اخبار الشرعيهالرئيسيةتقاريرمحليات

قضية ملتهبة: عدنان الراجحي.. صحفي يمني كسرت المخابرات التركية فقرات ظهره بتواطؤ النوبلية

يمن الغد – عبد الرب الفتاحي

ماعاشه عدنان الراجحي في تركيا كان فضيعا لقد حاول الامن والاستخبارات التركية الضغط عليه لمعرفة طبيعة عمل بعض الصحفيين اليمنيين المعارضين للإخوان وحزب الاصلاح وقطر والداعمين للتحالف الذي تقوده السعودية والامارات وأرادوا منها أستدراج ناشطين وزملاء له ليأتوا لتركيا في محاولة لاعتقالهم .

التجسس على اليمنيين

خلال عملية استجواب عدنان بعد استدعاءه من المخابرات التركية  وبعد مرور عدة مراحل من جلسات الخوض في مسائل يريد فيها الاتراك اشياء ترتبط بإنشطة كثيرة كلها تندرج وفق الحسابات والتحالفات التركية مع بعض الكيانات والأحزاب الاسلامية  .

تطرق عدنان الراجحي وهو صحفي يعمل في بلفيس لتلك اللحظة “طال الحديث وبدأت افهم من تلميحاتهم انهم يردونني اعمل لديهم ضد صحفيين وناشطين ومسؤولين حكوميين يمنيين داخل وخارج تركيا، وكان هذا بمثابة عرض مقدم لي”.

أصبح ذلك الصحفي بمجرد فترة عصيبة عرضة لظروف بالغة التعقيد حيث اتسعت مطالب السلطات الامنية التركية لجعله يحدد موقفه بالعمل معها .

يتذكر عدنان الراجحي انه وفي واحدة من الاستجوابات تم أعطاءه  من المخابرات التركية أسماء زملاء له وضغطوا عليه لكي يتواصل معهم بغرض يوافيهم باخبار اليمنيين هناك مقابل مبالغ مالية يطلبها  منهم .

رد عليهم “انا اعمل في قناة واتقاضى راتب وكيف لي اطلب من زملاء مبالغ مالية وهم يعرفون اني اعمل لدى قناة ، وان هذا غير منطقي.

كان عدنان وقتها يرفض مطالبهم  ويراوغهم وقدم لهم عشرات الاعذار بعدم تمكنه بالتواصل معهم وان بعضهم رفضوا، في محاولة لتخفيف الضغوط على نفسه  والتخفيف من حدة التهديدات التي وصلت للاخفاء القسري والقتل.

وأضاف منعتُ في فترة من فترات الاستجوابات الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة انتقاد اشخاص وقيادات تتبع حزب الإصلاح ،وخاصة المقيمين في تركيا، وكذلك عدم انتقاد  الحوثي.

اعترافات بالقوة والتهديد

في أحد مراحل الاستدعاءت حيث مرت ظروف تطورت المطالبات التي وصلت اليه الدوائر الأمنية التركية يتحدث عدنان عن ذلك ” طلبوا مني بالقوة وتحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية الحديث من خلال كلام مكتوب اني اتجسس عن تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن

هكذا كتبوا بالورقة له وليعترف أنه يتجسس على مكان العمل وعلى مؤسسات تتبع الإخوان لصالح السعودية والامارات.

حاول الرفض لكنهم قالوا له سننقلك إلى صنعاء ، قال  لهم وقتها ” اقل شيء لو مت اموت في بلدي، إلا ان احد المحققين رفع مسدسه ووضعه على رأسي، واعقبها شخص دخل ومعه كلب بوليسي كبير لتهديدي إن لم افعل ذلك.”

هناك.شخص اسمه  ( اوكتان) قيل له انه من الرئاسة التركية، وجاء لمقابلته لاعادة نفس ما طلبوه منه مالم فسيتم ارسال التسجيلات الى أردوغان  هذا حدث بعد استجاوبات ومحاولة لفرض التهمة على عدنان من قبل ما أشترط الامن والمخابرات التركية .

