تبادل الاتهامات حول نهب 4 مليارات من تبرُّعات الجبهات بتعز
خرج الصراع إلى العلن بين فصائل حكومة هادي في محافظة تعز حول تقاسم أموال تبرُّعات تم جمعها لدعم الجبهات وخصميات من رواتب الموظفين بعد إعلان التعبئة العامة منتصف مارس الماضي.
واعتبر القيادي الناصري عادل العقيبي، المحافظ نبيل شمسان المتهم الأول في نهب أربعة مليارات ريال من التبرعات التي جُمعت تحت يافطة دعم المعارك بالمحافظة، داعياً إياه إلى تحمُّل مسؤوليته في توضيح مصيرها.
وأشار “العقيبي” -في منشور له على “فيس بوك”- إلى أنه بعد جمع المليارات عقب دعوة المحافظ للتبرع وقرارات الخصم الإجباري من رواتب الموظفين، بدأ البعض همساً وآخرون جهراً من على منابر المساجد بتحميله بمفرده مسؤولية نهب أربعة مليارات ريال.
وتساءل إن تم استخدام المحافظ كقفاز من قِبل البعض والتخلص منه برميه في مكب النفايات! أم أنها رسالة تهدف إلى تحميله مسؤولية فشل النفير؟ أم أن شمسان هو من استخدم الجميع قفازاً؟.
ويأتي ذلك بعد أيام من هجوم شنَّه خطباء وناشطو حزب الإصلاح في تعز ضد المحافظ شمسان والدعوة لإسقاطه واتهامه بالفساد ونهب التبرعات.
وكانت قيادة محور تعز والسلطة المحلية بالمحافظة أعلنتا -منتصف مارس الماضي- التعبئة العامة وفتح باب التبرعات لصالح المعارك الدائرة مع الحوثيين في الجانب الغربي للمحافظة، وأكد المحافظ نبيل شمسان ضرورة حصر وتحصيل الموارد وتوجيهها لدعم وإسناد المعارك، كما أصدر قرارات بالخصم الإجباري على الموظفين إلا أنه -وبعد أن تم جمع أربعة مليارات- تلاشت الحملة لإشعال المعارك وظهرت الاتهامات حول نهب وتقاسم الأموال التي جُمعت.
يُشار إلى أن مصادر مصرفية كشفت -مطلع أبريل الماضي- أن فرع البنك المركزي في تعز يُعاني من أزمة سيولة حادة، جراء استيلاء قيادة المحور العسكري في المحافظة على العملة تحت مُبرِّر دعم “التعبئة العامة”، مؤكدة أن البنك رفض صرف شيكات صادرة عن جهات حكومية ومدنية بفئات (1000 ريال) و(500 ريال)، نظراً لندرتها بعد أن سحبتها قيادة المحور لتمويل المعارك في الجهة الغربية لمحافظة تعز، ويُصِرُّ على صرف الشيكات بفئات صغيرة من بينها فئة (100 ريال) تالفة في معظمها أو متهالكة، أو تجيير تلك الشيكات إلى بنوك أهلية مقابل عمولة 3%.
وتصاعدت الاتهامات المتبادلة بين أجنحة حكومة هادي حول مسؤولية نهب التبرعات والخصميات من رواتب الموظفين، فيما توقفت المعارك التي جُمعت تلك الأموال تحت يافطتها بعد أيام من إعلانها دون تقدُّم يُذكر.
ويرى مراقبون أن الاتهامات المتبادلة حول نهب تلك الأموال تأتي في سياق الصراع القائم حول تقاسمها بين القوى التي أعلنت دعم التعبئة.