اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرمحلياتملفات خاصة

“يمن الغد” يستطلع استقبال اليمنيين للعيد وكيف يستغله التجار لإرهاق كاهل المواطنين: سرقوا الفرحة من أطفالنا لن نستطيع شراء الملابس

إرتفاع جنوني في اسعار الملابس في ظل انقطاع الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية..

يمن الغد / تقرير – عبدالرب الفتاحي 

تشهد أسواق الملابس في اليمن ارتفاع بمستوى قياسي في الأسعار مع اقتراب عيد الفطر دون في ظل وضع معيشي مزري يعيشه المواطن اليمني وانقطاع للرواتب. 

ولجأ بائعو الملابس لزيادة الاسعار اضعافا عما كانت عليه سابقا قبل رمضان إلا أن فرض واقع الربح الكبير الذي تفرضه المحلات على اسعار الملابس ابرز مظاهر الاستغلال للحصول على فائدة تفوق قدرة الناس مع تردي الوضع الاقتصادي لليمنيين. 

ارتفاع جنوني.. 

يشعر المواطن علي عبد الله هاشم “50 عاما” بمدى الصعوبة التي يمر بها في هذا العيد فهو لن يقوم بشراء ملابس العيد لاطفاله ويرجع ذلك لإرتفاع أسعار الملابس هذا العام . 

وتمثل ملابس العيد بالنسبة للإباء أهمية قصوى لكونها ترتبط بمناسبة دينية وعادات اجتماعية وقيم موروثة وهذا ماتطرق إليه علي عبد الله أثناء حديثه لـ”يمن الغد” والذي بدأ عليه الامتعاض مع السعر الجنوني حسب وصفه للملابس كما أن لديه أولوية كغيره من  الأباء في شراء  ملابس الأولاد . 

محلل اقتصادي: غياب الدولة وتدهور العملة شكل واقعا اكثر عبئا على المواطن يتمثل في غياب الرقابة والتفتيش وهو ما ساعد على تمادي التجار 

علي عبد الله كان في شهر شعبان  قد تعرف على الاسعار التي كانت معقولة وفق حديثه لـ”يمن الغد” لكنها الآن صارت منذمنذ منتصف رمضان مرتفعة وفارق السعر كبير فالملابس التي كان سعرها 6000 ريال صارت مع اقتراب العيد  تصل 13000 ريال وهذا بالنسبة له مبلغ كبير في ظل الواقع الذي يعيشه وتدني راتبه. 

يقول علي عبد الله “تجار الملابس رفعوا الأسعار بشكل كبير في ظل انعدام الرقابة، مشيرا الى ان الاسعار كانت مرتفعة الا انها الان صارت باهضة الثمن فالذي لديه أولاد كثر لن يتمكن من القيام بشراء الملابس لهم مع هذا الارتفاع في الثمن. 

ويضيف علي عبدالله أن تجار الملابس يريدون أن يربحوا من خلال مضاعفة سعر ثياب العيد والذي يجعل الكثير من المواطنيين غير قادرين على توفير الثياب وشراءها. 

ااستغلال المناسبات.. 

عبد الله محمد اسماعيل “موظف” اعتبر أن الارتفاع الكبير في أسعار الملابس مع فترة العيد يمارس من قبل المحتكرين لهذه السلع لوضع السعر الذي يناسبهم. 

وقال عبد الله محمد لـ”يمن الغد” حاولت منذ منتصف رمضان البحث عن محل مناسب يمكنني شراء الملابس منه لكني وجدت أن اسعارها غالية والذي لديه عائلة كبير فإنه لن يوفر لإسرته الملابس الجديدة في ظل هذا الاستغلال”. 

ووصف عبد الله محمد أن تلاعب تجار الملابس والحصول على أرباح كبيرة مع قدوم الاعياد ورمضان يضاعف من معاناة المواطنين من أمثاله والذين يتقاضون مرتبات متدنية. 

وأضاف أن سعر الثياب أرتفع بشكل كبير فثياب الاطفال وصل سعرها إلى 15000 وبعضها وصل سعرها 20000 ريال، وهي ملابس صينية رديئة. 

ورأى أن محلات الملابس تقوم بوضع سعر الربح ليتجاوز فيه مستوى الفائدة ليصل إلى أعلى قيمة ويتخطى احيانا مقدار الربح 200%. 

وأوضح أن الارتفاع جعل سعر الملابس تصل إلى اضعاف مضاعفة لسعرها الاصلي وهذا وفق حديثه يثقل كاهل المواطنين في ظل هذا الارتفاع الكبير وتحكم تجار بالسعر بشكل يفوق عملية السعر الاصلي للشراء وكذلك تحديدهم للفائدة. 

جشع بائعي الملابس..  

علي نعمان مثنى “مواطن ” تحدث عن عودته من السوق هذه المرة دون أن يكمل شراء الثياب لأبناءه بعد أن وجد أن سعرها مرتفع للغاية. 

وقال مثنى لـ”يمن الغد” أنه كان يرغب بشراء الملابس بعد أن طلب منه أولاده كسوتهم لكن  ارتفاع الاسعار جعله يتراجع عن الشراء ويعود دون ملابس. 

وقال علي نعمان “سعر الثياب مرتفعة من الصعب أن يتوفر لدينا المبلغ الذي يمكنني شراء الملابس التي تعدى سعرها مائة ألف وهم فقط ثلاثة أولاد وبنتين. 

وأضاف أن اسعار الثياب هذه المرة مرتفع وأنه حاول أن يشتري لكن الثياب الرديئة أيضا سعرها مرتفع . 

وأرجع الارتفاع الكبير لجشع تجار الذين استغلوا فترة العيد لكي يضعون السعر الذين يناسبهم مع أن حصلوا على فائدة تصل أحيانا لتتجاوز سعر الشراء والفائدة بإضعاف مضاعفة. 

استثمار المناسبات.. 

المحلل الاقتصادي مازن العامري اعتبر الارتفاع الجاري في الثياب أصبح يشكل عائقا أمام الكثير من المواطنين في شراء الملابس ويمنعهم في توفيرها في فترة الاعياد والتي تعد مناسبة استعراضية لطبيعة العادات التي وضعت العيد على أنها حالة تجديد. 

وقال العامري لـ”يمن الغد” أن الارتفاع الكبير في اسعار تجاوز السقف المعقول لإن الثياب وسعرها قفزت فوق المستوى الذي كانت عليه بضعف أو ضعفين حيث يحاول الكثير من التجار استغلال المناسبة التي يعتقد الناس فيها أنهم يجب أن يوفروا لأنفسهم وأولادهم الثياب. 

وأضاف أن غياب الدولة وتدهور العملة تشكل واقعا اكثر عبئا يتمثل في غياب الرقابة والتفتيش ساعد على تمادي تجار ومحلات الملابس في فرض هذا السعر وهو يمثل ضربة للبسطاء في توفير الملابس لأطفالهم خاصة مع انقطاع المرتبات وتدهور الحالة المعيشية للكثير من الأسر. 

زر الذهاب إلى الأعلى