حاول عدنان مطالبتهم بمقابلة ادوغان ووافقوا في بداية الأمر، وتراجعوا وقالوا انه في مدينة سوتشي الروسية وسيعود، وقال لهم عدنان  سأتابعكم بالاتصال لتنسيق لقاء به، قالوا لا تتصل بنا نحن من سنتصل بك، وهددوني اذا تواصلت معهم من اجل اللقاء.

حاول احد ذلك الرجل الذي قيل انه من قبل أردوغان احتضان عدنان  ورفضه ودفعه الراجحي للخلف قليلا وحاول الآخرين الاعتداء عليه إلا انه منعهم.

بداية عذابه

في يونيو 2018 وقتها كان مصادفا لشهر رمضان تلقى عدنان الراجحي  اتصالا من تلفون أرضي.

المتصل قال له   انه يتبع  قسم القلم الخاص التابع لدائرة الهجرة والجوازات بمدينة إسطنبول .

وأستطرد عدنان انه طلب  منه الحضور اليوم التالي لمراجعة بياناته الشخصية مع العلم ان عدنان وفق ماتحدث  في تلك الفترة كان اقامته سارية المفعول لمدة عامين، فأخبر عدنان ذلك المتصل  ان اقامته ما تزال سارية، لكنه قال له الحضور اجباري غدا.

تلقى عدنان  الاتصال عندما كان في العمل( قناة بلقيس)  واخبر  الزملاء له عن الاتصال، لان تلك الفترة كان هناك خللا في موقع تقديم طلب الحصول على الاقامة بدائرة الهجرة والجوازات.

هناك من العاملين من طالبوا منه بمراجعة بياناتهم الشخصية، وكانت ردة فعل الزملاء  ضاحكة بناء على ماجرى وقتها .

عدنان يتذكر ان في تلك اللحظة وقع مزح بينهم بحكم ان الاتصال جاء من دائرة القلم الخاص وهي معنية بالتجنيس وكان المزح يدور حول السلطات انها ستمنحني الجنسية .

الغريب في الأمر وهذا ما أشار أليه عدنان هو ان احدهم همس باذنه وقال لي بالحرف الواحد” هذا جهاز المخابرات، على مَن تتحدث وتكتب”، كيف عرف هذا الشخص قبلي وانا المعني بذلك؟

في اليوم الثاني ذهبت الى المكان المحدد، والتقى  ثلاثة اشخاص اثنين منهم محققين والثالث مترجم، بحكم ان الراجحي  لا يجيد اللغة التركية سوى الأشياء البسيطة.

عندها طلبوا منه التعريف باسمه وعمله ومكان اقامته، وكان من بين الأسئلة التي سألوه عنها ( هل انت سني أم شيعي)، ودار الكلام عن الصحفيين اليمنيين المعارضين للاخوان المسلمين ولقطر، والداعمين للتحالف العربي.

مابعد عيد الفطر

اكد الراجحي انهم تواصلوا معه  بعد عيد الفطر، لكن ليس في نفس المكان ، بل في إحدى الغرف المغلقة والمعزولة في دور ارضي بأحد الفنادق بمنطقة (بيشكتاش) المطلة على مضيق البسفور اسم الفندق (Point hotel).

يضيف حين تمسكتُ بموقفي الرافض، احدهم اعطاني ظرف وبداخله مبلغ مالي على أساس هدية منهم ورفض اخذه، وحاولوا معي خلال ثلاث ساعات وتكررت نفس الأسئلة عن صحفيين بتركيا ومصر والخليج.

وعند انتهى اللقاء قالوا اذا احتجناك سنتصل بك ، وتكرر التهديد والوعيد بعدم اخبار جهة العمل، مع انه ابلغهم ان جهة العمل من الضروري ان تعرف ، لان هذا عمل غير طبيعي، رفضوا ذلك.

