اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزمحليات

ضجيج تعز.. مشروع إخواني لإقصاء من صَمتَ عن قتل الحمادي وإقصاء أبو العباس

كتب – محمد ناجي أحمد 

منذ اللحظة الأولى التي انطلق فيها ضجيج “ثورة ضد الفساد” في تعز كان جوابي على سؤال صديق عزيز سألني: ما الذي يحدث في تعز: 

قلت له: 

الشارع في تعز هو شارع تجمع الإصلاح، وحين يتحرك باسم إسقاط النظام أو إسقاط الفساد فهذا يعني أن هناك ترتيبات وتسويات إقليمية وعلى الإصلاح إن يسوي ملعبه. 

حين أرادوا إخراج أبو العباس من تعز أثاروا موضوع جرائم القتل والقاعدة وحين أرادوا التمدد إلى التربة والمواسط والمعافر أثاروا موضوع الأحزمة الأمنية ومشروع إماراتي، وحين أرادوا استكمال السيطرة على المكاتب التنفيذية بتعز أثاروا موضوع الفساد… 

حين يتحرك الشارع بتعز فهناك مشروع ينفذه الإصلاح وهو يشير إلى تسوية إقليمية بين المتصارعين محليا… 

اليوم قناة الجزيرة تغطي مسيرة تعز ضد الفساد. 

وتابعت حديث عبد الوهاب المحبشي ومحمد البخيتي في قناة الجزيرة… 

يبدو من حديثهم أن هناك تسوية مع السعودية… 

ليس للحرب ملامح منذ البداية ولذلك طبيعي أن تكون تسويات ملعب وليس تسويات لوطن. 

هي تسوية فقط؛ أي خارطة طريق لمرحلة قادمة، مشكلتنا أو أزمتنا أننا نتوهم خروجا من مضيقنا وضائقتنا ونحن لسنا طرفا في موازين الصراع… 

المعلب لهم وحدهم ونحن شباكهم الذي يسددون ضده، لكنه شباك دون حارس، لأننا لا نعي موقعنا… نحن عبيد موزعون بين خرافاتهم وأساطيرهم، نحن فيدهم، ناسا وجغرافية… 

منذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها لعبة ” مواجهة الفساد” في تعز، كان جوابي: ما يحدث في تعز استكمالا لمشروع السيطرة الإخوانية الذي بدأ بإزاحة نظرائهم في المعتقد؛ أي السلفيين بقيادة أبي العياس، إلاّ أن النظير العقدي اصدق في السياسة، فهو يرى السياسة مرآة لمعتقده… 

حين واجه السلفي الحوثيين حدد أسبابه بسببين، المعتقد فخصومه روافض، والسبب الثاني العامل الاقتصادي، بل كان الاقتصاد مماثلا للمعتقد. فيما تجمع الإصلاح ظل يلعب على عوامل كحماية العرض، وتعز في مواجهة الهضبة ومواجهة المجوس… كان الإصلاح يلعب في مربع السياسة الإقليمية والدولية… 

أنجز السلفيون بقيادة أبي العباس إزاحة للحوثيين من حارة الجمهوري والمجلية والعرضي وجزء من صالة، ومن عصيفرة… 

وأنجز اللواء 35 إزاحة الحوثيين من عمق تعز وأطرافها وريفها… 

ثم كانت المرحلة الثانية هي التخلص من العميد عدنان الحمادي، وإعادة هيكلة اللواء 35، وهنا كان دور المخترقين للواء من شخصيات عسكرية ومدنية والمحسوبة على اليسار-قاتلا، فقد حققوا للإخوان إنجاز المرحلة الثانية من مخطط السيطرة… 

ما نحن فيه الآن هو المرحلة الثالثة؛ أي السيطرة المطلقة على تعز المحاصرة بالجوع والطوق العسكري في داخلها، وعلى ضواحيها. 

لم يعد الإخوان المسلمون في تعز بحاجة إلى المؤلفة قلوبهم من المؤتمريين واليساريين الذين أنجزوا لهم مهمات في المرحلتين السابقتين. 

التسوية القادمة بين قوى وجغرافيات يمثلها أقنعة الطائفية المذهبية والمناطقية والجهوية، وعلى هذا الأساس يتحرك تنظيم الإخوان المسلمين وتنظيمه الخاص وجيشه؛ إنهم ينظفون ملعبهم من الحشائش المضرة بهم. فالتسوية بين أقنعة الطائفية. 

أي أن عليهم أن يدخلوا التسوية بوجههم وقوتهم الحقيقية لا بالمستأجرين المرحلتين السابقتين… 

زر الذهاب إلى الأعلى