اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزتقاريرمحلياتملفات خاصة

تعز على موعد مع الكارثة.. المدينة تغرق بالنفايات وعمال النظافة يضربون عن العمل ويتظاهرون للمطالبة بحقوقهم “صور”

 
يمن الغد / تقرير – خاص 

تكتظ شوارع مدينة تعز، بأكوام القمامة والنفايات التي تهدد بكارثة صحية، وأصبحت المدينة أرضية خصبة لنمو البعوض وتفشي الأوبئة مثل الكوليرا. 

وجاء تراكم النفايات في شوارع المدينة، جراء إضراب عمال النظافة، بسبب عدم صرف مرتباتهم الموقوفة، منذ أربعة أشهر، وتضاعفت الأزمة بعد أن تجاهلت السلطة المحلية في المحافظة لمطالب العمال بصرف مرتباتاتهم المقطوعة. 

يقول أحمد عمر ـ عامل نظافة ـ لموقع “يمن الغد”: لدي ٤ أطفال وراتبي متوقف منذ شهور ولا أدري كيف أفرح أطفالي بشراء كسوة العيد”. 

عامل آخر تحدث لمحرر “يمن الغد” قائلا أن عدم صرف مستحقاتهم سيجبرهم على البقاء في بيوتهم رغم تراكم أكياس القمامة في شوارع المدينة لعل السلطة المحلية تخجل من نفسها وتبحث عن حلول سريعة أو حتى مؤقتة لمشكلتهم، وقال “أطفالنا بلا كسوة ولا ملابس ولا فرحة في هذا العيد “. 

وباتت أكوام القمامة منتشرة بشكل كبير في مختلف الأحياء، وحتى في الشوارع الرئيسية بقلب المدينة، منذ 3 أيام، متسببة باختاقات مرورية، وسط حالة من السخط الشعبي الرافض لاستمرار هذه المعاناة في المدينة التي توصف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية، في ظل صمت الجهات المختصة. 

عامر علي أحد أبناء مدينة تعز وأحد المتضررين من تراكم القمامة في أحياء وشوارع المدينة قال لـ”يمن الغد” بأنه يجب على السلطة المحلية تدارك المشلكة قبل أن تتفاقم لتصبح كارثة بيئية، موضحا بأن الناموس والذباب تكاثروا بشكل كبير وهذا ما سيؤدي لنقل الأمراض كحمى الضنك والكولايرا”. 

على صعيد متصل تظاهر اليوم عمال النظافة أمام مبنى المحافظة في شارع جمال للمطالبة بالإسراع بصرف مرتباتهم المتوقفة ومرددين (أطفالنا بلا كسوة ولا ملابس ولا عيد) فهل تستجيب لهم سلطة تعز المحلية بصرف مرتباتهم لكي يشتروا كساء عيد تفرح أطفالهم وبلقمة عيش تؤمن بطونهم أم أنها ستقف مكتوفة الأيدي كما هي العادة؟”. 

سكان محليون أفادوا، أن الرائحة النتنة أجبرت المواطنين على ارتداء الكمامات التي لم يلتزموا بارتدائها للوقاية من فيروس كورونا، وأن مارين في شوارع المدينة يقومون بتغطية نصف وجوههم برداء الرأس، ومن ليس لديه رداء يغلق أنفه بأصابع يده جراء انبعاث الروائح الكريهة. 

مصدر في صندوق النظافة والتحسين أرجع سبب تكدس القمامة في الشوارع إلى الفساد الحاصل على رأس هرم السلطة المحلية وفي صندوق النظافة والتحسين. 

وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن إيرادات صندوق النظافة يتم تحصيل الجزء الأكبر منها عبر جهات غير رسمية وعصابات تابعة لمسؤولين ونافذين في السلطة المحلية، فيما الإيرادات المحصلة فعلياً بسندات رسمية يصرف جزء كبير منها، كـ “مكافأت وصرفيات غير قانونية”. 

وأضاف: “مسؤولي السلطة المحلية في المحافظة تنعدم فيهم المسؤولية كونهم تسلقوا على أوجاع الناس، وإلا لوضعوا حلولاً فعالة كإرشاد النفقات وإلزام الجهات المختصة بتوريد كافة إيرادات الصندوق، التي يتم اقاسمها كحصص نفوذ”. 

وتابع: ” صحيح أن تثبيت وانتظام صرف مرتبات العاملين في قطاع النظافة والتحسين من قبل الحكومة سينهي مسألة الإضرابات المتكررة وتكدس النفايات، لكن هذا لا يعفي السلطة المحلية عن القيام بدورها لانتشال المدينة من هذا الوضع المأساوي”. 

وذكر المصدر، أن مسؤولي المحافظة، صاروا معتمدين على فعاليات المنظمات والجمعيات وحملات الناشطين لتغطية ودعم جوانب القصور من قبل الجهات المختصة في أكثر من مجال، سواء في النظافة أو الصحة أو الأشغال وغير ذلك، فيما إيرادات المكاتب التنفيذية توزع كحصص بين المسؤوليين. 

وتتجدد أزمة القمامة في مدينة بين الحين والأخر، لا سيما في المناسبات كالأعياد، في ظل عجز السلطة المحلية عن وضع حلول لعمال النظافة الذين يبذلون جهوداً جبارة مقابل رواتب ضئيلة لا تزيد عن 30 ألف ريال شهرياً. 

ويشكو المواطنون في مدينة تعز المكتظة بالسكان، من استمرار تكدس النفايات بالأحياء والشوارع، ما يشكل مخاطر صحية للمواطنين. 

زر الذهاب إلى الأعلى