مأساة أطفال فقدوا أطرافهم.. كورونا أوقفت مشاريع مجتمعية تضررت منها فئات سكانية ضعيفة

عدن – رعد الريمي

اشتي طرف صناعي واعتبروني مثل اطفالكم.. بهذه العبارات تختزل الطفلة أسماء أحلام عمرها في غرفة علوية بمستشفى الصداقة بمحافظة عدن – تتوسد الطفلة أسماء محمد (12 عام) سرير تملكه الصدا وتحيط بها تفاصيل أخرى – ثياب على الأرض-كتلي شاي – خربشات على الجدران- تخالها وانت تشاهدها أنك بغرفة منزل وليس في مستشفى.

كومة من الأسئلة كانت ترتص في ذهني وانا أنتظر الطفلة أسماء التي قالت لنا أمها “فاطمة”: انها دخلت منذُ لحظات في نوم لا أعلم متى تستيقظ منه؛ وبعد عشرين دقيقة من الانتظار وتجاذب الحديث مع ام أسماء فاقت وهي تنادي والدتها.. أماه أماه”.

أربع سنوات والطفلة “أسماء” توزع معاناتها على عدد من مستشفيات محافظتي عدن ولحج علها تظفر بعلاج ينهي معاناتها التي أجبرها للتنقل على راحتي ذويها تارة وتارة بكرسي متحرك بسبب إصابتها بشظايا لغم في قدمها أدى لبتر ساقها اليمنى واستئصال بعضا من أصابع قدمها اليسرى جراء لقم أرضي أنفجر فيها وفي المركبة التي كانت تقلها وأسرتها من محافظة لحج عام 2015م إلى محافظة عدن.

خطورة إصابتها وظروف عائلتها الصعبة أجبرتها على التمسك بكرسي متحرك أملاً أن يبقيها على قيد الحياة ترافقه آمال تلتقطها من هنا وهناك بصناعة طرف صناعي لقدمها يجعلها تبدوا كفتاة طبيعية.

تجلس أسماء وقدمها الناجية من لغم الحرب تتدلى وتضطر بشكل لا إرادي وبيديها شديدة الحركة تصف معاناتها مع المرض في مستشفيات لحج وعدن، مختصرة الطفلة “أسماء” أحلامها وهي تحدثنا بسلسلة من الاماني اعتبرناها بالأساس حقوق طبيعية إذ تقول:”اشتي طرف صناعي واستكمل علاجي وارجع بخير وان اتحرك مثل أي بنت وأكمل الدراسة حقي واكل واشرب .. ما اشتي ابقى كذا واصل يحملوني”.

تواصل الطفلة أسماء استجداء واستعطاف الجميع بما فيهم مركز الأطراف بعدن بقولها” أني طفلة واعتبروني مثل أطفالكم”.

القت جائحة كورونا بظلالها على المجتمع بعدن ككل حيث اتفق جميع من أجري معهم اللقاء من جهات حكومية ومؤسسات أهلية ومختصين نفسيين أن هناك تأثيرات واعباء اقتصادية أضيفت عليهم بسبب وباء كورونا المستجد كوفيد -19 تمثل في غياب كثير من الخدمات والرعاية التي كانت تقدم لهم وخاصة شريحة النساء والأطفال سواء اكانوا من ذوي المجتمع المضيف او النازحين نظير توقف معونات دولية واتجاهها نحو تخصيص ذلك الدعم للقطاع الصحي وجائحة كورونا.

تعثر مشاريع انسانية

ابتهال المحروقي رئيس مؤسسه الحياة للتدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة عدن وبتصريح خاص تقول:” خلال فترة جائحة كورونا تم اغلاق المؤسسة لحماية المستفيدين فيها من جائحة كورونا على امل ان تعاود المؤسسة انشطتها عقب ذلك.

وأضافت غير أنها وبعد انتهاء الموجة عاودت المؤسسة عملها غير أنها اصطدمت بتوقف عدد من المشاريع من قبل المانحين تتمحور تلك المشاريع في الجانب التعليمي وتقديم الخدمات العلاجية والسلوكية، والتدريب والتأهيل، مما أدى إلى تدهور حال المستفيدين في الجانب النفسي والاجتماعي والسلوكي والتعليمي.

وتابعت المحروقي انقطاع منح تلك المشاريع بسبب جائحة كورونا القى بظلاله علينا واوقعنا في تضرر ايضا كون البعض انقطع عن الدعم والمساعدة، حتى جانب الطاقم العامل تضرر حيث ثم انقطاع الرواتب الخاصة بهم قبل ان يثم صرف التعاقدات لهم.