وافاد عدنان انه عندما حدثهم ان هذه الاتصالات واللقاء بدأت تسبب لي ازعاج، قالوا له لا تقلق عش حياتك بشكل اعتيادي واذا واجهتك مشكلة اتصل بنا ونحن سنساعدك.

مابعد السفر للسعودية

بدأ عدنان الراجحي في تلك الفترة بجهز نفسه للسفر لاداة العمرة وللقاء والدته التي لم يكن قد اراها منذ اربع سنوات، وابلغهم انه مسافر، وارد  التأكد منهم انه لن يواجه أي  مشكلة في المطار، قالوا له سافر بشكل طبيعي ولن تواجهك أي مشكلة.

بعد عودته من السعوديةوفق  حديثه  اتصلوا به للحضور إلى فندق آخر في منطقة ( باكركوي) على الخط البحري غرب إسطنبول، وكان تعاملهم قد تغير نحوه ، وعاملره. بطريقة البلطجة وتهديد ووعيد .

قالوا له لماذا لا يتجاوب معهم، وهذه المرة كان معهم شخص دخل عليه نهاية اللقاء والشر يتطاير من بين عينيه حسب حديثه ، وهدده بالتصفية الجسدية لانه لم يتجاوب معهم، وبدأوا يكيلون لي تهم عدة من بينها( التخابر والإرهاب)، وهي نفس التهم التي تعرض لها يمنيين سابقين وكذلك العرب المقيمين في تركيا، وهذا ما وجدته في السجن.

انتهاك جسيم

أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين:قال “إننا نطالب أن تقوم السلطات في تركيا بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق زميلنا ومحاسبة المسؤولين عن سوء معاملته.

وأدان انطوني سلوك صاحب العمل لفشله في دفع التعويض المناسب له، بما في ذلك تغطية التكاليف الطبية. على ادارة المؤسسة ان تتخذ اجراء عاجلة لتصحيح هذا الوضع “.

الاتحاد الدولي للصحفيين ان عدنان الراجحي الذي يعمل في تلفزيون بلقيس، وهي مؤسسة إعلامية يمنية مقرها في تركيا، تعرص للعنف والاعتراف بالإكراه أثناء اعتقاله في تركيا في كانون الثاني/يناير 2020. .

الاتحاد الدولي للصحفيين كرر نفس مطالب نقابة الصحفيين اليمنيين و الطالبة السلطات التركية بفتح تحقيق في هذه الإنتهاكات ودعوة تلفزبون بلقيس إلى تعويض الراجحي عما لحق به من أضرار.

وأشار الاتحاد الدولي للصحفيين أن الراجحي عمل في تلفزيون بلقيس في العاصمة اليمنية صنعاء لغاية عام 2015، عندما تعرض مكتب التلفزيون للنهب من قبل الحوثيين أثناء سيطرتهم العنيفة على المدينة.

وهرب بعدها مع بقية فريق العمل إلى اسطنبول، حيث أسسوا مع الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، مقرا جديدا للتلفزيون هناك.

نقابة الصحفيين اليمنيين، اكدت على تعرض الراجحي للعنف الجسدي أثناء اعتقاله في تركيا في كانون ثاني/ يناير 2020. وقال الصحفي للنقابة إنه تعرض للضرب أثناء اعتقاله كما أجبره رجال الأمن الذين قاموا بالتحقيق معه على الاعتراف أمام الكاميرا بأنه متعاون مع السلطات السعودية والإماراتية، وأنه أرسل معلومات لهما عن الإخوان المسلمين في تركيا.
وبقى الراجحي رهن الاعتقال لمدة 15 يومًا وتم احتجازه في ثلاث منشآت مختلفة للشرطة والأمن في اسطنبول.

