اخبار الشرعيهالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةحواراتمحليات

السفير البريطاني: من يعتقد أن الحوثيين سوف يُسَلِّموا أسلحتهم وينسحبوا إلى صعدة فهو واهم ولعمان تأثير كبير عليهم (حوار)


 

الوفد العماني حمل رسالة من السلطان إلى الحوثي والأخير رد: جاهزون لوقف الحرب تحت هذه الظروف

أنا ضد أن تكون إيران جزءً من المفاوضات، ولا نحتاج منها غير خروجها تماماً من اليمن

أجرى المركز الإعلامي في مركز العربية السعيدة للدراسات، الخميس الماضي، حواراً خاصاً مع السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، ناقش فيه تطورات الحرب في اليمن. 

أجري الحوار عبر تقنية زووم، وأداره كلٌّ من نائف حسان، رئيس مركز العربية السعيدة للدراسات، وأحمد العرامي، المدير التنفيذي للمركز، ومحمد المحفلي، نائب المدير التنفيذي للمركز.

نص الحوار:

مركز العربية السعيدة: سعادة السفير؛ موقفكم معروف من الهجوم الحوثي على محافظة مأرب، وسبق لكم أن حذَّرتم من خطورة ذلك على المدنيين في مأرب، وعلى مسار السلام والتسوية السياسية في اليمن، ودعوتم، مع سفراء ودول غربية عدة، إلى إيقاف هذا الهجوم، والعودة إلى المفاوضات، لكن جماعة الحوثي لم تستجب لذلك.. ما الخيارات الأخرى لديكم للتعامل مع هذا الوضع، تحديداً خياراتكم للتعامل مع الموقف الحوثي الرافض لإيقاف الهجوم والعودة إلى مسار المفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية لإيقاف الحرب في مأرب واليمن بشكل عام؟ 

 السفير: دَعَونا الحوثيين إلى إيقاف الهجوم، لكنهم لم يستجيبوا لذلك، ولازلنا نعمل من أجل إيقاف الهجوم على مأرب والعودة إلى طاولة المفاوضات. موقفنا واضح. الآن [هناك جهود تبذل من أجل ذلك] خاصة من أمريكا والمملكة العربية السعودية. عُمْان تلعب دوراً إيجابياً، ورأينا زيارة الوفد العماني إلى صنعاء؛ حتى نتائج هذه الزيارة لم تكن جيدة جداً، لكن هذه بداية الجهود من العمانيين، وهذا الشيء الثاني. الشيء الثالث عندنا موقف واضح من التحالف العربي وخاصة من المملكة [السعودية].. هم [التحالف] يريدون وقف الحرب، وهذا واضح منذ سنة ونصف تقريباً، وفي مبادرات من قبل السعوديين، وهذا شيء مهم جداً. رابعاً في حوار سعودي- إيراني. أنا لا أعرف إذا ما كان هذا سوف ينجح قريباً، ولكن من المهم أن يكون هناك مشاورات بين الطرفين. دور إيران، طبعاً، سلبي لكن لازم نتكلم معهم لكي يكون موقفهم ليس ضد وقف الحرب. الآن أنا أعتقد أن الحرس الثوري في إيران مع استمرار الحرب، مع احتلال مأرب.. الخ، ولازم نُغَيِّر هذا الموقف. هذا بالنسبة للمواقف من قبل الجيران، من قبل أمريكا.. عندنا موقف موحد في مجلس الأمن، وفي أداء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.. [وهو موقف مساند لإيقاف الحرب في اليمن]. يعني في أشياء إيجابية، ولكن الآن ننتظر تغير في الموقف الحوثي. 

