري اصلا أن الاستاذ شوقي عملي ودائما مشغول فوق رأسه الف شغله وشغله  

وهو مش داري اصلا أن قد بين أمشي بين الناس في الشارع وعيني ماتبطل غموزة لمخلوق 

 وان قد اكره وأخس سؤال اسمعه ويضيق بي في الشارع وفي المقيل بين الأصحاب وبين الأهل في البيت هو:  

– هيا مو عاملت بالفيلم؟ 

-ايحين شعرض الفيلم ؟ 

ردي المعتاد للجميع غمزة عين مصحوبة بكلمة: 

– قريب قريب إن شاء الله 

المهم سافر الأستاذ شوقي بلدان عديدة  

وافتهن في روحه وحقق انجازات كبيرة وأنفق اضعاف القيمة المطلوبة للفيلم وللعرض حق الميدان والمنتح المقعي مرضوح وماكودي مراعي له أيحين شيرجع 

 وايحين شلقاه وايحين شجني الأرباح 

 وارقد ليليه وانا احلم بوجهه مرسوم فوق كرتون بسكوت ابو ولد  

اشوفه قدامي في اعلانات الشوارع وفي اعلانات الفيلم المعلقة في زوايا ميدان الشهداء بالعرضي يغمز لي بعين ويسألني : 

– كيف الفيلم يافكري ؟ 

ارد عليه بغمزة عين : 

– جيل بعد جيل أفلم منه مستحيل  

المهم وبعد انتظار ومماطلة غير مفهومة من إنسان تحمست له بكل مشاعري  

وكنت أحسبه بين الناس السند والمعتمد واشوفه بين الكل منارة عاصمة الثقافة التي يهتدي بها كل تائه في عرض بحر متلاطم الأمواج  

والتطمت به ملطام بين العيون طير عاصمة الثقافة من عيوني وخلاني أمشي مغمزز لليوم . 

وأما أيش حصل؟ وايش مصير خطة عرض الفيلم في الميدان؟ 

بعد شهرين وشوية من البرطعة ماتم شي  

 لاخارجني لطريق ولا قال لي حتى أيش السبب اللي خلاه يماطلني 

 ولا قال لي حتى أن صندوق دعم التراث يعتذر عن شراء الفيلم وعرضه في الميدان 

ولم يعتذر عن غمزته التي قلبت كياني 

ولا افتهم لي مو الخبر ولا مو الفيلم  

هكذا فجأة وانا مريع له أمتشع من الموضوع كله بخفة لاعب كيرم روبن بي من ميدان الشهداء انا والغمزة والأحلام والجمهور والطاقم لافوق عمه نبيل هائل لإمكانية شراء الفيلم بإعلانات عبر المجموعة . 

وقلت في نفسي : 

مش مشكله ياضاك ..العم نبيل هائل صاحبي أكثر من شوقي وتجددت احلام المنتج المقعي من جديد  

…………….. 

Exit mobile version