تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في مناطق تواجد مليشيات الإخوان، وانتقلت شرارة المظاهرات التي اندلعت في مناطق متفرقة بمحافظة تعز، بداية الأسبوع الجاري، إلى مديرية المحفد في محافظة أبين، اليوم الاثنين، ومن المقرر أن تشهد مديرية نصاب بمحافظة شبوة مظاهرات أخرى رفضا لانتهاكات سلطة الإخوان، السبت المقبل.
وخرجت احتجاجات شعبية حاشدة، اليوم الاثنين، في مديرية المحفد بمحافظة أبين، رفضًا لممارسات السلطة الإخوانية التي تُنهك المواطنين بالجبايات، واتهم محتجون مليشيات الشرعية الإخوانية بالسطو على إيرادات المديرية، وفرض جبايات وإتاوات غير مشروعة.
وتشهد محافظة أبين تفشيا لظاهرة “التقطع” التي أضحت تغرق المحافظات الجنوبية وتشكل وسيلة جباية تعتمد عليها السلطة المحلية التابعة للشرعية الإخوانية للتغطية على فسادها داخل المؤسسات التنفيذية، وهو ما دفع المتظاهرين في المحفد لتحميل سلطة الإخوان مسؤولية ابتزاز السكان بقوة السلاح لجمع الإتاوات وتوزيعها على قيادات إخوانية خارج المديرية.
ودائما ما تعرقل السلطة المحلية في محافظة أبين عمل “المفوضية الجنوبية للنزاهة ومحاربة الفساد”، وتمنعها من ممارستها عملها، ويتهرب مديرو المكاتب التنفيذية بالمحافظة من جولات المفوضية التي تنظمها بشكل ميداني، وتكون بناءً على شكاوى واردة من مواطنين بوجود فساد في هيئات مختلفة تتركز تحديدا في مكاتب المالية وعقارات الدولة وصناديق النظافة.
لم يختلف الوضع كثيرا في محافظة شبوة، التي تشهد أيضا شن حملات جباية مكثفة تمارسها سلطة الإخوان ولكن بصورة أكثر عنفًا ويكون مصحوبا باعتقالات واسعة وحوادث اختطاف بحق المواطنين، الأمر الذي دفع القيادة المحلية بمديرية نصاب، لتنظيم مظاهرات حاشدة، السبت المقبل، في مدينة عبدان، احتجاجًا على مواصلة ارتكاب سلطة الإخوان الإرهابية الانتهاكات بحق المواطنين.
ودعت اللجنة، أبناء المديريات إلى الحضور والمشاركة في الفعالية؛ للتأكيد على رفض الممارسات الإرهابية للسلطة الإخوانية، مشيرة إلى تشكيل لجان فرعية بالمديريات من أجل تنظيم نقل الحشود الجماهيرية إلى منطقة عبدان.
وتتعامل سلطة شبوة مع آبار النفط الموجودة في المحافظة على أنها مرتع للفساد والسرقة، وتقوم بعمليات تهريب بشكل علني عبر حافلات تصطف يوميا على الطرق السريعة الرابطة بين شبوة ومحافظة البيضاء الخاضعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.
وفي مرات عديدة تدخلت الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي للتعامل مع حوادث الإهمال التي تكون نتيجة لممارسات فساد السلطة المحلية، كان آخرها في أزمة السيول التي تسببت في غرق المحافظة دون أن تطلع الإدارات المحلية بمهامها.
جرائم سلطة الإخوان في شبوة وأبين لم تختلف عن محافظة تعز، وهو ما دفع مئات المتظاهرين للمطالبة بإقالة الفاسدين من السلطة المحلية “الإخوانية”، والدعوة لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان وحل المشكلات المعيشية.
واشتكى المتظاهرون من تردٍ حاد في خدمات المياه والكهرباء والصحة واتهموا سلطة الإخوان بإهمال تدبير احتياجاتهم، فقد أكّدوا استمرارهم في التظاهر والضغط لحين إزاحة “الفاسدين” من رأس السلطة المحلية والمواقع الإدارية بها.