 مركز العربية السعيدة: على خلفية العلاقة التاريخية المميزة بين بريطانيا وعُمان، أريد أن أسأل: كيف ترى بريطانيا الدور العماني في اليمن خصوصاً في ظل الاتهامات لعمان بأنها منحازة بشكل من الأشكال إلى الحوثيين؟ 

 السفير: نحن نعتقد أن الدور العماني إيجابي جداً، ونحن نرحب بدور سلطنة عمان، وأعتقد أن موقف السلطان نفسه، وموقف وزير الخارجية، والمكتب السلطاني.. جميعهم يلعبون دور إيجابي جداً في ذلك، وتأثيرهم على الحوثيين كبير. في النهاية أعتقد أن الحوثيين لازم يتخذوا القرار بأنفسهم، ولكن بمساعدة من لا أقول أصدقائهم أو حلفائهم، ولكن نحتاج إلى ضغط من إيران ومن سلطنة عمان ومن.. أنا لا أعرف إذا كان في أصدقاء آخرين، (يضحك).. بالإضافة إلى ذلك هناك تنسيق وثيق وجيد بين التحالف وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. يعني لا يوجد طرف واحد لحل المشكلة، نحتاج تنسيق بين كل الوسائط. 

 مركز العربية السعيدة: إذاً سعادة السفير.. حسب معلوماتك واطلاعك، ما الذي خرجت به الوساطة العمانية الأخيرة، أو الوفد الذي أرسله العمانيون إلى صنعاء.. ما نتائج الوساطة، وما كانت بنود الوساطة، وألى أين انتهت؟ 

 السفير: كان في رسالة من سلطان عمان إلى عبدالملك الحوثي. أنا لم أطلع على الرسالة، ولكن أعتقد أنه كان فيها تفاصيل المبادرة. ومثلما قُلتُ، أنا لا أعرف تفاصيل المبادرة، ولكن أعتقد أنها تضمنت رفع الحصار، كما يسميه الحوثيون، ووقف إطلاق النار، والبدء في إجراء مفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية شاملة. أعتقد أن المبادرة العُمانية كانت تتضمن النقاط الأربع التي سبق أن طرحها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وكان هناك جواب من عبدالملك الحوثي إلى سلطان عُمان، وفيه يقول: نحن الحوثيين جاهزون لوقف الحرب تحت هذه الظروف. وحتى الآن الظروف ليست مناسبة بالنسية للتحالف، هم يريدون تنفيذ النقاط الأربع.. أعتقد المشكلة واضحة؛ الحوثيون يريدون فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بدون أي شروط، والتحالف والشرعية يطرحون الأربع النقاط ويريدون تنفيذها كشيء واحد، وهذا هو الاختلاف إلى حد الآن. 

مركز العربية السعيدة: هل هناك جهود أخرى جديدة لاستكمال الوساطة العمانية أم أنها انتهت عند هذه النقطة؟ 

السفير: [هناك جهود جديدة]، وراء ذلك الأمريكان. تيم كينج [المبعوث الأمريكي إلى اليمن] يلعب دور ايجابي في نفس الاتجاه، والسعودية أيضاً، ونحن، بريطانيا والاتحاد الاوروبي. أعتقد أن الجميع يعمل في نفس الاتجاه، ونحن ننتظر الآن تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن. ومثلما قال بعض الخبراء المبعوث (يضحك) لازم يشتغل مع الأطراف على الأرض. 

مركز العربية السعيدة: المبعوث الأممي، مارتن جريفيث، انتهت فترة عمله.. لو تم تعيين مبعوث أممي جديد غير بريطاني، هل سيؤثر ذلك على الدور البريطاني في اليمن؟ 

السفير: بصراحة نحن نريد مبعوثاً جيداً وفعالاً وذكياً ولديه خبرة.. الخ. إذا الأمين العام للأمم المتحدة يختار شخص غير بريطاني فهذا حقه. 

