استغاثة أستاذ جامعي: أنا متعب وأخاف من التشرد!!
“أنا متعب وأخاف من التشرد”.
العبارة أعلاه موجعة وصادمة عندما تسمعها على لسان أحد رواد الحركة التشكيلية في اليمن.
(أنا مشتت وفي حالة شرود، ليس لي قبيلة أتكىء عليها ولا حماية أو غطاء قبلي يحميني، وليس لي حزب يقف بجانبي أو يدعمني ولا أنا حزبي من أساسه).
سيل جارف من الألم ومن الإحباط سيجتاح روحك عندما يكون الكلام أعلاه لأستاذ جامعي يعتبر واحدا من أبرع الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتور في اليمن.
هذا هو الفنان الدكتور مفيد اليوسفي..
الأستاذ المساعد في جامعة إب، قسم التربية الفنية.
وصل به الحال من التعب في انتظار صرف رواتبه إلى حد الخوف الحقيقي من التشرد!
مفيد يعيش حاليا في بيت مكترى بمدينة تعز (المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثي)، بعد أن ضاقت به سبل الحياة في بيوت الإيجار بمدينة إب بعد أن سبب له انقطاع الرواتب أزمات متلاحقة.
صاحب البيت أعطاه مهلة ثلاثة أشهر للخروج من المنزل، وقد مضى من تلك المهلة شهران، ليكون هو وعائلته مطرودين بشكل نهائي من البيت!
فضلا عن ذلك فإن مفيد الفنان والأكاديمي، يعاني من مرض السكر الذي بدأ يؤثر على شبكة العين ورواتبه منقطعة منذ خمس سنوات.
بدأ مفيد بنشر أعماله بصحيفة الجمهورية نهاية السبعينيات 1988- 1995، سافر إلى موسكو في بعثة حكومية لدراسة الفنون بأكاديمية السينما الروسية متخصصا في إخراج أفلام الرسوم المتحركة.. نال درجة الماجستير بامتياز.
التحق للعمل بجامعة إب بقسم التربية الفنية سنة 2000م. كواحد من مؤسسي القسم.
حاصل على الدكتوراه من جامعة العلوم التربوية الحكومية بجمهورية بيلاروسيا، مدينة مينسك في بداية العام 2009.
يعتبر أول وأقدم دكتور متخصص بالفنون بتقدير امتياز بجامعة إب.
سألته في محادثة تلفونية يوم العيد الفائت:
– كيف نقدر نساعدك يا مفيد؟
قال: مشتيش مساعدة من أحد.. اشتي رواتبي المنقطعة، وهي كفيلة بحل كل مشاكلي العالقة.
اشتي حقي القانوني في راتبي فقط، فقط، وأناشد الحكومة بصرف رواتبي كي أتمكن من العيش والحياة بكرامة وسداد ما تراكم من ديون وايجارات خلال ست سنوات.
لا يريد أكثر من حقه القانوني فقط.
مع العلم بأن الدكتور مفيد قدم ملفه إلى عدن لضم اسمه إلى كشوف النازحين حتى يتسنى له استلام راتبه.. لكن صدر وقتها قرار بإيقاف هذا القرار حتى إشعار آخر.
الرقم الوظيفي للدكتور مفيد نعمان اليوسفي:
1460738
سنة التعيين: مايو 2009
الدرجة الوظيفية: أستاذ مساعد بكلية التربية قسم التربية الفنية جامعة إب.
ومش عارف إذا كان لدى الأخوة:
– معالي دولة رئيس الوزراء
– معالي وزير التعليم العالي
– معالي وزير الثقافة والإعلام
عيون لقراءة هذي المناشدة
وقلوب للتفاعل معها؟!
وضمير إنساني لرفع الضرر عن فنان ودكتور جامعي يعيش هو وأسرته في قلق كبير من التشرد والطرد من البيت.
أتمنى عليهم ألا يخذلوه.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك