الحوثي.. مسيرة عنف وجنان ومواقف دولية ملتبسة
في بعض مناطق اليمن تستخدم كلمة القران (من غير مدة فوق الألف) لتعني الجنان.. فيقال فلان فيه “قران” أو مقرون.
والكلمة تعود بجذرها إلى مصطلح “القرين”، فقد وردت في القرآن الكريم، “وقال قرينه هذا ما لدي عتيد”.. وقال الشاعر “إن القرين بالقرين يقتدي”.
واصطلاحياً باتت كلمة “القرين” تعني كل من يقود صاحبه إلى الطريق الغلط.
ولا عجب إن ذهبنا نستقصي مصدر تسمية الحوثيين لمسيرتهم بالاستناد إلى أفعالهم فهي “مسيرة قرانية”، بدون مدة على الألف، بامتياز.
* * *
هناك مثل يمني يقول “مجنون وزاد وقحوا له”.. بمعنى لا تجلس تصفق للمجنون وفي يده حجر.
ربما لم يستطع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن أن يدرك أننا أمام ظاهرة جنان اسمها الحوثي، لا ينفع معها هذا الاستخدام الملتبس للمفاهيم لإحداث اختراق سياسي، فهي مبرمجة على استخدام العنف لتحقيق المكاسب التي تحدث عنها ووصفها بالعبارة التي تعني فيما تعنيه شرعية العنف.
وكل ما تسفر عنه هذه الاستخدامات الملتبسة للمفاهيم هو الاعتقاد من قبلهم أنها دعوة للاستمرار في العنف ومباركة له.
للمجتمع الدولي أكثر من تجربة كان آخرها رفعهم من قائمة الإرهاب.
جماعة الحوثي تعتبر كل خطوة يخطوها المجتمع الدولي تجاهها هو منجز حققته بالمزيد من العنف، فكيف للمبعوث أن يخذل مهمته بتصريحات ملتبسة كتلك التي لا يمكن لها إلا أن تعقد الوضع فوق ما به من تعقيدات..
مع العلم أنه لا يوجد من يطالب بإخراج الحوثيين من معادلة الحل السياسي، والدليل على ذلك هي المفاوضات التي جرت معه بدءاً من جنيف والكويت وانتهاء باستوكهولم..
ولو أن السيد المبعوث الخاص استوعب حقيقة الوضع لأدرك أن كل ما في الأمر هو أن الحوثي لا يقبل معه شريكاً في حكم اليمن.
وهذا هو بيت القصيد.