“طارق” في موسكو.. دلالات وأبعاد الزيارة
جاءت رحلة العميد طارق صالح إلى موسكو في ظروف حساسة بالنسبة للوضع اليمني.
ويكتسب هذا التواصل أهمية كبرى بالنسبة للمراقبين.
لقد ظلت موسكو تنظر إلى الصراع والحرب بحذر شديد، فهي الغائب الحاضر من خلال قنوات عديدة.
وتؤكد الرحلات المتتابعة إلى موسكو في الأشهر الأخيرة لمسؤولين يمنيين من كل الاتجاهات أن هناك توقعات عالية أن تلعب موسكو دورا ما في الصراع اليمني.
ينطلق التفكير الروسي في اليمن من نفس الفكر التقليدي الموروث من العهد السوفييتي والذي يرتكز على أهمية الخارطة الجيوسياسية لليمن.
أعتقد أن العميد طارق سوف يطالب موسكو برفع العقوبات عن عائلة صالح، وتقول موسكو على لسان سفيرها في اليمن، إنها لعبت دورا فاعلا في الضغط على الحوثيين في اتفاق السويد.
وبغض النظر عن جدوى هذا الاتفاق، فموسكو تؤكد وجود قنوات اتصال مع الحوثيين.
يقود العميد طارق وحدات من الحرس الجمهوري السابق، وهذه الوحدات إلى حد ما تنتمي عقيدتها العسكرية وتسليحها السابق إلى المدرسة الروسية، ويمكن لهذه القوات أن تلعب دورا فعالا إذا تم إعادة تعبئتها وتسليحها بشكل جيد وتحتاج إلى مظلة الشرعية الوطنية، وربما تلعب دورا في مواجهة التعنت الحوثي المستمر والذي فعلياً أسقط اتفاق استوكهولم، لكن موسكو لا تستطيع أن تلعب اي دور منفرد ولن تسمح لها أطراف أخرى، غير أن المؤكد أن الحاجة قائمة إلى دورها كدور تكميلي مع الآخرين، وربما يُحدِث هذا الدور توازنا فعالا ويكون أيجابيا وتكامليا مع الدور الإقليمي أولاً والدور الأممي والرعاة الآخرين ثانيا.