مركز العربية السعيدة: سعادة السفير، بداية هذا الأسبوع، أنتم قلتم، في “تغريدة” على “تويتر”، إن جماعة الحوثي هي الطرف الرافض لإيقاف الحرب، وذَكَّرتم قادة الجماعة بالعقوبات الأممية التي صدرت ضد “زابن”، القيادي في الجماعة.. هل تعتقدون أن العقوبات وسيلة مجدية للضغط على جماعة الحوثي، رغم أنها لا تبدي أي اكتراث بذلك؟ 

 السفير: كما قلت أنا لا أعتقد أن هناك حلاً وحيداً لهذه الأزمة.. العقوبات، قائمة الإرهاب، الوساطة العمانية، دور إيران، المبعوث الأممي، المبعوث الأمريكي، ومبعوث أممي جديد، [كل هذه الأطراف تؤثر في ذلك. ليس لدينا وسيلة وحيدة لحل هذه الأزمة. لازم تُستعمل كل الجهود وكل الوسائل التي لدينا، التي تساعد في ذلك، واعتقد أن العقوبات الأممية جزء ممكن يكون مفيد. هم [الحوثيون] زعلانين جداً مني بسبب هذه التغريدة، واعتقد أنه طالما أنهم زعلانين مني، فأنا سعيد لذلك.. 

 مركز العربية السعيدة (مقاطعاً): يعني أبلغوك الحوثيون أنهم زعلانيين من تغريدتك؟ 

 السفير: نعم. 

مركز العربية السعيدة: خلال الفترة الماضية، لمس الجميع حدوث تغير في الموقف البريطاني والأمريكي، والموقف الغربي بشكل عام، بشأن الحرب في اليمن.. صارت هناك ضغوط أكثر من السابق على جماعة الحوثي، وأصبحت هناك إدانة غربية مباشرة لجماعة الحوثي.. ما سبب هذا التغيير في الموقف؟ 

 السفير: اعتقد أن موقفنا واضح من البداية، وليس هناك أي تَغَيُّر في الموقف. موقفنا واضح منذ البداية، القرار 2216، ومساعدتنا للتحالف، ومساعداتنا المستمرة للحكومة الشرعية. الشيء الوحيد الذي اتُهم أنا شخصياً به وآخرين هو بالنسبة لوقف إطلاق النار في الحديدة. هناك من يقول إني، أو غريفيث، أو نحن كبريطانيا، أوقفنا الانتصار الكبير الذي كان سيحصل في الحديدة، في نهاية عام 2018، وهذا غير صحيح. هذا شيء وهمي. في المقابلة التي أجرتها معي أمس قناة المهرية، قال المذيع إن موقفنا بالنسبة للحديدة كان مختلفاً عن موقفنا الحالي بالنسبة لمأرب، وأنا قُلتُ: بالعكس، موقفنا هو نفسه وثابت. نحن موقفنا ضد الهجوم على المدن. نحن ضد الكارثة الإنسانية التي قد تحصل جراء حدوث قتال في الشوارع في أي مدينة كبيرة في اليمن، سواء كان الأمر في الحديدة أو في مأرب. نحن قلنا ذلك وكنا واضحين بالنسبة للحديدة وواضحين كذلك بالنسبة لما يجري في محافظة مأرب. الاختلاف فقط هو أن الإماراتيين، وقوات الشرعية وقوات العمالقة، سمعوا هذه النصيحة في الحديدة، أما الحوثيين لا يستمعون لهذه النصيحة بالنسبة لما يحدث في مأرب. هذا هو الاختلاف الوحيد. موقف مجلس الأمن، وموقف دول مجلس الأمن، وموقف المجتمع الدولي، كان ضد الهجوم على الحديدة، وهو اليوم ضد الهجوم على مأرب. 

مركز العربية السعيدة: العالم يتابع المفاوضات الأمريكية- الأوروبية الجارية مع إيران حول الملف النووي الإيراني.. ونحن نسأل هنا: هل الحرب في اليمن حاضرة في هذه المفاوضات..؟ وما طبيعة هذا الحضور؟ خصوصاً في ظل الدور الإيراني في اليمن. وهنا يتبادر إلى الذهن تصريحات المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة بربارة وودوارد هذا الأسبوع، والتي اعتبرت إيران “جزءاً من المشكلة”، ليس فقط في سوريا، وإنما في اليمن أيضاً، عبر مواصلتها دعم الميليشيات الحوثية بدل الحث على وقف إطلاق النار، كما قالت. 

 السفير: أولاً أنا لست جزءاً في المفاوضات مع إيران حول الملف النووي الإيراني، ولكن الحرب في اليمن ليست جزءاً من تلك المفاوضات التي تتعلق بالقضايا النووية.. لكن نحن نريد موقفاً [إيجابي] جديد من إيران، ونعتقد أنه إذا كان هناك دور إيراني جديد فسوف يكون إيجابياً بالنسبة [لإيقاف] الحرب في اليمن إن شاء الله. عندي زميل كان في السفارة البريطانية في طهران سنة 2000، وهو كان مسؤول عن السياسة الخارجية الإيرانية ككل.. وهو خلال ثلاث سنوات من عمله في طهران، لم يسمع اسم اليمن [في السياسة الإيرانية]. يعني، المصالح الإيرانية في اليمن لا توجد، إلا أن تكون اليمن مصدر لإثارة المشاكل للسعودية. يعني لا توجد مصالح إيرانية حقيقية في اليمن، ولذلك إذا كان هناك موقف جديد من قبل إيران في المنطقة سوف ينتهي دور إيران في اليمن، إن شاء الله. ولذلك أنا ضد أن تكون إيران جزءاً من المفاوضات. يعني نحن لا نحتاج مساعدة إيرانية في اليمن. نحتاج فقط إنهاء أي دور لإيران في اليمن، وأن تكون إيران موقفها يشجع الحوثي على وقف إطلاق النار. ضروري تشجع إيران الحوثيين على وقف الحرب. لا نحتاج أي أشياء أخرى من إيران غير خروجها من اليمن تماماً، إن شاء الله. 

مركز العربية السعيدة: كنت أشرت سابقاً إلى المفاوضات السعودية- الإيرانية التي جرت في العراق. لدينا معلومات تقول إن دولاً غربية ودبلوماسيين غربيين هم الذين حثوا السعودية على الانخراط في هذه المفاوضات المباشرة مع إيران، هل لديكم معلومات عن هذه المفاوضات، عن محاورها، وإلى أين وصلت، وما هو دور الحكومة البريطانية في ذلك، وكيف ترون انعكاساتها ونتائجها على الصراعات في المنطقة واليمن تحديداً؟ 

 السفير: هذا اختيار سعودي. السعوديون أخذوا القرار بأنفسهم، وليس عندي معلومات دقيقة عن المفاوضات التي أجروها مع إيران.. وسمعنا [حول ذلك] من السعوديين. اعتقد كانت هناك ثلاث جلسات تقريباً، لكن هذا بداية حوار وليس نهاية حوار، ولم يكن هناك تقدم ملموس في هذه الجلسات. ونحن نعتقد أنه من الأفضل أن تتحدث وتتكلم [السعودية] مع الإيرانيين الآن حول تلك القضايا، وخاصة عن اليمن، ولكن أعتقد أن الطلب كان من السعودية، هي كما قُلتُ: أين مصالح ايران في اليمن؟ السعوديون يقولون: نحن لدينا مصالح في اليمن، هذا جار لنا وعندنا تاريخ مشترك مع اليمن، ونحن نريد أن يكون اليمن مستقراً وآمناً، وأن يكون هناك سلام في اليمن، فأين مصالح إيران؟ نحن في السعودية لا نريد نفوذكم كإيرانيين في اليمن. 