ويعيش الراجحي حاليا في مصر منذ شباط/ فبراير2020 ويتلقى العلاج الطبي هناك.
وقالت نقابة الصحفيين اليمنية ا”ٕنها كانت على تواصل مع إدارة تلفزيون بلقيس منذ أكثر من عام لتعويض الصحفي للخدمات التي قدمها للمؤسسة والخسائر الجسدية والمالية التي نتجت عن عمله للمحطة، ولكن كل هذه الجهود ذهبت سدى.
وقالت قناة بلقيس الفضائية :إنها دفعت للصحفي مكافأة نهاية الخدمة بعد استقالته الطوعية. ولكن نقابة الصحفيين اليمنيين ترى أن هذا المبلغ تم احتسابه كوضع اعتيادي وطبيعي كما لو أنه يعيش في اليمن، وهو مالا ينطبق على حالة الراجحي وهو المجبر على البقاء في المنفى ولا يمكنه العودة إلى منزله في اليمن.

وحوش ضارية لترويج الاشاعات

الصحفي. جمال حسن اعتبر أنوعدنان الراجحي وجد نفسه يواجه وحوش ضارية، فجيوش من الذباب الالكتروني يغزون صفحاتنا بسرد قصص وافتراءات. ويمكنهم ترويج الشائعات وإذا لم تتقبلها يخبرك بأنه حُكم مسبق. أو يحاولون وصمه بالجاسوسية،

وقال “ذلك ما يقولونه بشكل مباشر، أو بطريقة أقل فجاجة “قضية أمنية”. وليس لديهم أي سند او اثبات ضده، يتحدث بكل ثقة. لكن بتلك الطريقة تحاول تلك المجاميع نهش جثة مازالت على قيد الحياة.

وأشار انه هناك من ينكر ما حدث له من اعتداء، يقولون: عدنان كان لديه مشكلة قديمة في بعض الفقرات .

ورد جمال ساخرا من ذلك ” لديه مشكلة قديمة، لكن المسمارين الواضحين في صورة الأشعة على عموده الفقري، جاءت نتيجة الاعتداء من رجال أمن اتراك. احدهم ضربه بحركة سريعة ليسقط أرضاً وتنكسر مفاصل في فقرات ظهره. تعرض ايضاً لضربة في مؤخرة رأسه اثرت عليه سلباً. كانوا يريدونه التوقيع على اعتراف بشيء لم يقم به. دافع عن نفسه وعن وطنه الذي كان يمثله في سجن تركي، لأنه وجد نفسه دون سند، لا سفارة يمنية ولا مكان عمل، وكأن الجميع تواطأ ضده. هل نسكت على ذلك

وتسأل هل يمكن ان تجيبنا حاملة نوبل للسلام توكل كرمان؟ هل تعرفون لماذا يجد رجل نفسه مجبرا على عرض ألمه للجميع.

حين يجد الضحية نفسه عُرضة لشر الإنكار، يفعل ذلك. يريد الصراخ؛ انظروا جميعا هذا ما تسبب به السفلة. لكن ماذا أقول.

يقول جمال أعرف ماذا يريد هؤلاء؟ وصدقوني هناك تفاصيل تكشف قذارة لم تكن حتى بتصوري. ومازالت هناك جيوش من الذباب تحاول تطهير تلك القذارة بأكثر من طريقة لكن هل ينال الرجل طموحه من دماء زميله التي لم تجف ولن تجف؟

عدنان من وجهه نظر جنال لا يريد شيء سوى إيجاد اكثر من قاعدة لمساندته، وعلينا اولاً سرد حكايته كما حدثت. توثيقها، وحمايتها من مزوري الوقائع أو شاهدي الزور، الذين وضعهم القرآن في إحدى الحفر السفلية للنار، وكذلك صورهم جحيم دانتي بواحد من أكثر العذابات قسوة. وهناك ايضاً الصحفيون الذين يدفنون رؤوسهم كالنعامات

زر الذهاب إلى الأعلى