بعض الرؤساء مغامرون حد الغباء، لعب عبدربه منصور هادي دوراً سيحاكمه عليه التاريخ في سقوط صنعاء.
كان قائداً أعلى للقوات المسلحة، لم يصدر أمراً لغايات مبيتة تخص حساباته، لمواجهة الحوثي، وهو يزحف نحو صنعاء، لم يبطل أسباب تحركات الحوثي ومزاعمه، لم يُقِل القادة المحسوبين على، علي محسن والإخوان، كما كان يطالب به الحوثي، صرح هادي أن ما يحدث في عمران، ليس حرباً بين الجيش اليمني والحوثيين، بل بين الحوثيين وأطراف سياسية أُخرى، ملمحاً للإصلاح.
لم يصدر أمراً عملياتياً واحداً لقادة ألويته، لوقف تمدد الحوثي نحو صنعاء، عاد من الرياض وذهب لصعدة لمصافحة أبو علي الحاكم، اليد التي أطلقت الرصاص، على قائد أحد ألوية جيش هو قائده الأعلى.
صالح.. نعم خاض حرب الثائر ضد من أطاحوا به، مهما كان تأثيره على المؤسسة العسكريه، ولكنه مارس ثأريته من خارج كرسي الرئاسة، فيما هادي تحالف مع الحوثي من موقع الرئيس الفعلي، لا الرئيس المطاح به، وهنا مكمن فعل رئيس أبله مفعم بالبلاهة.
أراد هادي الخلاص من الفرقة بالاتكاء على دعم الحوثي، فأطاح الحوثي الذي كان لديه اجندته الخاصة، بالفرقة والرئيس معاً.
أما وجه الغرابة الهادوية، أي هادي، أن يكون من أراد الخلاص منه الرئيس عبدربه وهو علي محسن، أصبح نائباً له رئاسة وقيادة عليا، وهو من يمسك بخيوط الحكم، وفخامته مجرد ظله التابع الباهت، أو نمرة تهريج في عرض سرك، أو عروسة قطن في حفلة اراجوز.
هل هناك بعد غباء هادي غباءً؟
لا اعتقد.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك