ما هي الصورة المُغيّبة عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية..ولماذا تم إشهاره؟
لا أدري هل أقدم قراءة عمّا أنجزه أو تعثّر في إنجازه المكتب السياسي للمقاومة الوطنية أم أتحدث عن رؤية القِلّة القليلة التي لم تستسغه؟
لكن في ظنّي أن الأهم عند تناول موضوع وقيمة سياسية جديدة تحققت مؤخرا على يد ( المكتب السياسي للمقاومة الوطنية) هو الإشارة عامة بما أحدثته من فعل وعمل في المشهد السياسي اليمني وما الذي مثّلته لشريحة واسعة لشعب يُعاني وينزف.
إسمحوا لي أقول أكثر:
ربما أن هناك من أصيب بصعقة كهربائية حينما تم إشهاره في المخا، وأثق يقينا أن معظم هوءلاء من الحوثية/ الإمامية وشلّة ( النوبلية ومشروع الحقد) ومعهم بعض المُخدّرين بإيفيون شارع الجامعة في العام 2011 الذين تم وضعهم بإحكام في فريزر صُنع خصيصا في معامل مجمدة لهذا النوع من البشر الذين يصعب أقناعهم أومناقشتهم وترويضهم وإعادتهم للصواب ومنطق عقلاني ينظر للوقائع والأحداث ببصر وبصيرة وتجرُّد.
لا أريد هنا لوم أحد، أوالتّهكم على طرف وجماعة ،أو حالة شرود ذهني وتخدير موضعي أو عام، بقدرما أريد التوضيح أن هناك حفاوة وإحتفاءاً وتماهياً واضحاً بالمكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح.
وتأسيسا على ذلك ..أستجمع شيئا من واقع الشعب الذي أنتمي له..وهنا يصحُّ القول أننا نلاحظ حالة ضياع وفقدان للبوصلة الوطنية جرفت معها قطاعا من الناس، وللأسف ، هناك نُخب معينة لم أفقه للساعة كيف فسّرت إشهار ” المكتب السياسي” الذي أنبلج في ثلث الثلث الأخير من ليل شعبٍ يعيش إنسداد أفق وطني وسياسي وحراك فاعل يُعبّر عنه وعن مصالحه وعيشه الكريم ومعه حرب شعواء تُشنُّ ضد مشروع قائد آمن به اليمنيون وتماهوا معه كأي شعب في الدنيا تشرب من قيم أبطاله وعظمائه.
( أعني هنا مشروع الشهيد الزعيم صالح وثورتي 26 سبتمبر و2ديسمبر)
عفوا:
تساؤل قد يحضرني في هذا المعنى أزعم أنه قد يُلخّص المشهد:
” ألم تعجز أحزاب اليمنيين التقدمية والرجعية والوسطية في مواجهة الإمامة ، وصار الشعب حائرا وغائرا بجراحاته يبحث عن ضوء في نهاية نفق الإمامة الجديدة التي تحاول إطالته؟
لن أجيب ولست هنا في موضع الإجابة والمزيد من جلد الذات:
إنما أنا مواطن يمني يبحث عن أرضه وهويته وحريته ونجمة في سمائه التي غدت تشبه سماء القمر وغلافه الجوي ( لا ضوء ولا مصابيح تُزيّن أفق رائد فضاء يبحث عن سمائه الدنيا)
ولِمن أحب أن يفهمني بشكل أقرب أضيف:
أنا رضعت من وريد حزب اسمه المؤتمر الشعبي العام وتدرجت فيه حتى أصبحت في مركز قيادي أتشرف به وحول هذه الجزئية لن أسرد أكثر ( فليس هذا موضوعنا).
على أية حال ..أستميحكم عذرا تقبلي إن قلت أنني بنيت فكرتي في هذا الطرح لأجل نقاش العقلاء وإن جازت لي المبالغة تقديم النُّصح لكافة المتشكّكين من إشهار المكتب السياسي والحراك الإيجابي والمشهود الذي استطاع إيجاده وصارت حبته تنبت في كل حقولنا الوطنية ألف ألف سنبلة تُحصدُ الساعة في مشهدنا السياسي الذي كان قبل إشهاره راكدا وُممِلا وشبه عقيم أنتج حالة من التململ والإحباط من قِبل معظم كوادر القوى السياسية الجمهورية.
أقول مختصرا:
المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ( الذي أثق فيه كمعبر عني كمواطن يمني ) يضع اليوم حلا لحالة الإنسداد السياسي الذي تعيشه بلادنا وأحزابنا، ولعل هذه الحالة والمظلة السياسية والعسكرية التي رُسِمَ قائدؤها ( طارق) وجنوده وصور شهداء المقاومة والقوات المشتركة في وجدان ومخيلة وعين كل يمني، جدير بثقتنا جميعا..وهنا لا يعتقد البعض أننا نحاول فرض هذه القناعة عليه بقدرما نحاول طرحها كرأي قابل للمناقشة والقراءة الواعية وليس المتاجرة والأحكام الجاهزة ..وإن جازفت في الإسترسال..!
من فضلكم أقتبس من الذاكرة الشخصية والوطنية كل لحظة بطولة سجلتها المقاومة الوطنية والقوات المشتركة في الساحل الغربي..وإنصافا لهذه المحطات..سؤال يقفز إلى ذهني:
هل تتذكّرون معي فتوحات ألوية حُرّاس الجمهورية والعمالقة والتهامية؟
على المستوى الشخصي ما زالت تلمع في عيني وطنية أفرادها وضباطها وأمجادهم وإحتفاء أهلنا في الساحل الغربي بنجاحاتهم وإنتصاراتهم العسكرية والإنسانية التي إن قللنا منها ومن أثرها وتأثيرها وأهمية ما صنعته وتصنعه عسكريا وسياسيا ووطنيا وإنسانيا فقد كتبنا على أنفسنا الخيبة والخُسران كيمنيين عوام، أما الأبطال هناك، فلا خوف عليهم ولا قلق أبدا، فقد نذروا حياتهم لأجل شعب ينتمون له وأمة يدافعون عنها وليس عن شعارات فارغة يتباهون بها أو خلافات معتكرة ينشغلون بالرد عليها.
نقطة الختام:
المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي، وكل قيادات ومنتسبيّ القوات المشتركة في ساحل الجمهورية الغربي والشرقي ، الشمالي والجنوبي، أشهدُ أنكم أساسات النضال وخيمة الوطنية والعروبة التي يعجز أعتى طوفان في الأرض عن هزّ أوتادها وأعمدة خيمتها الضاربة في أعماق الأرض اليمانية البالغة عنان السماوات وفاء وعقيدة وبسالة وصدق.