مركز العربية السعيدة: سعادة السفير، ماذا عن السياسة البريطانية في المسار الإنساني مع اشتداد الحرب في اليمن؟ الدعم البريطاني السابق في تقديم المساعدات.. ومبررات تراجعه رغم اتساع مأزق الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع في البلاد، لماذا تراجع دعم بريطانيا للمساعدات في اليمن؟ 

 السفير: طبعاً نحن من أهم الداعمين والمانحين للبرامج الإنسانية في اليمن، كما تعرف. هذه السنة بسبب الأزمة المالية وأزمة كورونا نحن ما عملنا إلا 0.7 من الميزانية المخصصة للمساعدات الإنسانية ككل، وهذا العام 0.5 ولكن هذا الشيء مؤقت، ونحن نستمر في تقديم الدعم لليمن، ونحن من أكثر الدول الداعمين لليمن، وهناك أهمية كبيرة بالنسبة لسياستنا في دعم المجال الإنساني في العالم واليمن في أكثر من مستوى. هذا من أولوياتنا. 

مركز العربية السعيدة: هل لدى بريطانيا، والمجتمع الدولي بشكل عام، بدائل للتعامل مع نهج جماعة الحوثي المتواصل في إيقاف عدد من برامج الإغاثة الإنسانية، وتضييق أنشطة هذه البرامج خصوصاً في مجال السلام والجندر.. هل لديكم رؤية للتعامل مع هذا الموقف الحوثي؟ 

 السفير: من الصعب جداً أن نعمل مع الحوثيين، وهم يتدخلون في أنشطة برامج الإغاثة، ولكن اعتقد خاصة برنامج الأغذية العالمي (WFP)، هذا البرنامج كان جيد جداً ويريد أن يكون توزيع المساعدات دقيقاً، وكان في تقدم في ذلك. الحوثيون يفهمون المجتمع الدولي والمجتمع الدولي يرفضون هذا النوع من التدخل، ولذلك هناك الآن تحسن في الموقف، لأن الحوثيين يريدون المساعدة من المجتمع الدولي. 

 مركز العربية السعيدة: ماذا عن تمثيل النساء في المفاوضات السياسية المرتقبة، وكيف تعمل بريطانيا من أجل دعم مثل هذا الأمر خصوصاً وأن الحكومة اليمنية خلت من أي وجود للمرأة.. وما هي الجهود التي يمكن أن تبذلها بريطانيا في إمكانية تمثيل النساء في المفاوضات السياسية المقبلة؟ 

 السفير: نحن نهتم بذلك. بصراحة هذا صعب جداً، الطرفان، خاصة الحوثيين، يرفضون جهود المبعوث بهذا الخصوص، ولكن نحن، بريطانيا، ندعم المسؤولة عن ذلك في مكتب المبعوث الأممي، ونعتقد أن هذا الشيء مهم جداً. نحن نعتقد أنه في أي مفاوضات يكون فيها نساء تكون النتائج أفضل، ولكن كيف يمكن أن يقتنع الرئيس هادي والحوثيين بذلك. هذا شيء صعب جداً وسوف نتكلم عن ذلك كثيراً مع المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن. اعتقد أنه من البداية لازم يكون موقفه واضح في هذا الخصوص. 

 مركز العربية السعيدة: طيب مجموعة الأربع (السعودية وأمريكا وبريطانيا والإمارات) لماذا توقف عملها؟ 

 السفير: الآن نتكلم عن الاقتصاد.. سياسياً في كثير من العلاقات الثنائية بيننا وبين السعودية، وبيننا وبين أمريكا، لكن في الرباعية نشتغل كثيراً كيف يمكن دعم الاقتصاد في اليمن. 

