بعد عقدين من الزمن داخل جدران ملعب كامب نو، يتحول الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة الإسباني، للاعب حر لأول مرة في مسيرته.
وينتهي تعاقد ميسي مع النادي الكتالوني بنهاية يوم 30 يونيو/حزيران الحالي، وتحديدا في تمام الساعة 12 ليلا بتوقيت إسبانيا، العاشرة مساء بتوقيت جرينتش، ليصبح لاعبا حرا لأول مرة منذ 4 ديسمبر/كانون الأول 2000، تاريخ أول عقد بينه وبين برشلونة.
أول عقد بين ميسي وبرشلونة كان العقد مكتوبا على منديل، بأحد المطاعم في إقليم كتالونيا، بعد الاتفاق بين اللاعب ووالده والنادي على الانضمام.
كيف أصبح ميسي لاعبا حرا؟
بدأت رغبة ميسي في ترك برشلونة يوم 25 أغسطس/آب 2020، حين أرسل فاكساً لإدارة ناديه يطلب فيه بشكل رسمي الخروج من النادي بشكل مجاني، استنادا على بند في عقده يسمح له ذلك قبل نهاية الموسم.
رغبة ميسي جاءت بالتزامن مع الخروج المهين من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونخ الألماني بنتيجة 2-8، واعتراضه على مجموعة من القرارات لإدارة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.
برشلونة حاول استمالة ليو بشتى الطرق، فصرح رامون بلانيس، المدير الرياضي للنادي آنذاك، في اليوم التالي لإعلان طلب ميسي الرحيل، أن برشلونة يرغب في بناء فريق جديد حول “اللاعب الأهم في العالم”.
ومن جانب آخر، كشر برشلونة عن أنياب حادة لليو، بالتأكيد على أن أي نادٍ يريد ضم ميسي عليه دفع 700 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده، معتبرا أن بند الرحيل المجاني قد انتهى في يونيو/حزيران 2020.
الصحافة العالمية نشرت تقارير لاحقة عن وجود عرض مقدم من مانشستر سيتي الإنجليزي لبرشلونة لضم ميسي مقابل 200 مليون يورو، وهو ما رفضته إدارة النادي الكتالوني.
ودخل ميسي ووالده ووكيله خورخي الذي سافر لبرشلونة لإقناع الإدارة برحيل اللاعب، في حرب تصريحات لم تدم طويلاً مع إدارة النادي الكتالوني، التي أكدت أن عقد ميسي لا يمنحه الحرية في الرحيل بنهاية الموسم الماضي، بينما أكد فريق ليو العكس، إلا أن الأخير تراجع عن الدخول في حرب قضائية مع برشلونة وقرر استكمال عقده.
رابطة الدوري الإسباني “لا ليجا” أكدت من جانبها أن موقف برشلونة سليم ولا يحق لميسي الرحيل في صيف 2020 إلا بدفع الشرط الجزائي.
في الرابع من سبتمبر/أيلول، كشف ميسي في حوار لموقع “جول” العالمي عن أسباب اتخاذ رغبته بالرحيل وكذا أسباب التراجع عنه بشكل مؤقت، قائلا: “لم أكن سعيداً ورغبت في الرحيل، ولكن لم يسمح لي بالرحيل، وسأبقى في النادي”.
وأضاف: “إدارة النادي برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو كارثية، لكن حبي لبرشلونة لن يتغير، ولذلك لن أدخل معه في صراع قضائي”.
متغيرات ما بعد الأزمة
وبعد فترة قليلة من تلك الأزمة، رحل بارتوميو، الرئيس الكارثي بوصف ميسي، عن النادي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعدما كشف عن تورط النادي في أزمة مالية حادة ووجود ديون تبلغ مليار و200 مليون يورو.
الأزمة المالية أجبرت برشلونة على تخفيض الرواتب، وعرض دفع نصف الراتب لميسي لتجديد عقده، مع دفع بقية مستحقاته على دفعات لمدة 10 سنوات.
وتولى خوان لابورتا، الرئيس الذي تألق ميسي في فترة ولايته الأولى، قيادة النادي مجددا، ووعد بإقناع ميسي بالبقاء، وجاء حرص اللاعب الأرجنتيني على التواجد في يوم الانتخابات في 7 مارس/آذار الماضي، ليكون دلالة على أن اللاعب سيبقى كتالونياً بعقد جديد.
ووعد لابورتا بأن برشلونة سيبني فريقاً جديداً حول ليو، وخرج في وسائل الإعلام ليؤكد أن إدارة النادي تحاول إقناع ميسي بالبقاء، بل إن زميله في منتخب الأرجنتين سيرجيو أجويرو يعمل يومياً على إقناعه بالتجديد بعد انضمامه للبارسا.
ورغم إبرام النادي لأكثر من صفقة هذا الصيف في محاولات إغراء ميسي للتجديد، فكلها كانت صفقات انتقال حر لسيرجيو أجويرو وإيريك جارسيا من مانشستر سيتي، والهولندي ممفيس ديباي من أولمبيك ليون السابق، مع استعادة البرازيلي إيمرسون من ريال بيتيس بعد انتهاء إعارته.
عقد فرعوني
ومن أجل تحقيق حلم تجديد عقد ميسي، أكدت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية أن اللاعب توصل لاتفاق مع إدارة برشلونة على تجديد تعاقده لمدة عامين، لكن المفاجأة كانت في التفاصيل.
وتتضمن تفاصيل الاتفاق اللعب لبرشلونة لمدة عامين، ثم العمل سفيرا للنادي في الدوري الأمريكي، بعد عامين من نهاية عقده، حيث من المتوقع أن ينتقل خلال هذين العامين لنادي إنتر ميامي.
ومن المنتظر أن يحصل ميسي في العقد الجديد على 250 مليون يورو، لكن برشلونة لن يدفع إجمالي القيمة دفعة واحدة، حيث سيتم تقسيط المبلغ على 10 سنوات.
ويعني الاتفاق الجديد، حال إبرامه، أن قيمة التعاقد ستكون نصف العقد الأخير، الذي أطلق عليه إعلاميا اسم “الفرعوني” نظرا لضخامته.