اليمن بين فكي كماشة
لولا أننا نتوه بعيداً عن بلادنا، لما تحملنا الحياة بظروفها هذه شهراً واحداً.
يشوينا الحمى.. ترهقنا المعارك المعنوية.. يمر اليوم كشهر والشهر كسنة.
ونعلم أن المهاجر قسراً ينتظر عودته أو سيموت غريباً، وهو يعلم ذلك.
وهو بالأصل لم يهاجر إلا لأن الظروف لم تساعده ليبقى.
موجوعون.. وهي حياتنا.
* * *
حين يقاتل جندي في جيش الشرعية بسلاحه الشخصي “جرمل قديم”، فيما يلبس علي محسن وهادي والمقدشي وبن مبارك كرفتة وجزمة قيمتها يمكنها أن تسلح موقعاً يضم سرية أو مجموعة جنود وليس جندياً واحداً فقط.. فعن أي شرعية تتحدثون؟
لا ينتصر الحوثي على اليمنيين إلا بسبب هذه القيادة الساقطة.
* * *
اليمن ما قبل 2011 انتهى في 2014 واستطاع الحوثي بناء نسخته الخاصة العنصرية الطائفية المحكومة بفتوى الملالي من اليمن.
فما هي يمننا نحن في المقابل؟
السجالات حول الأحداث لن يعوض شيئاً مما مضى.
يجب تحمل مسؤولية بناء اليمن الذي يشبه أحلامنا وادعاءاتنا ولو كتصور نضالي..
* * *
العالم لم يعترف بالحوثي سلطة أمر واقع على الشمال مجاملة للسعودية والإمارات، أما لو على الشرعية فالعالم لا يكترث لمجموعة قيادات الوطنية والشرعية عندهم مجرد مرتبات وبدلة وغرف فندق.
* * *
أعادت أمريكا توضيح موقفها:
نظرياً، تعترف بالشرعية..
واقعياً، هي ترى سيطرة الأطراف، وتدعو كل من يسيطر على أرض أن يدخل في سلام مع الناس الذين يحكمهم ويوقف الحرب ضد الآخرين.. لبدء سلام بين الجميع.
* * *
فلنعِد مناقشة كل شيء كمواطنين سقطت كل أبنيتهم الجماعية، دولاً وجماعات وحتى أفكاراً جماعية.
فلنعِد بناء ذواتنا نظرياً بالاستماع والفحص والتغيير.
* * *
شمالاً، الصراع ليس بين هادي وعبدالملك.. بل بين اليمني والإمامة، بين المواطنة وبين القهر المسلح الذي يعتقد أنه الحق فقط لأنه أكثر جرأة على إراقة الدم.
* * *
والإخوان إن تصالحوا مع القبيلة في مأرب ومع أبناء تعز في مناطقهم سيبقون طرفاً داخل دولة الحوثي.. وسيتعايشون.
أمام الصوت الوطني شمالاً طريق عسرة لإبقاء الوطن حلماً مشروعاً وباباً مشرعاً في وجه تحالفات جماعات الثورة الإسلامية في طهران.
* * *
ابن معيلي وبحيبح ورموز ماربية أبقت مناطقها بعيدة عن سطوة إخوان الخليفة والأمير.. فأبقى لمارب روحها الوطنية على مدى 40 سنة وأزيد.
حيثما تحول المشيخ إلى حلقات تنظيمية غير وطنية سقطت القبيلة.
* * *
لا يضع إخوان علي محسن أقدامهم في مكان إلا أحالوه خراباً.
* * *
منذ استقلت من الإخوان وأنا في معارك معهم، لست أنا من يبدأها أبداً.
لقد آذوني كما لم أكن أتصور أن هناك أذى.. لم يألوا في إلاً ولا ذمة.
وكل مرة أغادر إحدى معاركهم أتحسس أملي بالله وبذاتي، وأحمده أني بخير روحياً وعقلياً.. كما كنت وأنا معهم.
اللهم اختم لي بالحسنى.
* * *
عاشت فرنسا ظروف بلادنا الراهنة التي تعاني من الفاشية الإيرانية..
فقد احتلت النازية فرنسا لولا موقف تشرشل وصمود ديجول وتدخل الجيش الامريكي.
* * *
لكم أن تنتقدوا النواقص.. ولكن تجربة الإماراتي فريدة تذكرنا بعظمة جيش عبدالناصر الذي واجه نفس الخصوم.
جاء جيش الإمارات بنفسه ولم يكرر جريمة قطر وتركيا في سوريا وليبيا، إرسال المال والمرتزقة.
قاتل الإماراتي بيد وبأخرى دعم من على الأرض ليبني قوته الوطنية، من مأرب لتعز للجنوب للساحل.
* * *
محمد بن سلمان يغير وجه بلاده، وعلى النقيض يفعل عبدالملك الحوثي باليمن.
يعيدنا عبدالملك لما كنا نقرأه عن دولة الإمامة شكلاً ومضموناً، ومعه شوية قريحات..
* * *
السجن 270 شهراً للضابط الأمريكي الذي تسبب بوفاة مواطن أمريكي واحد.
كم يجب سجن عبدالملك الحوثي إذاً؟