اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتثقافة وفنمحليات

اليمن بيوم المتاحف العالمي.. ذاكرة التاريخ في مرمى الإرهاب

تواجه المتاحف اليمنية مخاطر كبرى إثر حرب نهب وتدمير منظمة لثلاثي الإرهاب من “الحوثي” و”القاعدة” و”داعش” ضد الآثار والمعالم الحضارية. 

وفجّر الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014 شرارة الكارثة بحق شواهد التاريخ اليمني المحفوظة في أكثر من 27 متحفاً حكومياً في عموم البلاد، تعرَّض منها نحو 25 متحفاً للنهب والتدمير الجزئي والكلي، وفق ما ذكرت مصادر حكومية . 

ولدى اليمن موروث أثري كبير فهي موطن أقدم الحضارات العربية وأبرزها “سبأ”,”أوسان”, “قتبان”, “معين”, “حمير” و”حضرموت”، وما زال لبعضها شواهد قائمة حتى اليوم. 

ونالت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً نصيب الأسد في نسبة الجرائم الأثرية من نهب وتهريب وتدمير المتاحف اليمنية وآثارها بين تنظيمات الإرهاب بجانب “القاعدة” و”داعش”، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف الموافق 18 مايو/أيار من كل عام. 

وفيما طال تدمير تنظيم “القاعدة” الإرهابي المتحف الوطني في أبين وعديد من المزارات التاريخية أو ما يطلق عليها بالمتاحف المفتوحة، فإن لقادة المليشيا الحوثية سجّل أسود يوثِّق مجازر أثرية تشمل الهدم والقصف والنهب والمتاجرة غير المشروعة والتشويه من جنوب اليمن إلى أقصى شماله. 

منصة للصواريخ 

واتهمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية، مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً بتحويل عديد متاحف إلى ثكنات ومخازن عسكرية لتخزين السلاح والذخائر، مما عرَّضها للتدمير إضافة إلى نصب منصات صواريخ في المتاحف لإطلاقها على مناطق في الداخل اليمني أو دول الجوار. 

وقال وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف، محمد سالم السقاف، لـ”العين الإخبارية”، إنَّ المليشيات الحوثية وضعت يدها على المتاحف في مناطق سيطرتها وعبثت بمحتوياتها من خلال بيع القطع الأثرية أو نهبها وأبرزها متاحف “تعز” و”ذمار” و”ظفار”. 

وأوضح المسؤول اليمني أن 25 متحفاً في اليمن تعرَّضت للتدمير بعضها بشكل جزئي والبعض الآخر بشكل كامل، على أيدي ثلاثي تنظيمات الإرهاب من “الحوثي” و”داعش” و”القاعدة”، مشيراً إلى أنَّ هيئة الآثار والمتاحف لم تتمكن من حماية المتاحف وترميم ما تمَّ تدميره منها لعدم امتلاكها الإمكانات الكافية. 

ويعد يوم المتاحف العالمي فرصة لتذكير العالم بمعاول إرهاب الجماعات المتطرفة، ووفق السقاف فإنّ لهذا اليوم أهمية في حياة الشعوب باعتبار المتاحف مدرسة لحفظ التراث الثقافي ونشر الوعي لدى الأجيال بأهمية الحفاظ على هذا التراث وهي ذاكرة الأمة التي يجب حمايتها من أي أضرار أو مخاطر قد تلحق بها. 

ودعا السقاف حكومة بلاده والمنظمات الدولية المعنية للتفاعل مع هيئة الآثار اليمنية كجهة تتولى مسؤولية الحفاظ على التراث الثقافي لتدارك الوضع الحالي والخطير، والذي أصبح “يشكل تهديداً لبقائها ومخزونها من الموروث الثقافي الذي يمتد لمئات السنين من أعمال التنقيب والبحث”، حد قوله. 

وشدد وكيل هيئة الآثار اليمنية على ضرورة الدعم الحكومي والدولي لهذا الملف الثقافي المهم من خلال رفد هيئة المتاحف بالإمكانات المطلوبة لتقوم بمهامها بالشكل المطلوب وحفظ التراث الثقافي وإجراء الدراسات لإعادة تأهيل المتاحف وصيانتها كذاكرة وطنية للتاريخ اليمني. 

واقع قاتم 

وتلعب المتاحف عبر الأزمان أدواراً مختلفة، حيث تعد ثاني مصدر لفهم الهوية التاريخية البلد بعد المعالم والشواهد الأثرية والتاريخية. 

وبحسب أمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار وعضو المجموعة الاستشارية لمكتب مبعوث الأمم المتحدة لليمن، أسمهان العلس، فإنَّ المتاحف تعد متطلباً أساسياً يحقق الحفظ والتوثيق والعرض وطرق التعلم والاستمتاع بل وحاجة تعليمية لاحقة لدى المختصين والمهتمين بشكل عام. 

وتضيف الأكاديمية اليمنية البارزة في جامعة عدن أنه ومع تطور أشكال الإدارة في الدول ظهر دافع جديد للتعامل مع المتاحف كمصدر ثقافي يوفِّر نشاطاً تنموياً للدولة عبر النشاط السياحي والتبادل الثقافي للبعثات الثقافية المهتمة. 

كما يأتي التركيز على المتاحف وتوظيف دورها في خدمة السياسة الوطنية للدولة باعتبارها مصدراً لتعزيز الذات الوطنية وتربية الأجيال الصغيرة على فهم التاريخي الوطني للبلاد، حد قولها. 

وتشير إلى أن المتاحف الوطنية اليمنية تعيش واقعاً قاتماً لعدم وجود رؤية واضحة للموروث الثقافي لليمن وتوظيفه كمورد تعليمي في مختلف مستوياته، ومصدر تنموي كبير إذا ما أحسن إدارته. 

وقد تركت الحرب وغياب الدولة دوراً كبيراً في تأثر المتاحف سلباً، طبقاً لأمين عام الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار. 

سجل الإرهاب الحوثي 

وبالنظر للإرهاب الحوثي يعتبر قصف المليشيات للمتحف الوطني بـ”كريتر” في عدن 2015 الذي شيد 1918 أحد الشواهد البارزة لآلة الخراب الحوثية وموقفها العدائي من التاريخ اليمني. 

ولم تكتف مليشيات الحوثي وعمدت لنهب محتوياته من القطع الأثرية التي يزيد عددها على 5 آلاف قطعة أثرية تعود إلى مختلف مراحل التاريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر ولا يزال مصير هذه الآثار مجهولاً حتى اليوم، وفقاً لتقارير حقوقية يمنية. 

وتشير التقارير إلى نهب مليشيات الحوثي بعض مقتنيات المتحف الحربي وإغلاق متحف التراث الوطني في صنعاء بعد أن أصبح خالياً من القطع الأثرية باستثناء التماثيل ونحوها. 

كما توجه اتهامات إلى كبار قادة الحوثي ببيع نسخة قديمة ونادرة من القرآن الكريم مكتوبة على جلد الغزال من الجامع الكبير في صنعاء لرجل أعمال إيراني مقابل 3 ملايين دولار أمريكي. 

وسجلت الحكومة اليمنية نهب مليشيا الحوثي أكثر من 14 ألف مخطوط نادر وآثار ومقتنيات من المتاحف في المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال 6 أعوام مضت. 

زر الذهاب إلى الأعلى