 مركز العربية السعيدة (مقاطعاً): هل ممكن التوضيح أكثر حول المسألة الاقتصادية؟ 

 السفير: بالنسبة للملف الاقتصادي.. مثلاً ندرس كيف يمكن أن نساعد الريال اليمني.. نعتقد أنه إذا تدهور الريال، خاصة في الأراضي المحررة، فسيكون هناك مشكلة كبيرة ستنعكس في ارتفاع أسعار السلع. نحن نشتغل في إصلاح البنك المركزي اليمني في عدن. أعتقد أننا نحتاج إلى جهود أكثر من أجل [تعيين] إدارة جديدة للبنك، ونحتاج إجراء إصلاحات في البنك، ونحتاج إلى إجراء إصلاحات أكثر في الحكومة ككل، وخاصة أننا نشتغل مع مكتب رئيس الوزراء، ونساعد.. لدينا خبراء في البنك المركزي، وخبراء في مكتب رئيس الوزراء، لمساعدة جهودهم، وهذا طبعاً بالتنسيق مع أمريكا والسعودية والإمارات. 

 مركز العربية السعيدة: لدي سؤال متعلق بخزان صافر النفطي.. لماذا رفض الحوثيون السماح للفريق الفني الأممي بالذهاب إلى ناقلة النفط صافر من أجل صيانتها وتفريغها من الوقود؟ نريد أن نعرف ما هي المبررات التي ساقها الحوثيون في هذا الشأن، وإلى أين وصلت جهودكم، والجهود الدولية، في هذا الجانب؟ 

 السفير: بشأن صافر، أعتقد في سوء تفاهم بين خبراء الأمم المتحدة والحوثيين. الحوثيون صعبين جداً، ولكن بصراحة كل المسؤولية بفشل المفاوضات حول ذلك ليست على الحوثيين. هناك مشكلة؛ الحوثيون يريدون، وأعتقد أن هذا غلط، ليس فقط إصلاح الأضرار الموجودة في سفينة صافر، بل يريدون إصلاح السفينة وصيانتها بشكل كامل. نحن نعتقد أن ذلك لا ينفع. السفينة تنتهي، صيانتها بشكل كامل غير ممكنة. الحوثيون يريدون صيانة السفينة بشكل كامل، والفريق الأممي الفني يقول إن هذا غير ممكن، خاصة وأن الفريق الفني الأممي صغير، والفترة المحددة للصيانة محدودة. أنا، بصراحة، أعتقد أن أهم شيء هو نقل النفط من السفينة إلى مكان آخر، لأنه ليس هناك إمكانية لعمل صيانة [كاملة] لخزان صافر. وأعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك حل لهذه الأزمة، التي هي ليس فقط مشكلة يمنية، بل مشكلة لكل البحر الأحمر. 

 مركز العربية السعيدة: لماذا لا يتم التعامل الآن مع هذه المسألة الطارئة، أقل شيء سحب النفط من الخزان، ثم استكمال المفاوضات بشأن الصيانة الكاملة للخزان؟ 

 السفير: نعم نريد ذلك، وسوف نتكلم عن ذلك [مع الحوثيين]. 

مركز العربية السعيدة: بالنسبة للحكومة البريطانية هل ماتزال ترى أن مخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216، هما الأساس الوحيد للحل في اليمن، في ظل كل هذه المتغيرات؟ 

 السفير: أنا أعتقد أن نتائج مخرجات الحوار ممتازة، يعني فيها تفاصيل عن النظام الفيدرالي وكم عدد الأقاليم. أعتقد أن كثيراً من نتائج الحوار الوطني كانت جيدة في اليمن، أفضل من نتائج حوارات أخرى في السودان وفي ليبيا الخ. كانت نتائج الحوار الوطني في اليمن جيدة، وأعتقد أن القرار 2216 لازم نستعمله بمرونة، كما قُلتُ في مقابلة سابقة الثلاث المرجعيات ليست القرآن (يضحك). يعني لازم نستعمله [القرار 2216] كوسيلة لتساعد جهود السلام، وإذا الناس تعتقد أن الحوثيين سوف يُسَلِّموا أسلحتهم وينسحبوا إلى صعدة، كما تقول شروط القرار، فهذا وهمي طبعاً. نحتاج أن نستعمل القرار مع الأشياء المفيدة فيه. 

زر الذهاب إلى الأعلى