غياب سلبي..

بدوره وبتصريح خاص أكد ذلك د.عبدالله القيسي مدير عام مركز الاطراف الصناعية في عدن أن لجائحة كورونا أثر سلبي تمثل في نزوح الخبراء التابعين لمنظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى جيبوتي مما اثر على سير العمل في المركز.

وأضاف كما ان الضرر لم يقتصر على توقف العمل في المركز بل تعداه إلى توقف تمويل مشاريع كانت تعمل على توفير مواد معنية بتصنيع أطراف صناعية يستفيد منها النساء والأطفال نظير ما كانت تقدمه منظمة اليونيسف من دعم للأطفال بأطراف صناعية ومبالغ ماليه وحافز للفنيين المصنعين والتي توقفت حتى يومنا هذا تحت طائلة الاهتمام بجائحة كورونا.

مؤسسات أهلية..

بحسب مؤسسات مجتمع مدني أهلية محلية فقد أفادوا بأن جائحة كورونا بشكل عام أوقفت جميع انشطتها الخاصة بالحماية للأسر والدعم من قبل المنظمات والمشاريع الخاصة بحمايه الأطفال، حيث كان هناك دعم مادي للأسر بالإضافة للخدمات الصحية التي تمثل طرفي تلك المشاريع.

وأضافوا أنه وحتى مشاريع خدمة كشف حالات انتهاكات للأطفال منها معايير اغتصاب تحرش الدعم المادي كان من ضمن المشاريع التي تقدمها المنظمات إلا انها توقفت.

وأردفوا حتى مشاريع كانت تعني بالمناصرة والحملات الإعلامية أيضا توقفت ولم تستأنف حملات شهادات الميلاد للمجتمعات الضعيفة الخاصة بالأطفال.

انتكاسة نفسية وحركية..

رئيسة مكفوفين عدن والاخصائية النفسية عبير محمد قالت وبتصريح خاص: أن جائحة كورونا أثرت على المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة سلبا علاوة على فرض الحجر نتيجة جائحة كورونا حيث تعثرت كثير من استكمال المشاريع المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة المشاريع المعنية بتعليم المكفوفين اللغة والقراءة والكتابة ونتيجة لتوقف المشاريع فقد أدى إلى نسيان كثير من المعارف التي سبق وان تحصلوا عليها.

بدورها عبرت م.عبير اليوسفي رئيسة جمعية أطفال عدن للتوحد بتصريح خاص:”أن نتيجة لجائحة كورونا فقد توقفت جميع المشاريع الخاصة بشريحة اضطرابات طيف التوحد في عدن خاصة وأنه وعلى مدا عامين على التوالي يتم تأجيل او الغاء الإحتفالات باليوم العالمي لاضطرابات طيف التوحد والذي غالبا ما يرافقه أنشطة وبرامج وفعاليات سواء محاضرات او توعية او أنشطة ميدانية ومهرجانات صيفية.

وأضافت اليوسفي ان غياب جميع ذلك سبب انتكاسات نفسية وصحية على المستفيدين بالجمعية من أنشطة اضطرابات طيف التوحد ومكوث الأطفال في المنازل وغياب أنشطة الجمعية نظير توقف دعم الأنشطة من قبل المنظمات الدولية والمحلية.

إقرار حكومي..

تقر وزارة التخطيط بهكذا وضع أصاب البلد بشكل عام معبرة عن ذلك في اكثر من لقاء يجمعها مع منظمات دولية،

وبحسب وكالة سبا التابعة للحكومة اليمنية فقد شارك وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب، في الحوار حول الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الأمن الغذائي في أعقاب أزمة COVID-19: المسارات من الأزمة إلى الانتعاش) المنعقد افتراضياً برعاية مجموعة البنك الدولي.
وتطرق وزير التخطيط والتعاون الدولي، الى تفاقم وضع الأمن الغذائي في اليمن بسبب الصراع المتصاعد، وجائحة كورونا والفيضانات وتفشي الجراد الصحراوي والانهيار الاقتصادي وانخفاض المساعدات الإنسانية والذي أثر ذلك على الفئات السكانية الضعيفة..
وقال إن انتشار الجائحة فرض آثار اقتصادية واجتماعية على النظام العالمي ككل وعلى اقتصادات الدول الضعيفة بشكل خاص إضافة إلى تأثيره على الأوضاع الاقتصادية للأسر وخاصة الطبقات الفقيرة والنساء والأطفال بشكل خاص
“تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا”

Exit mobile version