على مذهب “قوم لوط” في الاتهام: “أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ” ظهر النائب علي المعمري، على شاشة “الجزيرة” ليتهم العميد “طارق صالح” بالتالي:
– أنه رجل دولة: أقام “دولة” في الساحل الغربي.
– أنه رجل بناء وإسكان: قام ببناء “مدينة سكنية” في الساحل الغربي.
– أنه رجل تنمية وتطوير: دعا المستثمرين لـ”الاستثمار” في مدينة وميناء المخا.
هل هذا مدح في صيغة الذم..؟! من قبيل قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم .. بهن فلولٌ من قراع الكتائبِ
أم ذم في صيغة المدح، أم أن الرجل يخلط فعلاً بين الفضائل والرذائل؟!
هذا هو الأرجح.. فالرجل بلا شخصية، وهو منذ سنوات، لا يتحدث بالأصالة عن نفسه، بل بالنيابة عن “قومٍ” لديهم هذه المشكلة، ويحكمون تعز. وفق منظومة عقلية وأخلاقية وسلوكية ممسوخة ومقلوبة تماماً.!
هؤلاء القوم، كما يعرف البشر والشجر والحجر من تجربتهم الكارثية في تعز:
– هم ظاهرة ضد الدولة: سالم وبكر وغزوان وحردون وغدر والكوري وماجد الأعرج وصدام المقلوع.. رجال عصابات لا يمكن بحال أن يتصالحوا مع رجال الدولة، فضلاً عن أن يصبحوا رجال دولة.
– وهم حالة من الخراب والتشريد: لم يبنَ في تعز طوال عهدهم الجاثم حتى مخيم لإسكان النازحين، وعلى العكس شردوا الناس من مساكنهم، واحتلوها، لدرجة قتل بعض المطالبين ببيوتهم.
– وهم حالة طاردة للتنمية والاستثمار: لا شيء ازدهر في تعز في ظل حكمهم إلا المقابر، وفوق كونهم شردوا المستثمرين، لم يجذبوا إلا الذباب بعد أن حولوا المدينة إلى مقلب للنفايات.
إذاً. ما الذي يُنتظر أن يقول أو يتبول أو يتغوط هؤلاء من فم علي المعمري.؟!
لا شيء غير تقبيح الحسن وتحسين القبيح، وتشتيت الانتباه عن الورطة المصيرية التي يواجهها القوم في تعز:
يواجه “الإخوان” في تعز. ثورةً شعبية عارمة، هي الأولى من نوعها في اليمن بعد الانقلاب. والمطلوب من علي المعمري وأمثاله أن يصدّروا الأزمة كالعادة خارج تعز: تجاه المجلس السياسي والمجلس الانتقالي والإمارات.
لكن هذه اللعبة باتت سمجة. ولست معنياً هنا ودائماً بالدفاع عن أحد ضد أحد، بقدر لفت النظر إلى مفردات الواقع والبناء عليها، ومحاكمة منطق الخطاب والفعل السياسي، الذي يصل أحيانا حد الجنون، وقلب الحقائق رأساً على عقب.
كل جزء في اليمن، يعاني حالياً من مشاكل استثنائية، في هذه المرحلة الاستثنائية، لكن لا يمكن مقارنة هذه المشاكل من حيث الكم والنوع مع المشاكل المريعة التي تعانيها تعز في ظل حكم الإخوان.
الساحل الغربي. بالمقارنة وبغير مقارنة يشهد طفرة في الأمن والأمان وحضور الدولة والقانون والتنمية والتعمير والاستثمار.. وإن كانت هذه الأشياء عيوباً بمنطق الذباب الإلكتروني.!
هذه الكائنات اللزجة المستأجرة لا تعرف ما تقول. قبل فترة دعا المعمري لطرد أسر نازحة من صنعاء وعمران.. باعتبارهم يهددون التركيبة الديموغرافية لتعز، كما لو أنهم من خارج اليمن: السنغال أو كولومبيا!
يخلط المعمري بين طوارق الأمازيغ، وطوارق طارق صالح. وفي الوقت الذي يقوم فيه هذا الأخير بفتح طرق ومنافذ غربية لتعز. يصرح المعمري بأن المقصود من العملية خنق تعز.
أما حديثه عن الإمارات وتمنعه من قبول الإغراءات الإماراتية.. فتدعو على السخرية. خرجنا من هذه الأزمات والحروب نازحين مشردين في الوطن، وخرج منها من كبار الملاك في الداخل، ومن كبار المستثمرين في الخارج.